في افتتاح ورشة العمل الخاصة بـ «العمل الإنساني والإعلام»:اللجنة الدولية للصليب الأحمر منظمة مستقلة بالكامل وهي ليست منظمة مسيحية

> صنعاء «الأيام» محمد فارع الشيباني:

>
اثناء انعقاد ورشة العمل بصنعاء امس
اثناء انعقاد ورشة العمل بصنعاء امس
افتتحت صباح أمس في فندق (حدة) بالعاصمة صنعاء ورشة عمل اقامتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن، بعنوان «العمل الإنساني والإعلام» حضرها عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين.

وفي بداية الورشة القى السيد مارتن أماخير، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن كلمة رحب في مستهلها بجميع المشاركين، ثم تحدث معرفا باللجنة الدولية قائلا: «البعض ينظر الى اللجنة بأنها منظمة تبشيرية توزع الأناجيل وهذا انطباع خاطىء لأن الكثيرين لا يعرفون عن عمل منظمتنا ونشاطها الإنساني الحيادي».

واضاف في كلمته قائلا: «أنا مسرور جدا بتواجدكم اليوم معنا لنتعرف على آرائكم حول تحسين العلاقة والشراكة بيننا وكذلك نحن مستعدون لتقديم أي معلومات يطلبها منا العاملون في الصحافة والإعلام بشكل عام».

تحدث بعد ذلك السيد هشام حسن، مندوب الإعلام والنشر في مكتب اللجنة بصنعاء، فقال: «ان هذه الندوة او ورشة العمل لا تعتمد علينا بل تعتمد عليكم كصحفيين واعلاميين، ونحن نريد ان نجيب على اسئلتكم واستفساراتكم حول ما يتعلق بعمل اللجنة وحول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بالإعلاميين، كما ان هذه الندوة اساسا تستهدف تعريفكم حول ما جاء في القانون الدولي الإنساني بخصوص توقيف الصحفيين وكذلك ايضا من أجل اكتشاف المحاور الخاصة بالتعاون بيننا وبينكم والدور المتكامل او الشراكة التي يجب ان تقوم بيننا، مثل تزويد الصحافة بمواضيع التوثيق وتزويدكم بالتقارير الإعلامية، وكيف يمكن للصحفيين تغطية الحدث من خلال الإستفادة من القانون الدولي، لقد دعوانكم لكي نصل الى طريقة عمل مشترك ومتكامل».

مارتن أماخير
مارتن أماخير
وتحدثت السيد أمل مرتجى، ضابط ميداني في لجنة الصليب الأحمر، بصنعاء، مقدمة شرحا حول نشأة لجنة الصليب الأحمر الدولية، وشعارها فقالت: «لقد بدأت الفكرة عندما شاهد السيد (هنري دونان) وهو مواطن سويسري، في عام 1863م معركة حربية في سولفرينو بايطاليا وقد ترك آلاف الجرحى بدون علاج وكذلك جثث تم التخلي عنها للناهبين والحيوانات المفترسة، وقام هو وبعض المتطوعين لمساعدة الجرحى ودفن الموتى وسعى بعد ذلك لإنشاء جمعية من المتطوعين للعمل في المجال الإنساني، وفعلا في عام 1864م كللت مساعيه بالنجاح، حيث اقرت اتفاقية جنيف وتم الإعتراف بالصليب الأحمر».

وحول كيفية اختيار شارة الصليب الأحمر، قالت: «تقديرا لجهود السيد هنري دونان، السويسري الجنسية تقرر ان تكون شارة لجنة الصليب الأحمر هو علم بلاده سويسرا معكوسا، فالمعروف ان علم سويسرا هو قاعدة حمراء في وسطها صليب أبيض، فأصبحت الشارة عكس ذلك أي قاعدة بيضاء وصليب أحمر، وهو لا يحمل أي مدلول سياسي او ديني وكذلك بالنسبة للهلال الأحمر، فقد كانت تلك الأيام الدولة الإسلامية السائدة هي الدولة العثمانية، فتم اختيار شارة الهلال الأحمر، عن علم الدولة العثمانية معكوسا».

وعن الأنشطة التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن قالت: «اننا نقوم في اليمن بأنشطة كثيرة منها زيارة السجون وتحسين المعيشة فيها كما نقوم بلم شمل الأسر واصدار شهادة الإحتجاز، دعم مراكز الأطراف الصناعية، مشروع دعم السجينات، كما نقوم ايضا بمساعدة الدولة على نشر القانون الدولي الإنساني وخاصة في الجيش».

بعد ذلك طلب من الحاضرين تقديم استفساراتهم للرد عليها.. حيث تقدم مندوب «الأيام» بسؤال حول تمويل الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومصادره، والذي اجاب عليه كل من السيد هشام حسن، المندوب الإعلامي للجنة وكذا د. يحيى الحيفي، عن الهلال الأحمر اليمني، فقال الأول: «التمويل يأتي من قبل الدول الموقعة على اتفاقية جنيف ومن بعض الجهات الوطنية ومن قبل المؤسسات المتبرعة والشركات التي لا يتعارض نشاطها مع الأهداف الإنسانية للجنة وقبل كل شيء، فنحن لا نقبل المساعدات المشروطة او التي تشترط ان تصرف المساعدات في مكان معين او على مجموعة بشرية معينة وعلى عكس ما يشاع بأن التبرعات التي تأتي من امريكا عادة ما تكون مشروطة هذا الكلام غير صحيح فأمريكا تقدم المساعدات دون ان تشترط أي شيىء».

تمار الرفاعي
تمار الرفاعي
أما د. الحيفي، فقد رد بقوله: «نحن في الهلال الأحمر اليمني، أفقر جمعية والمساعدات التي نتلقاها قليلة ولا تذكر، فقط قبل سنتين أي في عام 2003م تمكنا من جعل الحكومة تساعدنا ومن ذلك الحين تدفع لنا الحكومة مليون ريال كل عام وكما ترى فهي لا تغطي أي شيىء يذكر».

هذا وفي تصريح خاص لـ «الأيام» قال السيد مارتن أماخير، رئيس لجنة الصليب الأحمر في اليمن: «هدف الندوة اليوم هي للحديث عن دور الصليب الأحمر والهلال الأحمر في اليمن، لجنة الصليب الأحمر أوكلت اليها مهمة من قبل جميع الدول الموقعة على اتفاقية جنيف، وهذه المهمة هي مساعدة ضحايا كل النزاعات المسلحة او الإعتداءات في أي دولة في العالم، ولهذا فإن اللجنة تلتزم بمبادىء الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي عدم التحيز، عدم التمييز والاستقلالية، وقد حصل في بعض الأوقات لغط حول عملنا وما هو دورنا في المساعدة، كما ان الكثيرين يعتقدون بأننا منظمة مسيحية وهذا غير صحيح فنحن منظمة دولية والشارة أي الصليب هو علم دولة سويسرا المحايدة معكوسا، وكما تعلمون فسويسرا دولة علمانية، وهناك من يخلط بيننا وبين الأمم المتحدة، ولكن الواقع هو ان دورنا ومهمتنا مختلفة عن دور الأمم المتحدة وعن أي منظمة دولية، فنحن لا نتبع أي دولة او أي سلطة من السلطات ونحن غير تابعين لأحد ومستقلون بالكامل».

كما صرحت لـ «الأيام» الأخت تمار الرفاعي، رئيس مكتب الدعم الإقليمي والإعلام التي وصلت من القاهرة للمشاركة في الندوة بقولها: «أنا الآن في اليمن للمشاركة في أول ورشة عمل تنظم من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء ويشاركنا فيها عدد من الصحفيين اليمنيين المرموقون وذلك للتباحث والتشاور والتفكير معا في التعاون الذي يمكن ان نعمل فيه ـ الإعلاميون واللجنة الدولية ـ من أجل التغطية الإعلامية الإنسانية لدعم العمل الإنساني والمبادىء الإنسانية والقانون الإنساني في الإعلام اليمني.

وهذا جزء من سلسلة ورشات عمل تقام في المنطقة العربية والشرق الأوسط من أجل دعم الإعلام في المنطقة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى