قصة قصيرة بعنوان (ملكد البن)

> «الأيام» محمد العبد العزيز العرفج:

> يقوم كل صباح باكراً، يلبس أحسن ملابسة ويتأنق، ويواكب كل جديد، وآخر صيحة في عالم الموضة فيصطبح ويذهب إلى الكلية قبل الكل.

دائماً ما يشد الأنظار إليه بلبسه الأنيق، وعطره الفواح، وتواضعه الجم، ويرى هذا الإعجاب في عيون الطالبات من مختلف المستويات حين ينظرن إليه. وكلما مر في الممرات لاحظ ذلك جليا في تجمعات الطالبات، فيراهن يتهامسن ويبتسمن ويتغامزن، ويلحقنه بنظراتهن الثاقبة، ولكنه وجد أن عينين مازالتا تلاحقانه بشدة حتى عند اختفائه وعودته، يجدها في استقباله ووداعه.

تلك الطالبة الفارعة الطول، الممشوقة القوام، الجميلة الفاتنة، تنفح منها رائحة بخور جميلة اشتهرت قريتها بصنعه، دائماً ما تؤشر بإصبعها الرقيقة عليه حين تراه، لتنبه زميلاتها إلى أنه أقبل عليهن.

يتكرر عليه هذا المشهد يومياً، فعندما يودع مبنى الكلية، يجلس باقي اليوم يفكر في الطالبات اللاتي رآهن ذلك اليوم.

وأكثر ما شده وأخذ لبه، هي تلك الطالبة الجميلة التي تدرس في مستوى أعلى من مستواه الدراسي.

وفي السنة الأخيرة لها أراد أن يفاتحها بإعجابه الشديد بها، وبأنه يبادلها ذلك الإعجاب الظاهر منها!

فذهب إليها وهي بين زميلاتها فسلم عليها! والتفتت إليه قائلة له بكل دهشة:

- ماذا تريد؟!

- أريد أن أتحدث إليك جانباً.

فرفضت.. فقال مبتسماً:

- إني معجب!

تذكر أغنية محمد عبده (شبيه الريح) حين أرسلت له جملة كالريح، أو كالعاصفة بعد أن كتمت غيظها.

صرخت في وجهه بصوتها العالي المدوي، وسخرت منه، ونظر إليه الجميع محطماً، تمنى أن تنشق الأرض فتبتلعه، حين قالت له:

- احترم نفسك! لقد كنت أضحك مع زميلاتي حين تقبل، لا أكثر!

- (بصوت خافت منكسر) ولماذا تضحكن؟!

- لأنك تشبه ملكد البن!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى