رسالة الزرقاوي لن تغير قناعات الاردنيين رغم لهجته "الاعتذارية"

> عمان «الأيام» ا.ف.ب :

>
رسالة الزرقاوي لن تغير قناعات الاردنيين رغم لهجته "الاعتذارية"
رسالة الزرقاوي لن تغير قناعات الاردنيين رغم لهجته "الاعتذارية"
اعرب عدد من المحللين عن اعتقادهم بان الرسالة الصوتية التي وجهها زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين المتشدد ابو مصعب الزرقاوي الى الاردنيين لن تؤدي الى تغيير موقفهم حياله رغم لهجته الاعتذارية والتبريرات التي ساقها.

وقال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في عمان عريب الرنتباوي لوكالة فرانس برس "لقد وجه رسالته التبريرية الاعتذارية بلغته وعلى طريقته لادراكه ان العمليات احدثت تغييرا مناهضا له بشكل واضح بعد ان كان الراي العام الاردني من ابرز مؤيديه".

واضاف "لقد ادرك ايضا ان الغضب شعبي وليس حكوميا فقد تمت لعنته في شوارع عمان"مشيرا الى انه "من الاسباب اخرى استياء بعض الاصوليين الذين اعتمدوا +المناصحة+حسب تعبيرهم مثلما فعل ايمن الظواهري قبل اسابيع عندما نصحه بعدم استهداف المدنيين لئلا يثير +الاستنكار+" .

واووضح انه من المحتمل ايضا ان يكون "الاردنيون الناشطون معه ابدوا تبرما من الاعتداءات".

وقتل 59 شخصا وجرح اكثر من مئة آخرين في ثلاث عمليات انتحارية متزامنة نفذها ثلاثة عراقيون واستهدفت فنادق "راديسون ساس" و"غراند حياة" و"دايز ان" في عمان مساء التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وعبر الرنتباوي عن مخاوفه من حدوث "عمليات اخرى وشيكة هدفها كسر هيبة وتحطيم اسطورة المخابرات الاردنية التي يشيد العالم بكفاءاتها ودورها في احباط العديد من العمليات الارهابية هنا وفي الخارج".

وقال "هناك شخصنة للموضوع. فقد نجح الزرقاوي في تحقيق اختراقات امنية في الاردن دون تورط اي اردني فهناك ليبي في مقتل الاميركي لورنس فولي (تشرين الاول/اكتوبر 2002) وسوريون وعراقيون في هجوم العقبة (اب/اغسطس الماضي) وعراقيون في عملية الفنادق".

واضاف الرنتباوي ان "نبرته في الرسالة تضمنت تحديا واستفزازا ينمان عن رغبة شديدة لديه في مواجهة المخابرات لكن مستوى الاهداف لا ينفك يهبط من المخابرات الى الفنادق وقد يهبط الى مستوى متدني اكثر كسوق شعبية".

وراى ان الزرقاوي "لن يفتقر الى ذرائع ومبررات واهية. فما الذي يمنعه من القول في حال تكرار اعتداءات مماثلة ان المكان مشبوه يرتاده صليبيون وكفار ويهود"؟

وقد اعلن المتطرف الاردني في رسالته الصوتية امس انه "ينبه" الاردنيين الى ضرورة "الابتعاد عن القواعد والمطارات الاميركية والبريطانية داخل المدن وخارجها (..) والفنادق السياحية (...) والسفارات والقنصليات التي شاركت حكوماتها في الحرب على العراق".

وختم الرنتباوي قائلا ان الرسالة "هجوم مضاد قد يترك اثرا لدى الراي العام الغارق في اعتقاده بالمؤامرات وربما تخفف وهج التحرك الشعبي ضده. فهو يبرر الاعتداء على فندق راديسون ساس بوجود ضباط مخابرات صهاينة واميركيين كانوا قرب صالة حفل الزفاف".

وقال الزرقاوي ان الذين قتلوا في حفل الزفاف "لم يكونوا المستهدفين ولم نفكر لحظة واحدة في استهدافهم. فالاخوة الاستشهاديين استهدفوا الصالات التي ضمت اجتماعات لضباط المخابرات من دول الكفر الصليبية"وسقطت غالبية الضحايا في فندق "راديسون".

من جانبه اكد مدير المركز الاستراتيجي للدراسات مصطفى حمارنة قال ان "الراي العام الاردني لن يقبل الرسالة فما معنى ان تقتل الابرياء وتاتي بعدها للاعتذار؟ لقد شعر الزرقاوي بان كل مجتمعه يقف ضده، حتى عائلته".

واضاف لفرانس برس ان "العمليات اساءت كثيرا الى صورته ولذا تراه يبرر التفجير بوجود تامر كونه الاسهل والاقل تعقيدا ليكون مقبولا من الراي العام".

وتابع "للمرة الاولى في التاريخ، يصدر بيان اعتذاري بعد عملية كهذه".

من جهته، قال الباحث حسن براري ان "الاعتداءات الانتحارية انتجت وعيا مغايرا تماما للسابق" حيث كان حوالى 60% من الاردنيين يؤيدون الزرقاوي وفقا لاستطلاع اجرته مؤسسة "بيو" الاميركية قبل نحو شهرين.

واضاف "لم يتوقع الزرقاوي رفض اعماله بهذه الحدة، والرسالة ردة فعل لكنها لن تؤثر على موقف الاردنيين حياله فقد حققت الاعتداءات عكس ما اراده حيث كان يعتقد ان تظاهرات ستنطلق للمطالبة بوقف التعامل مع الاميركيين".

وتابع براري "هناك تفهم على مستوى الراي العام بان الاجراءات الامنية خطوات سليمة وكذلك التنسيق مع جهات خارجية" حفاظا على الامن مشيرا الى ان الزرقاوي "اراد توجيه رسالة الى الحكومة والمخابرات وقد فعلها".

والاردن احد ابرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة,وقد اعرب منذ ايلول/سبتمبر 2001 عن دعمه الكامل في مكافحة الارهاب وهو مع مصر، البلدان الوحيدان اللذان وقعا اتفاقية سلام مع اسرائيل.

والزرقاوي محكوم عليه بالاعدام غيابيا في الاردن بعد ان ادين بالتخطيط لقتل الدبلوماسي الاميركي لورانس فولي وتفجير سفارة الاردن في العراق صيف 2003,وقد وجه تهديدات عدة الى الاردن وخصوصا بعد غزو العراق متهما المملكة بانها اصبحت "تابعا" للولايات المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى