> قالت الشرطة امس السبت إن صبيا فلسطينيا قتل في اشتباكات بين الشرطة ومسلحين من عشيرة كبيرة في قطاع غزة في أول مواجهات عنيفة بشأن ملكية أراضي في المستوطنات اليهودية السابقة.

وأردي الصبي (17 عاما) الذي كان مارا بالصدفة أمس الاول الجمعة في معركة مسلحة خارج مركز للشرطة في بلدة خان يونس الجنوبية حيث اجتمع أفراد من أسرة كبيرة في غزة للمطالبة بإطلاق سراح قريبين لهم احتجزا في نزاع على أراض.

واعتقل القريبان لاقامتهما سياجا حول قطعة أرض يزعمان أنها ملك لهما في مستوطنة نفيه دقاليم السابقة حيث انتقل واضعو اليد إلى الأراضي التي أصبحت خاوية في اعقاب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعد 38 عاما من الاحتلال.

وأبرزت الاشتباكات التحديات التي تواجه السلطة الفلسطينية التي تريد أن تطور أراضي المستوطنات للتخفيف من أزمة المساكن الحادة ودفع عجلة الاقتصاد المتعثر ولكنها تكافح في الوقت ذاته للمحافظة على القانون والنظام.

وأصيب فلسطينيان آخران بينهما ضابط شرطة في الاشتباكات التي وقعت في غزة حيث تزايدت الاضطرابات فيما تسعى الفصائل الفلسطينية المتناحرة وبعضها مسلح إلى بسط نفوذها بعد الانسحاب الإسرائيلي.

وهاجم أفراد غاضبون من أسرة الصبي من عشيرة أخرى في غزة مركز الشرطة خلال الليل بعد ان توفي الصبي متأثرا بجراحه. وأضرموا النار في السيارات والمكاتب.

وعاد هدوء هش إلى المنطقة يوم امس رغم استمرار التوتر. وأطلق معزون في جنازة الفتى أعيرة نارية في الهواء منتهكين الحظر الذي فرضته السلطة ضد حمل السلاح علنا.

وانتقل واضعو اليد إلى الأراضي التي خلفها الجنود والمستوطنون اليهود خاوية بعد انسحابهم من 21 مستوطنة في غزة ليزيدوا الأمور صعوبة على السلطة في المنطقة التي تعتبر واحدة من أشد مناطق العالم كثافة سكانية.

وتعهدت السلطة الفلسطينية بإعادة أراضي المستوطنات السابقة إلى ملاكها الفلسطينيين الشرعيين أو تقديم تعويضات لهم أو أراض بديلة ولكنها قدرت أن الأراضي الخاصة تشكل نحو خمسة في المئة فقط.

وعانى مسؤولون فلسطينيون في غزة لإخراج واضعي اليد من تلك الأراضي.

وقالت الشرطة إنها ستتحقق من صحة مزاعم الأسرة بشأن الأرض التي حدثت بسببها اشتباكات يوم امس الاول الجمعة.