> أثارت الخلافات المتصاعدة بشأن الحرب في العراق مناقشة حامية في مجلس النواب الامريكي أمس الاول الجمعة انتهت بتوجيه إهانات شخصية ضد واحد من أبرز المحاربين القدماء في الولايات المتحدة وهو النائب جون مورتا.

ورفض المجلس بأغلبية ساحقة قرارا حظى بتأييد 403 عضوا ورفض ثلاثة فقط يدعو لانسحاب فوري من العراق ليصوت الجمهوريون ضد قرارهم الذي طرحوه بهدف إحراج الديمقراطيين.

ووصف الديمقراطيون ذلك التحرك بأنه مخاطرة سياسية وانضموا إلى الاصوات التي استهجنت ودافعت عن الرجل الذي يقف وسط العاصفة ووصفه نائب جمهوري بأنه "جبان".

وجاء النقاش مشابها لمناقشات أخرى عقدت في وقت سابق من الاسبوع الماضي في مجلس الشيوخ الذي وافق بأغلبية على ساحقة مشروع قرار خاص بسياسة الدفاع يلزم البيت الابيض بإبلاغ الكونجرس كل 90 يوما بتطورات الاوضاع في العراق.

وكان مورتا وهو ديمقراطي محافظ يتمتع بصلات قوية في البنتاجون ومعروف بأنه نصير لارساء سياسة دفاع قوية لامريكا قد أثار أعضاء الحزب الجمهوري بدعوته الخميس الماضي إلى الانسحاب الفوري للقوات الامريكية من العراق.

وقال مورتا "لا يمكننا الاستمرار على الدرب الحالي...من الواضح أن العمل العسكري المستمر في العرق ليس في مصلحة الولايات المتحدة الامريكية أو الشعب العراقي أو منطقة الخليج".

كما أن الجمهوري كورت ويلدون الذي يعتقد أنه يتعين على الولايات المتحدة البقاء في العراق بغرض إظهار القوة قد أعرب عن تأييده لمورتا في الشعور بالاحباط للانتظار "خمسة اشهر للحصول على رد" من البيت الابيض بشأن طلبات بالحصول على معلومات عن استراتيجية الرئيس الامريكي جورج بوش في العراق على المدى الطويل.

وكان بوش ونائبه ديك تشيني قد أطلقا تصريحات قوية في الاسبوع الماضي ضد منتقديهم وتمسكا بقرار الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين وقالا إن الانسحاب من العراق سيكون القرار الخاطئ.

واضطر بوش وهو خارج الولايات المتحدة في جولة حالية إلى آسيا عالى الرد على اتهامات بأنه تلاعب في معلومات استخباراتية في الفترة التي سبقت الحرب.

ورفض بوش امس السبت دعوات بسحب القوات الامريكية من العراق قائلا إنها سوف تبقى لمواصلة القتال.

وقال بوش في مقتطفات تم الحصول عليها مسبقا من خطاب قد القاه يوم امس السبت أمام القوات الامريكية العاملة في قاعدة أوسان الجوية في كوريا الجنوبية "وبالتالي سنحارب الارهابيين في العراق وسنبقى حتى نحقق النصر الذي حارب وقتل جنودنا البواسل من أجله".

وكان بوش قد شارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادى (آبيك) في وقت سابق اليوم في مدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية.

وكان بوش قد بحث الوضع في العراق مع نظيره الكوري الجنوبي روه موو هيون أمس الاول حيث أعرب عن شكره لكوريا الجنوبية على إرسالها قوات عسكرية إلى العراق.

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها ستقترح الاسبوع المقبل على الجمعية الوطنية (البرلمان) سحب أكثر من ألف من جنودها من العراق في عام 2006 والذين يزيد عددهم عن ثلاثة آلاف.

ويشار إلى أن إرسال هذه القوات إلى العراق قوبل باستياء كبير بين الكوريين الجنوبيين.