رمضان الامارات..تواصل الأجيال وإحياء للتراث الأصيل

> «الأيام» عن «الاتحاد الاماراتية»:

> لم تعد المجالس الرمضانية مجرد أمسية، أو سهرة يتجمع فيها الأهل والأصدقاء، والأحباء من أبناء العشيرة أو المنطقة الواحدة لقضاء سهرة سمر رمضانية فحسب، وإنما أصبحت مثل هذه اللقاءات، والتجمعات اليومية في الخيام، والمجالس الرمضانية هنا أو هناك، ملتقى يناقش فيه الناس أمور ونواحي حياتهم، وشؤونهم، وقضاياهم اليومية بصراحة، وفي أجواء رمضانية روحانية، لها شكل ومذاق خاص، وغدت هذه الأمسيات منتدى يومياً لتواصل الأجيال، حيث يلتقي ويلتف الشباب حول أهليهم من كبار السن والآباء، في حوا وتواصل وامتداد لجسور الأصالة، والود، والمحبة والألفة، وكثيراً ما تطرح الأفكار، والهموم، والمشاكل، وتبادل الآراء والخبرات، فيكون هناك في المقابل الحلول، والتواصل، والتكافل، والاستثمار الايجابي الذي يرسخ كثيراً من القيم الاجتماعية الأصيلة، والتي تغيب عن الكثيرين من أبناء الجيل الجديد الذين حرمتهم الحداثة والمدنية، ومتغيرات هذا العصر بايقاعها وخصائصها من الكثير من معالمها ومفرداتها وتصبح المجالس الرمضانية ملتقى سنوياً ينتظره الصغار والشباب قبل الكبار، ويمتد طيلة أيام الشهر الكريم. وفي مجلس "الشحوح" بمنطقة الشهامة، احدى البقاع السكنية الجديدة الشاهدة على الانجازات العمرانية والتنموية التي استقطبت أعداداً كبيرة من السكان، وتعد واجهة متميزة لمدى اهتمام الدولة، وحرصها على راحة ورفاهية أبنائها، وتطوير قطاع الخدمات والاسكان في كل شبر من أرض الامارات. في مجلس "الشحوح" الرمضاني، التقى الفتية والشباب بالآباء والأجداد، وقد اختاروا في هذه الأمسية مناقشة الطرق الكفيلة باحياء واعادة التراث الشعبي الأصيل، وإحياء العادات والتقاليد القديمة التي تميزهم، وفي مقدمة هذا التراث الفن الشعبي التقليدي الذي عرف به الشحوح قديماً، ومناقشة واقع حال جمعية الشحوح للفن الشعبي في منطقة الشهامة، من خلال استعراض أهدافها وانجازاتها وكيفية تفعيل نشاطاتها واسهاماتها في خدمة البيئة والمجتمع. كان من السهل أن نتلمس مغزى مثل هذه التجمعات، وما يلفها من مظاهر، وعادات اجتماعية ضاربة في الأصالة، بداية من معالم الكرم، والتفاف واحترام الصغير للكبير، والتعاون، والألفة، والمحبة، والود، والبساطة، وكأن الجميع جاء إلى هذا المكان لتنضوي مشاعره وأساريره تحت "خيمة واحدة". وتحدث محمد خميس الشحي في البداية مؤكداً أهمية هذه اللقاءات اليومية في تدارك، وملاحقة التغيير الحاصل والسريع الذي بات يضرب أشكال العلاقات والعادات الاجتماعية التقليدية، ومن ثم تستثمر المجالس الرمضانية -كما يقول- "في اطلاع الصغار والشباب على ما كان سائداً في الماضي من عادات وتقاليد وقيم سلوكية واجتماعية، وإحيائها، وتعريفهم بها حتى لا تتوارى، وتصبح مجرد ذكرى، ومن هنا فإنها فرصة سنوية تجمع أكبر عدد ممكن من الأبناء بالآباء، ويحكمهم في ذلك طبيعة الشهر الكريم، وامتداد لياليه المباركة، وتكون فرصة عظيمة لنقل خبرات وتجارب وقيم الحياة إلى أبناء هذا الجيل، فضلاً عن أجواء التآلف، والترابط، والتآزر، والود الذي تفرزه مثل هذه اللقاءات". عبدالله بن راشد بن لقيوس الشحي، رئيس جمعية الشحوح للفن الشعبي بالشهامة، انتقل بدفة الحديث إلى أهداف الجمعية ونشاطاتها، وقال: "لقد تأسست الجمعية في مطلع عام 1992 كجمعية أهلية تستهدف النفع العام، وتكونت من864 عضواً، وتعقد جمعيتها العمومية مرة كل عام، ولكننا نستثمر اللقاءات الرمضانية هنا في إحياء وتنشيط أهداف الجمعية، فكل الموجودين هنا بطبيعة الحال أعضاء فيها، ومثل هذه اللقاءات تعد في مقدمة الأهداف التي نسعى اليها باحياء عبق ومعالم الماضي وأصالته، وتعريف الجيل الجديد به، وإحياء التراث الشعبي، والموروثات التي ورثناها نحن من آبائنا وأجدادنا ومن ثم نحقق التواصل الذي ننشده". ويضيف: "نحن نسعى دائماً للتعاون المشترك بيننا وبين نادي تراث الإمارات، ولا نتردد في تنظيم كثير من الفعاليات والنشاطات الاجتماعية الأهلية في المناسبات الوطنية أو الاجتماعية وفي الأفراح، بل وفي تنظيم المعارض التراثية داخل وخارج الإمارات، وكثيراً ما نقدم معالم الفن الشعبي التقليدي الأصيل المعروف باسم "الندبة" وغيرها من أنشطة تراثية قديمة تميز أبناء الشحوح. وفي الوقت الذي يثني فيه رئيس جمعية الشحوح للفن الشعبي بدعم وزارة الاعلام والثقافة، وما تقدمه من دعم مالي سنوي للجمعية، فإنه يتطلع إلى المزيد من دعم الأجهزة الحكومية المعنية، والحاجة الماسة إلى مقر دائم للجمعية التي تنفق معظم دعم الوزارة على ايجار المقر ورواتب العاملين فيها، وتعتمد الجمعية في انفاقاتها بعد ذلك على اشتراكات الأعضاء الرمزية "20 درهماً" للعضو الواحد في السنة، إلى جانب الاعتماد على العمل التطوعي من قبل المشاركين دون مقابل. يشير محمد راشد سعيد عضو مجلس ادارة الجمعية إلى نشاطات جمعية الشحوح للفن الشعبي ويقول: "إن الجمعية لا تتوانى في اقامة النشاطات الاجتماعية والفنية الشعبية والتراثية في أي مناسبة، ولا سيما في الأفراح، والأعياد الوطنية، واحياء تراث الأجداد والحفاظ عليه، واصدارالعديد من الكتب والمطبوعات وفي مقدمتها كتابي "حياة الشحوح"، وكتاب "زايد حامي التراث".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى