سياح أجانب: أهالي عدن فقراء لكنهم يمتلكون قلوباً طيبة

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
سياح أجانب في محافظة عدن
سياح أجانب في محافظة عدن
في الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة رست سفينة (دوتش لاند) الألمانية في ميناء عدن في التواهي وكان على متنها أكثر من 500 سائح ألماني، وفي الساعة السابعة انطلق 286 سائحا في جولة سياحية في مدينة عدن حيث زاروا الأماكن التاريخية والأثرية وبدأت الجولة السياحية في مسجد العيدروس واستمع السائحون لشرح مفصل من قبل السيد بيومي مراد المرشد السياحي للفوج. كما نظمت شركة ابو طالب السياحية زيارة للمتحف الوطني للموروث الشعبي وطاف السائحون بأرجاء المتحف وأبدوا سعادتهم الكبيرة لمارأوه من قطع أثرية جميلة ونادرة، كما عبروا عن دهشتهم للبناء المعماري للصهاريج، وقد استمع الفوج لشرح مفصل حول حول بناء الصهاريج وأشكالها الهندسية وتاريخ البناء والحجارة المبنية منها .

< وخلال الجولة انتهزت «الأيام» هذه الفرصة لإجراء لقاءات مع عدد من السياح لمعرفة انطباعاتهم عن عدن ومعالمها الأثرية فكانت البداية مع السيد اكلاوس بيتا (49 عاماً) محام حيث قال: «أنا من برلين، جئنا على متن السفينة دوتش لاند وأكثر السياح على متن السفينة هم من المتقاعدين، فقد قامت الشركة السياحية المسماة السفينة باسمها (دوتش لاند) بتنظيم الرحلة ،وكما ترون فإن أغلبية السياح هم من المتقاعدين وكبار السن وهم يحبذون الرحلات عبر السفن كونها مريحة بالنسبة لهم، وكانت رحلتنا طويلة فقد زرنا دبي ثم قناة السويس والحديدة وعدن ثم صلالة وبعدها مسقط ثم الفجيرة وأخيرا دبي، وهذه الرحلة تستغرق ستة عشر يوماً.

بالنسبة لي خرجت بانطباعات جيدة عن عدن برغم أننا سمعنا غير ما رأينا، فقد سمعنا ان هناك كثيرا من المختطفين وأستغرب الآن أننا نسير ونتنقل بين المناطق من دون حراسة أمنية، وهذا يعكس بأن عدن آمنة. وأحب أن أذكر أنني زرت في السنة الماضية المناطق الشمالية مثل مأرب وقد كانت ترافقنا أطقم عسكرية في تنقلاتنا بالرغم من أن عددنا كان عشرين سائحا أما الآن ونحن أكثر من 286 سائحا فلا يوجد معنا سوى المرافق، والشيء الملاحظ عند زيارتي لصعدة ومأرب وذمار وجدت هناك الناس مسلحين حتى الأطفال وخلال زيارتنا لمنطقة بالقرب من صعدة وجدنا متجرا لبيع الأسلحة واستغربت حين رأيت شخصا يقوم بشراء أسلحة كلاشنكوف ومسدسات وقنابل، بينما لم أجد شخصا واحدا يحمل السلاح في عدن، وهذا ما جعلنا نطمئن اكثر ونستمتع بزيارتنا. وما شد انتباهي هو مسجد العيدروس فهو مريح للزائر وبناؤه يعطي انطباعا بأنه هندي، وكنا نحب أن ندخل المساجد وحسب ما قرأت سابقا بأنه لا يسمح لنا بدخول المساجد في اليمن غير مسجد العيدروس ومسجد في تعز أما في الدول الإسلامية الأخرى مثل تركيا ومصر وسوريا يسمح للمسيحيين بدخول المساجد».

< أما السيد كونتو غوش (61 عاماً) بائع ومسؤول عن مراكز كبيرة مثل (المول) لبيع الكاميرات والأدوات الإلكترونية فتحدث إلينا قائلاً: «حذرني أصدقائي والكثير من الذين أعرفهم بأن لا أزور اليمن كونها من الدول التي يتم فيها اختطاف السياح إلا أني وجدت عدن غير ما تم وصفه لي، فهي مدينة جميلة ولكن ينقصها الكثير فعلى المسؤولين هنا الاهتمام بالجانب السياحي والبناء الأثري. وخلال الجولة السياحية رأيت الشوارع جميلة ونظيفة ونتمنى أن يتم الاهتمام بها أكثر وأن تولي الدولة عناية خاصة بالأماكن الأثرية والتاريخية، وأحب أن أطرح نقطة مهمة فقد رأينا في المتحف الوطني للموروث الشعبي وفي قسم مملكة أوسان لا توجد بعض القطع الأثرية، وهنا أوجه سؤالي للمسؤولين العاملين في هذا المجال أين ذهبت هذه القطع فقد رأيت مثل هذه الآثار في اوربا وتباع بثمن زهيد جداً فلماذا لا تقوم وزارة السياحة اليمنية والحكومة بمتابعة هذه القطع الأثرية النادرة وإعادتها لليمن؟ وأسعدني كثيراً اليوم أن الناس في عدن يحبون الأجانب، فهذا عكس ما حكي لي وأحب أن أقول لكم بأنني وزوجتي قد قررنا زيارة عدن بعد عشر سنوات حين أتقاعد من عملي لكي أرى ما وصلت إليه، فقد أحببتها كثيراً وأتمنى أن تتقدم أكثر وأن يهتم المسؤولون بما ذكرته سابقاً».

< أما السيد هاس هيرموت (57 عاماً) مسؤول كبير في مكتب خاص بسيارات المرسيدس، فأشار بيده لي ثم قال: «أريد أن أطرح بعض الملاحظات وأتمنى أن لا تستائي مني» ثم قال: «قرأت عن الإسلام أن هناك ملكين، ملك عن اليمين يكتب كل ما هو حسن وملك عن اليسار يكتب كل ما هو سيئ وما أراه سيئاً هنا في شاطئ صيرة، هذه القاذورات التي تملأ الشاطئ بالرغم من أن هذا المكان مكان سياحي، خاصة وأن الكابتن هينس قد وصل بسفينته إلى عدن من هذه المنطقة وبدلاً من بناء العمارات عليكم الاهتمام بنظافة هذه الأماكن، فالسائح يزور بلدكم ويجب أن يأخذ انطباعا جيدا عن البلد فعدن جميلة وشوارعها الرئيسية نظيفة.

وأثناء مرورنا بالشوارع رأينا عمال النظافة يعملون بجد ويجب الاهتمام بهؤلاء فالأماكن السياحية مثل صيرة تملؤها القاذورات فلا بد من الاهتمام بها، وأوجه هذا الكلام إلى المسؤولين لأن القاذورات تجلب الأمراض، وكما تقولون أنتم المسلمون أن النظافة من الإيمان وأتمنى أن لا يستاء مني المسؤولون لأن هذا النقد لصالحهم وصالح البلد وأقولها ثانية أتمنى أن لا يستاء أحد من كلامي فقد رأيت أشياء كثيرة عبر التلفزيون عن اليمن وخاصة في عدن ولهذا اخترت أن تكون زيارتي لعدن».

< أما السيدة أولما بوب (86عاماً) متقاعدة، فابتسمت لنا ابتسامة عريضة وقالت: «أحب أن أتحدث إليكم أولاً، بعد تقاعدي ظللت أحلم والآن أشعر براحة لزيارتي هذه المناطق الجميلة وخاصة عدن وبالجولة السياحية بالسفينة، وهذه زيارتي الاولى لعدن وأرى أن البلد بدأ بالبناء وبعض البناء بشكل عشوائي، فالكل يأخذ له مكاناً ويبني، وأتمنى أن يتم البناء بشكل صحيح للمحافظة على الشكل الجمالي للمدينة. وأعقب على النظافه في منطقة صيرة فهي منطقة سياحية جميلة إلا أنها تملؤها القاذورات وايضاً المتحف الوطني للموروث الشعبي يحتاج للترميم، كما أن على المسؤولين هنا أن يقوموا بكتابة التعريفات التي بالمتحف باللغة الانجليزية حتى يقرؤها السائح لأن هناك سائحين لا يرافقهم مرشد سياحي فلن يتمكنوا من معرفة تلك التعاريف بأنفسهم وخاصة أنها مكتوبة باللغة العربية، أما بالنسبة للصهاريج فلابد أن يكون بها ماء، والشيء الجميل في عدن أن الأطفال لا يتسولون بعكس الدول الأخرى».

< السيدة اورسلي جزلك (62عاماً) مسؤولة في أحد المصانع في ألمانيا تقول: «رأيت عكس ما قيل لي وما أعجبني أن هناك نمواً للبلد وأكثر ما أحببته البنايات الجميلة وما أحزنني هو المتحف الوطني للموروث الشعبي حيث كانت هناك قطع أثرية غير موجودة فأتساءل أين هي؟».

< أما يوهانس (38 عاماً) مغني السفينة فقد قال لنا: «أنا أحببت عدن بشغف، فالناس فيها طيبون وكانوا يضيفونني وهم لا يعرفون من أنا فهم ناس طيبون جداً وبالرغم من أنهم فقراء إلا أنهم يمتلكون قلوبا طيبة، وهذا هو الاهم والجميل أنهم محتفظون بالإسلام الصحيح فهذه زيارتي الأولى لعدن ومستاء أني سأغادر اليوم وكنت أتمنى أن أبقى أكثر من أسبوع، وما أحزنني هو عدم مقدرتي على فهم اللغة العربية فكنت أتمنى أن أتحدث مع الناس في عدن إلا أني سأحاول تعلمها من أجل أن أعود مرة أخرى لعدن».

وقبل انتهاء الجولة شد انتباهي سيارة شرطة كانت تقف بعيدة عن الفوج السياحي وحين سألت عنها قيل لي إنهم الشرطة السياحية التي كانت تحمي الفوج السياحي ويرتدون الزي الأزرق بدلاً من الزي العسكري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى