من اوراق حي الزعفران

> «الأيام» علي الزريقي:

>
حكاية طفل من باعة الطرق

الورقة الـ 12

-1-

فجأة قطع الطفلُ حديثهُ

قلْ: قطع الطفلُ أنينهْ

بصدره جرى حاملا

بيديه بضاعته

الي التفت وجسمه الى الأمام يندفعْ

نحو الأمام يندفعْ

غدا .. يا جدي الزعفران

سأخبرك عن حوادث

بانتظام نتعرض لها

قبل اسبوعين فقط

تحت الاطارات سقط منا أربعهْ

أما الجرحى كثير

موزعون بين صنعاء وعدن

تعز والحديدهْ

والمكلا الخامسهْ

منهم ما يزال في أقسام المركزهْ

حتى الآن لم يزرهم أحدْ

غير رفاق البؤسْ

من باعة «الجولات»

من باعة طرقْ

-2-

رأيته يجري مسرعا

محاذيا سيارات كثار

يكاد يلامس حديدَها

عدت إلى فنجان شاي نسيتُهُ

رشفةْ .. رشفتان .. ثلاث

صك سمعي والمشاةْ

صرير من فرامل أعقبهُ ارتطامْ

هرع الناس إلى مصدر الصوت مسرعين

يحملهم كالعادة فضولْ

بعد لحظات طوال

سمعت من شهودْ

مسكين..

على الاسفلت بضاعتهُ تناثرت

انسكب العصيرُ من علبْ

تناثرت أوراق المناديلْ

من داخل حافظات

عرفتُ ضحيةَ العيش النكدْ

محوقلا .. رفعت سبابتي

حملت عكازي سريعاً

وإلى الجمهوريه..

-3-

في الحوادث استشاط بي الغضبْ

كدت ألكز بعكازي العجوز

أكثر من ممرضْ .. من طبيبْ

قالوا «مطلوب فورا

التبرع للضحيهْ

بخيوط للجراحة وشاشْ

وضمادات ودمْ

تحسست جيبي بسرعة

لم يكن في الجيب غير «حق أجرهْ»

في الحال برز نبيل طبيب

وممرض في النبل مثلهُ

قام الاثنان بالواجب تمامْ

قلت في نفسي:

لا زالت الدنيا بخير يا زعفران

تنافستُ مع آخرين بالدم تبرعا

فرحتُ .. كم فرحتْ

بالضبط كان دمي مطابقا لدم الضحيهْ

بقيت في الحوادث

حتى استقرت في العناية حالتهْ

-4-

شغلتني أكوامٌ من أسئلهْ

عندكم لا شك تدورُ في الرؤوسْ

منها ما يخصّ اسعافا وصحهْ

مرَّ في الخاطرْ اتحادٌ

تساءلتُ .. سألتْ

أين هؤلاء .. من لاهث البؤس يجري في الشوارع

ألا ترتب يا اتحادُ لهذا البؤس نقابهْ

-5-

ضرب المشاكس صاحبي

ضربا من حنين

صاح بصوت جداً مرتفعْ

والله .. زمان .. زمان

يا نقابات المؤتمرْ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى