عشرات العراقيين ينامون في العراء بعد فقدان منازلهم بانفجار الجادرية

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب :

>
عشرات العراقيين ينامون في العراء بعد فقدان منازلهم بانفجار الجادرية
عشرات العراقيين ينامون في العراء بعد فقدان منازلهم بانفجار الجادرية
تجمع عشرات الاشخاص امس السبت وسط اطلال منازلهم يحاولون العثور على ما قد يجدونه مفيدا لهم، وهم لا يزالون بحالة ذهول لا يصدقون ما حل بهم منذ انفجار سيارتين مفخختين امس الاول الجمعة استهدفتا حي الجادرية الذي يسكنونه في بغداد ما ادى الى مقتل ستة اشخاص واصابة العشرات بجروح.

الشابة زينب عباس (25 سنة) التي تعمل في وزارة الداخلية بدت صباح امس السبت وكأنها لم تنم طوال الليل وقالت "كنا نسكن في الطابق الرابع من البناية المواجهة لمكان الانفجار، ولقد تحطم كل شيء في شقتنا، واصيب ابي بجروح ولم نعد نعرف اين نسكن بعد اليوم".

واضافت بغضب "لم يحضر اي مسؤول في الدولة ليرى ما اصابنا جراء سياستهم وما هي حاجاتنا بعد هذه الكارثة".

وعلى مقربة من سيارة محطمة بالكامل وقف رجل يحزم ما تبقى من فراش نوم واغطية باسلاك كهربائية قطعها الانفجار ووقف طفلاه الى جانبه.

ومن جانبه، اكد احد رجال الامن الذي يعمل لحماية فندق الحمراء الذي وقع خلفه الانفجار ان "بعض العائلات امضت مع اطفالها ليلة الجمعة في شارع مقابل لبيتها رغم برودة الجو" مضيفا "اعتقد ان "اغلبهم يصعب عليه طلب اللجوء الى اقاربه، وبعضهم لا يملك حتى اقارب يطلب منهم ذلك".

وعلى مسافة قريبة من الموقع، كانت سيدة عجوز تلطم وجهها وتذرف الدموع حسرة على منزلها الذي قضت دهرا وهي تحلم بان يصبح اكبر، واليوم اصبح اطلالا يتجول في ارجائه الحشريون الذين قدموا من احياء مجاورة.

ووسط الضجيج والصراخ وصلت شاحنة تابعة للجيش العراقي يحرسها جنود مسلحون ودعا الضابط المسؤول عنها العوائل المنكوبة الى التجمع لاستلام حصص غذائية امر الجيش بتوزيعها عليها.

وخلال اقل من دقيقة تجمع العشرات من النساء والاطفال والرجال كل يصرخ للمطالبة بحصة اكبر لكونه تضرر اكثر ولديه اطفال اكثر.

ومن جانبه، قال وسام قحطان الضابط في الجيش العراقي "لقد صدرت لنا الاوامر بتوزيع هذه المواد للعوائل المنكوبة وهي اغذية ومياه شرب ومواد طبية وصحية".

على مقربة من المكان، وقف رجل يقارب الاربعين من العمر منعته كرامته من الوقوف لطلب الطعام مع النساء والاطفال.

وقال رافضا ذكر اسمه، ان "منزلي تحطم بالكامل تقريبا وكنا سبعة افراد نسكن فيه" وتابع "ارسلت زوجتي واطفالي الى بيت اهلها وبقيت هنا لحماية ما تبقى من اغراضي".

واعرب عن اسفه، لعدم وصول اي مسؤول من الحكومة العراقية "ليطلع على احوال النساء والاطفال الابرياء الذين يدفعون ثمن النزاع السياسي والطائفي الذي ينفذه الارهاب".

من جانبه، قال نبيل محمد الضابط في الجيش العراقي السابق "تحطمت شقتي مع انها تبعد نحو مئة متر عن الانفجار" مضيفا "لقد ارسلت زوجتي الى بيت شقيقها كي تقضي بعض الوقت هناك ريثما اتدبر مكانا لايواء عائلتي".

وتقول فوزية حسن (32 عاما) المعروفة باسم ام عمر والتي يعمل زوجها سائق سيارة اجرة "لدي ثلاثة اطفال اصيب اثنان منهم مع زوجي بجروح في الانفجار، اما بيتنا فتناثر في كل مكان ولم يعد بالامكان الاقامة فيه".

واضافت بغضب "لا اتوقع ان يزورنا اي مسؤول في الدولة ولا ندري الى متى سنبقى بلا منزل نعيش فيه".

فجأة وصل شاب في العشرين من العمر وهو يصرخ "وجدت رأس رجل على سطح بنايتي ولا اعرف لمن هو".

وتهافت الجميع باتجاه البناية محاولين التعرف على رأس رجح الكثيرون بعد ان فشلوا في التعرف عليها ان تكون للانتحاري الذي فجر نفسه بسيارة مفخخة وكان سبب مأساتهم.

اما ام محمد والتي كانت تحمل احد اطفالها بين ذراعيها فقالت "اشكر الله كون ابنائي ما زالوا احياء، اما بالنسبة الى البيت فالمستقبل قد يحل مشكلتنا بعون الله".

وكان مصدر في وزارة الداخلية العراقية قد اعلن الجمعة مقتل ستة اشخاص على الاقل واصابة العشرات بجروح في عملية انتحارية بسيارتين مفخختين على مقربة من معتقل الجادرية جنوب بغداد.

ووقع الانفجار بالقرب من "ملجأ الجادرية" حيث يوجد سجن تابع لوزارة الداخلية وجهت بشأنه اتهامات الى السلطات باساءة معاملة معتقلين فيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى