> تامل جماعة الاخوان المسلمين التي كانت الرابح الاكبر في المرحلة الاولى للانتخابات التشريعية المصرية في تحقيق مزيد من المكاسب خلال المرحلتين المقبلتين في مواجهة حزب الرئيس حسني مبارك.

ولكن اذا لم تكن سلطة الحزب الوطني مهددة الا انه سيفعل كل شئ من اجل الحد من مكاسب كبيرة للاخوان خلال المرحلتين المقبلتين للانتخابات التشريعية التي تنتهي في السابع من كانون الاول/ديسمبر.

وحقق الاخوان اختراقا تاريخيا في المرحلة الاولى من الانتخابات فحصلوا على 34 مقعدا اي اكثر من 20% من اجمالي المقاعد التي تم حسمها خلال هذه المرحلة والبالغ عددها 164.

وهكذا فقد ضاعف الاخوان عدد المقاعد التي فازوا بها في انتخابات العام 2000 وفرضوا انفسهم كقوة المعارضة الرئيسية في مواجهة الحزب الوطني الحاكم الذي حصل على 122 مقعدا حسب النتائج الرسمية للانتخابات التي اعلنها وزير العدل محمود ابو الليل امس الاول الخميس.

ولم تفز المعارضة غير الدينية التي تحالفت في "الجبهة الوطنية الموحدة للتغيير" سوى على سبعة مقاعد هي اثنان للوفد واثنان للتجمع وواحد لحزب الكرامة (ناصري-تحت التاسيس) وواحد لحركة التحول الديموقراطي وواحد لحزب الاحرار.

وفاز في الانتخابات عشرة مستقلين وعضو واحد من الجناح المنشق على رئيس حزب الغد ايمن نور.

وتم انتخاب سيدتين فقط اي بنسبة 2،1% من اجمال المنتخبين وقبطي واحد هو وزير المالية يوسف بطرس غالي. وتشكل الطائفة القبطية ما بين 6% و10% من عدد السكان،وفق التقديرات المختلفة,وبلغت نسبة المشاركة في المرحلة الاولى من الانتخابات 24%.

ويجري التنافس في المرحلة الثانية من الانتخابات التي تبدا الاحد على 280 مقعدا.

وقال الباحث بمركز الدراسات السياسية للاهرام عمرو الشبكي "انه الفراغ الكامل،فالحزب الوطني قضى على كل الاحزاب والمنظمات المدنية والاخوان المسلمون هم وحدهم الذين قاوموا".

واذا كانت الصحف الحكومية ركزت على تقدم الحزب الوطني في المرحلة الاولى للانتخابات من دون ان تخفي مكاسب "التيار الاسلامي" في اشارة الى الاخوان المسلمين، فان صحف المعارضة فعلت العكس.

وكتبت صحيفة "نهضة مصر": "الاحد معركة انقاذ الحزب الوطني"، معتبرة ان المرحلة الثانية ستكون اكثر توترا وعنفا بعد الانتهكات التي شهدتها المرحلة الاولى، وفقا للمنظمات الحكومية.

ونشرت صحيفة "المصري اليوم" في صفحتها الاولى حديثا للمرشد العام لخوان محمد مهدي عاكف اشاد فيه ب"انتصار الاخوان".

وقال عاكف الذي بدت لهجته تجاه الرئيس مبارك تصالحية ان "هذه النتائج تظهر احترام وتاييد الشعب الشعب للخط الاصلاحي للاخوان".

وانتقد عاكف تغطية وسائل الاعلام الحكومية "المنحازة" للانتخابات ولكنه لم يعد يتحدث سوى عن "انتهاكات فردية" وتراجع عن تصريحاته السابقة.

وتناقض عاكف كذلك عندما اكد ان "الرئيس مبارك لا يسمح بتزوير الانتخابات وتزوير ارادة الشعب لكونه دائم الدعوة للديموقراطية والحرية".

وقال الشبكي ان "عاكف لدية خبرة طويلة في الخطاب المزدوج". واعتبر ان "من الواضح ان الاخوان يخشون مواجهة مع السلطة خلال المرحلتين المقبلتين للانتخابات".

ويعتقد الاستاذ في الجامعة الاميركية بالقاهرة مصطفى كامل السيد ان السلطة ستقيم الموقف بعد المرحلة الاولى و"لن تسمح بتمثيل واسع للاخوان في مجلس الشعب".

وسيتركز الاهتمام في المرحلة الثانية التي تشمل تسع محافظات على محافظتي الاسكندرية والغربية حيث يوجد تواجد قوي للاخوان.