أنا المعلم والمدى أفكار

> «الأيام» حسين بافخسوس:

>
إلى أختي المعلمة وأخي المعلم معاً في درب الضياء

هي مهنتي وأنا الذي أختارُ

وأنا المؤدِّب إن أردتم شارتي

وأنا الذي ضوَّأتُ فجر حياتكم

وأنا الذي سمَّيتموني شمعةً

وأخال أنـِّي قد ولدتُ معلماً

لو كنت قد خـُيّرْتُ مُنذ ولادتي

هي مهنتي أنا عاشقٌ لجمالها

أنا عاشقٌ.. لكنْ شقيت بحبِّها

هي في الحياة محبتي وسعادتي

ماكنت يوماً يا أحبّةُ حاسداً

في الحقل أبذرُ.. تم تسقي أدمعي

وإذا مَدَدْتُ إلى القِطاف أناملي

وأنا السعيدُ بما صنعتُ.. فها هنا

من معطفي.. خرج المعلمُ رافعاً

من معطفي.. خرج الطبيبُ مداوياً

من معطفي.. خرج المهندسُ يبتني

من معطفي.. هذا الرئيس المُرْتَجى

وأنا الذي هدهدتُ من عشق النـُّهى

وكذا الصحافيُّ الحصيفُ غذوتُه،

والعاملُ المعطاءُ فخرُ معاطفي

أختي: أراك إلى جواري نجمة

إنـَّا ترشـّفْنا الضياء، ففكرُنا..

هي مهنتي وأنا الذي أختار

وأخال أنـَّي قد وُلدت معلماً

لو كنت قد خُيِّرْتُ منذ ولادتي

وأنا المعلم.. والمدى .. أفكارُ

وأنا المربِّي.. إنَّ ذاك فـَخار

فتألـَّقت من ضوئيَ الأقمار

من مُقلتيَّ سليطها يُشتار

ودَرَجْتُ يدفعني هوى جبار

ما كنتُ غير معلمٍ أختار

أشدو بها وتحثـُّني الأشعار

أسري لديها.. والغرام إسار

وهي الشقاء المرُّ والإعسار

لكنَّ عقلي في الحياة يحار

ماقد بذرتُ، فتزدهي الأثمار

رجعت إليّ.. وملؤها أصغار

مما أفضتُ تدفّقُ الأنهار

علماً، تـُرفرف فوقه الأفكار

جُرحَ الأناسي.. والجراح كثار

مجداً جديداً يرتجيه عَمار

ووزيره ورفاقه الأبرار

فتسلسلتْ من نفسه الأشعار

ودفعتُه، وأمامه تيار

فهو الحياة.. وكفـُّه إعمار

سطعت، تضيءُ فتـُسْعَدُ الأبصار

وحديثـُنا.. وحروفنا.. أنوار


وأنا المعلم.. والمدى أفكار

ودرجتُ يدفعني هوىً جبار

ما كنت غيرَ معلم أختار

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى