رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- الشيخ علي بن محمد ذيبان: رجل البر والإحسان الذي كوفئ بنهب ممتلكاته...والده كان الشيخ محمد بن علي بن ذيبان أحد أعيان دولة الواحدي عامة، وحبان خاصة وأحد الذين شدوا الرحال عن مواطنهم سعياً وراء الرزق، حيث عاش بضع سنوات في منطقة كيسمايو بالصومال وانجب «علي» (المترجم له) وأحمد وصالح (متوفى) وحسن وأبوبكر (أحد ضحايا حادث الطائرة التي أقلت سكرتير السلطنة الواحدية عام 1966م).

الولادة والنشأة..الشيخ علي بن محمد بن علي ذيبان من مواليد عام 1912م في مدينة حبان، حاضرة إمارة بيحان، إلا انه عاش في كنف والده في مدينتهم حبان الواحدية التاريخية، التي شكلت في التاريخ القديم همزة وصل ومحطة رئيسة في طريق القوافل التجارية، التي كانت تنطلق من البحر شرقاً من ميناء بير علي وبالحاف حاطّة الرحال في حبان، وتنطلق منها إلى شبوة وبيحان ومأرب وصنعاء.

عدن أول المشوار
انتقل الشيخ علي ذيبان الى عدن وهوفي الثالثة والعشرين من عمره (في حدود عام 1935م) ووضع أول لبنة لاقامة صرح عمله التجاري بفتح محل لبيع القماش، وساعده في ذلك الشيخ احمد عبدالرحمن المسيبلي، الذي كان تاجراً وسيطاً واقترن الشيخ علي بابنته.

طرق الشيخ علي ذيبان باب استيراد (الفوط) من مدينة مدراس الهندية وكان يقوم بتصريفها في السوق المحلية وأسواق دول شرق افريقيا وجيبوتي والصومال والحديدة، وتفانى الشيخ علي ذيبان في حب عمله لإ ثبات ذاته وكان ذلك على حساب صحته.

اكتوى بالدرن فأنفق بسخاء على المصابين
غادر الشيخ علي ذيبان عدن في طريقه الى لبنان في بداية الخمسينات من القرن الماضي طلباً للعلاج من الدرن T.B. وخضع لمدة ستة اشهر للعلاج هناك وأسس بعد عودته من لبنان «جمعية مكافحة السل» مع صديقه الدكتور كوكرين والشيخ علي اسماعيل تركي ورشيد الحريري وآخرين، وانتخب الاعضاء الشيخ علي ذيبان اميناً للمال في الجمعية.

كان الشيخ علي ذيبان يقوم مع رجال البر والإحسان بجمع التبرعات خلال شهر رمضان من كل عام، ومن ريعها تم بناء عمارتين (أمام مجمع القنصلية العامة الروسية حالياً) وكانت الجمعية تقوم بإعاشة أسرته اذا كان متزوجاً وتدفع مبلغاً مقطوعاً للعازب من مرضى الدرن، نظراً لانقطاع الدخل عن المريض اثناء خضوعه للعلاج في المستشفى أو قضاء فترة الراحة في منزله، لأن مرضى الدرن يحتاجون إلى تغذية خاصة.

استمر الشيخ علي ذيبان أمينا للمال في الجمعية حتى عام 1974م بعدما استولت وزارة الصحة على الأموال المنقولة وغير المنقولة للجمعية، وجزى الله المحسنين عنا خيراً.

الشيخ علي ذيبان وأياد أخرى بيضاء
ان من يقلب صفحات السيرة العطرة للشيخ علي ذيبان، سيجد أنه رحمه الله كان من رجال البر والإحسان، حيث قام بصورة شخصية أو جماعية بالإنفاق على عدد من المشاريع الخيرية في مناطق مختلفة، فقد كان أحد الداعمين لبناء المعهد العلمي الإسلامي، الذي ينسب فضل إنشائه للشيخ الجليل محمد بن سالم البيحاني الكسادي، الذي تحرك داخل البلاد وخارجها من أجل جمع التبرعات لإقامة ذلك الصرح العلمي الشامخ والذي ربطته صداقة حميمة بالشيخ علي ذيبان، الذي كان أحد الأعضاء في اللجنة المشرفة على البناء.

في العام 1964م قام الشيخ الفاضل علي ذيبان بشراء وتركيب مولد كهربائي في مدينة حبان مقابل اشتراك رمزي قدره 20 شلناً يدفعه كل رب أسرة، اما إنارة المساجد والطرقات فقد كانت مجاناً. لم يكتف الشيخ علي ذيبان بذلك المولد حيث قام بشراء مولد آخر، وهكذا ضاعف طاقة الكهرباء ليضاعف بذلك أجره عند ربه.

انتهت السنوات العشر السمان لتتبعها عشر سنوات عجاف، عندما هبت حركة الانتفاضات عام 1973م وتم الاستيلاء على محطة الكهرباء، التي استمرت لبعض الوقت وتوقفت بعد ذلك لسوء الادارة وسوء النوايا ولم ينتظر الشيخ علي ذيبان جزاء أو شكورا.

من صفحات البر والإحسان في سيرة الشيخ علي ذيبان، أنه قام مع عدد من رجال الخير بجمع التبرعات لإعادة تأهيل مسجد النور في الشيخ عثمان، كما أنه قام ببناء عدد من خزانات المياه في مدينة حبان وقام بتركيب مضخات على نفقته لعدد من الآبار في بيحان ومودية وطور الباحة (خبت الرجاع) كما كان الشيخ علي ذيبان احد المساهمين في توسعة مسجد العيدروس بكريتر في بداية السبعينات من القرن الماضي.

ماذا قال صاحب «ما جاد به الزمان من أخبار مدينة حبان»؟

ورد في كتاب «ما جاد به الزمان من أخبار مدينة حبان» لمؤلفه السيد محمد بن عبدالله بن محمد بن أبي بكر الحوت المحضار (ص 87 و 113 ) أن الشيخ علي ذيبان أسس مدرسة خاصة لتدريس البنات القرآن الكريم في حبان واستقدم لها معلمة من حضرموت ورافقها زوجها الذي عمل مدرساً مع السيد محمد بن علوي الحداد في مدرسة الخير، وتحمل الشيخ علي ذيبان كافة النفقات خلال سبع سنوات.

كما ورد في الكتاب ان السلطان ناصر بن عبدالله بن محسن الواحدي، آخر سلاطين آل عبدالواحد، المدعوم من المحاضير شكل لجنة وطنية عام 1967م لحل مشاكل البلاد ومن أعضائها السيد العلامة ابوبكر الطيب المحضار والسيد العلامة ابوبكر بن سالم بن احمد المحضار (سكرتيراً) والسيد الفاضل ابوبكر بن محسن البكري فدعق والشيخ العلامة ابوبكر محمد الشبلي والسيد النبيل سالم عبدالله ابوبكر المحضار والشيخ العلامة محمد عمر مسواط (مستشاراً شرعياً) والشيخ محمد سالم الشقاع والسيد ابوبكر بن علي بن جعفر المحضار وسالم علي عليوة والشيخ سالم صالح عبيد باحاج والشيخ علي محمد ذيبان.

الشيخ علي ذيبان والسنوات العجاف
كان الشيخ علي بن محمد ذيبان من التجار المعروفين في عدن وعضو غرفتها منذ بداية الستينات وورد اسمه ضمن اعضاء الغرفة في «الدليل التجاري» الذي اصدرته عام 1965م وقد خاب ظنه في الذين اساءوا له عام 1968م عندما وضع تحت الإقامة الجبرية لمدة 3 أشهر بمدينة الشعب بحجة واهية وهي ارتباطاته بالسلاطين، ولقد ظن الشيخ الفاضل أن الحسنات جزاؤها حسنات، إلا انه صدم بالواقع عندما تجاوز محنة الاحتجاز الى محنة وضع محله التجاري في سوق الطعام تحت الحراسة منذ منتصف عام 1969م حتى 1971م وتم التصرف بمخزونه من الفوط والعمائم والعود وكلها ذات جودة عالية، وأعيد له محله بعد تصفيته من كل مخزونه.

تلقى الشيخ الفاضل علي ذيبان الصدمة الثالثة عندما استهدفه قانون التأميم الصادر في أغسطس 1972م وبمقتضى احكام ذلك القانون، تم تأميم عقارين في الشارع الرئيسي بالمعلا (أحدهما بالشراكة مع الشيخ محمدعوض باوزير وفيللتين بخورمكسر وفيللتين في قسم(B) بالبريقة ومنزل بالمنصورة ومنزل الجفري بكريتر بالشراكة مع صديقه السيد احمد عمر فدعق وأرض عليها مستودع كبير في دكة المعلا، استولت عليها شركة النفط.

وداعاً شيخ علي ذيبان
شد الشيخ علي ذيبان الرحال الى المملكة العربية السعودية في منتصف سبعينيات القرن الماضي حاملاً معه اثقال النكبات وأرزاء القلب والربو وعاد منها عام 1981م عاش خلالها متنقلاً بين جدة ومكة المكرمة مع صديقيه المرحومين الشيخ سعيد بن محفوظ والشيخ محمد عوض باوزير.

في العام 1982م ارتفعت روحه الطاهرة الى ربها شاكية له ظلم العباد، مخلفاً وراءه سجلاً ناصعاً من الاعمال والمظالم سيبرزه في ذلك اليوم بين يدي ربه، كما خلف وراءه (17) ولداً من زوجتيه: ابنة الشيخ احمد عبدالرحمن المسيبلي وابنة الشيخ أحمد بامرحول، الذكور منهم عشرة هم: 1- محمد، 2- عبدالقادر (متوفيان) 3- احمد (متقاعد) 4- ابوبكر (يعمل في المؤسسة الاقتصادية، 5- صالح( عقيد في الأمن) 6- حسين (طيار مدني باليمنية) 7- عمر (مغترب في السعودية) 8- علوي، 9- سالم (مغتربان في السعودية) 10- خالد (قطاع خاص).

النكبة الرابعة وهو في ذمة ربه
تلقى ابناء الشيخ علي ذيبان النكبة الرابعة نيابة عن والدهم، الذي اشترى من حر ماله قطعة ارض مساحتها حوالي 4000 متر مربع من السلطنة اللحجية عام 1959م ومنح وثيقة ملكية بالارض التي بنى عليها مسكناً شمل غرفة كبيرة وحماماً ومطبخاً وتم حفر بئر وبناء حوض سباحة 6*10م وملحق به جاراج وسور من الحجر وتم بناء منزل آخر للشيخ محمد عوض باوزير.

كان الشيخ علي وأصدقاؤه يترددون على المنزل مرتين اسبوعياً وأقيمت فيه جلسات نقاشية شارك فيها اهل العلم ووجهاء مدينة عدن، وأقام فيه لفترة من الزمن خلال العامين 1961م/1962م الشيخ سنان ابولحوم، وقام بحراسة المبنى شخص خصص له الشيخ راتبا شهرياً وأسكنه في الجاراج بل وأعانه على إكمال نصف دينه.

استولت وزارة الزراعة على المبنى عام 1974م واستخدمته سكناً لإقامة طلاب القسم الداخلي بمعهد الري وبقي الحارس في العمل لحساب وزارة الزراعة، استخرج الحارس عقد انتفاع بالجاراج وتمكن الورثة بعد تحقيق الوحدة من استعادة المنزل والحوش بكامل مساحتيهما من وزارة الزراعة واتفق الورثة مع الحارس على البقاء في الجاراج لحراسة المبنى مقابل مكافأة شهرية الى جانب راتبه من الحكومة.

استخرج الحارس وثيقة تمليك بالجاراج عام 1991م وفوجئ الورثة باقتحام عقيد للمبنى عام 1994م وفوجئوا باستحداثات اقامها أولاد الحارس خارج الجاراج. تم إخراج المقتحم وعُرض على اولاد الحارس عبر وكيل الامن السياسي ومدير الأمن مبلغ وقدرة 3 ملايين ريال وقطعة ارض تعويضاً سيقدمه المحافظ. صدرت توجيهات من عدة جهات رسمية بدءاً من رئيس الوزراء فوزير الداخلية ومحافظ عدن ونائبه وإدارة الاسكان ونيابة المخالفات وجهات أخرى بإزالة الاستحداثات، وفوجئ الورثة بوابل من النيران على القوة الامنية وعاملي البلدية ووقعت إصابات تسبب فيها الجناة.

هل انحدرت القيم الى هذا الدرك الوضيع؟

2- الشيخ عبدالله سالم الحميري: أعان اللاجئين والمحتاجين لأنه عرف معنى النكبة..الولادة والنشأة..من مواليد عام 1938م في قرية المطهاف، رضوم، سلطنة الواحدي (محافظة شبوة حالياً)، تلقى تعليمه في كتاب القرية على يد العلامة احمد بن عبدالله المعلم. عند بلوغه العاشرة من عمره، شهد عبدالله سالم الحميري انتفاضة مسلحة قادها والده الشيخ سالم بن سعيد الحميري عام 1948م ضد السلطنة التي سعت الى بسط نفوذها بمساعدة البريطانيين على القبائل، ودارت الحرب سجالاً مدة عامين وحسمها طرف السلطنة والسلطات البريطانية باستقدام قوات من قيادة جيش محمية عدن الشرقية في المكلا بمساندة دوية تكبدت المنطقة خلالها خسائر فادحة في الممتلكات، على وجه الخصوص، فأدرك الشيخ سالم الحميري بأن تصعيد المقاومة سيعرض المنطقة لمزيد من الاضرار في الارواح والممتلكات.

الرحيل الى آل باكازم والبيضاء
امام ضراوة النيران البرية والجوية الكثيفة، اضطر الشيخ سالم الى الانسحاب من أرضه، حيث نجحت الاسرة ومعها ابنه الطفل عبدالله سالم وعبيده الى منطقة لباخة من أرض باكازم في ضيافة صديقه محمد الهبروش الكازمي، فيما غادر الشيخ سالم سعيد الحميري والمجاميع القبلية المناصرة له الى البيضاء والتحقت به أسرته ليستقر بهم المقام في البيضاء.

الشيخ عبدالله الحميري في تعز
انتقل الشيخ عبدالله سالم الحميري الى مدينة تعز، حيث واصل دراسته في المدرسة الأحمدية في تعز حتى اكمل دراسته الثانوية، وكان من أبرز اساتذته الاستاذان عمر صبري ومحمد حسين عامر. اكتفى الشيخ عبدالله سالم الحميري بذلك القدر من التعليم وتطلع الى ميدان العمل باعتباره مدرسة الحياة التي ستضيف له دروساً لا يحصل عليها طلاب الدراسات العليا. خرج الشيخ عبدالله سالم الحميري الى ميدان العمل ليثبت ذاته ويجسد رجولته ليأخذ نصيبه من كده وعرقه فاختار التجارة مهنة له وتدرج في دروبها واستأنس لتجارة الاسلحة الفردية بين اليمن وجيبوتي والحبشة بمساعدة الشيخ عوض الخليفي.

الشيخ الحميري من المرجعيات الجنوبية البارزة
يعتبر العام 1958م من المحطات البارزة في سيرة الشيخ عبدالله سالم الحميري، حيث شهد ذلك العام وفاة المغفور له بإذن الله والده، الشيخ سالم سعيد الحميري فانتقل كل أفراد اسرته الى تعز، بينما رابط شقيقه الشيخ أحمد سالم الحميري في البيضاء.

نعم أفراد أسرته بالاستقرار في لواء تعز، بعد تمكن الشيخ عبدالله من تأسيس نفسه وكيانه التجاري الذي برز من خلال بناء منزلين في منطقة الجحملية ورزق يسره له الله طالما وأن ذلك الرزق شمل الارحام والمحتاجين، وحققت تلك المكانة للشيخ عبدالله اسماً يشار له بالبنان، وأصبح من المرجعيات الجنوبية البارزة في المملكة المتوكلية اليمنية، فكان مقصداً لأي جنوبي قادم الى الشمال ليحظى بمساعدة الشيخ عبدالله في قضاء حاجته.

محطات اربع وبصمات بارزة للشيخ الحميري
أحكم الشيخ عبدالله سالم الحميري يرحمه الله عندما حصّن مكانته الاجتماعية من الانجراف وراء التيارات والمنعطفات السياسية، واكتفى بتقديم الدعم المادي والنصح والمشورة لإخوانه الجنوبيين، فبرزت بصماته في اربع محطات لاحقة بدأها بثورة 26 سبتمبر 1962م، حيث كان الشيخ عبدالله من السباقين بتجهيز مجاميع جنوبية قصدت مساعدته في مقر إقامته بتعز، وكانت تلك المجاميع من الطلائع السباقة التي هبت للدفاع عن الثورة.

كما قدم الشيخ عبدالله سالم الحميري كل أشكال الدعم والمساندة بعد قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م، ويعرف تلك الحقيقة الرعيل الاول من رجال الانتفاضات والثورة وعرفوه رجلاً كريماً لا يبخل بتقديم المساعدة والنصح، كما عرفوه شخصية اجتماعية مستقلة.

شهدت مناطق الاطراف بين شطري اليمن تدفق أعداد كبيرة من الجنوبيين الى المحافظات قبل نهاية الاسبوع الاول من نوفمبر 1967م، وفي الثلث الاخير من يناير 1986م حيث انتمت المجاميع الاولى من النازحين الى المهزومين في الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين فصائل العمل السياسي والعسكري والتي حسمت لصالح الجبهة القومية فيما انتمت المجاميع الثانية من النازحين إلى الفصيل المهزوم في أحداث 13 يناير 1986م المأساوية، وتولى مقاليد الامور الفصيل المنتصر الذي أصبح علي سالم البيض زعيماً له.

برزت بصمات الشيخ عبدالله سالم الحميري عند ذينك المنعطفين وسمت أيادية البيضاء بتقديم الدعم والمساعدة لكل من طرق بيته دون تمييز بين منطقة وأخرى، ونأى بنفسه عن أن يخوض مع الخائضين.

الشيخ الحميري محتسب عند ربه
ظل الشيخ عبدالله سالم الحميري على وفائه مع أهله وناسه حتى ملاقاته ربه في نهاية 1989م وخلف وراءه سجلاً عطراً حافلاً بحب الانسان و(4) أولاد و(8) بنات من زيجته الاولى (من بيت القربي، المعروف في البيضاء) و(4) أولاد و(4) بنات من زيجته الثانية (ابنة الشيخ محمود حسن بن الحزم، من مشايخ ردفان).

دفن جثمان الشيخ الحميري في جزء من مقبرة اشتراها من حر ماله خصها لأسرته والتي تضم - الى جانب قبره - قبري الشيخ محمود حسن (والد زوجته) وابن عمه علي أحمد لشرخ، الذي انتقل الى جوار ربه عام 1988م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى