الاردن يواجه خطر المتشددين من داخل البلاد

> عمان «الأيام» رويترز :

> قالت مصادر أمنية ومحللون إن الاردن المؤيد للغرب والذي تجنب اعمال عنف رئيسية لتنظيم القاعدة قبل التفجيرات الانتحارية التي شهدها هذا الشهر يواجه هجمات مماثلة من متشددين اسلاميين من داخل البلاد يستوحون اعمالهم من النشاط المسلح في العراق.

والهجمات الانتحارية الثلاثة التي راج ضحيتها 60 شخصا واستهدفت ثلاثة فنادق فاخرة بالعاصمة الاردنية عمان من تنفيذ مسلحين عراقيين ارسلهم أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والمولود في الاردن.

الا ان المصادر قالت ان الاردن قد لا يشهد حملة عنيفة من داخل البلاد على غرار تلك التي يشنها انصار تنظيم القاعدة المحليين بالمملكة العربية السعودية في اعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.

وقال محمد النجار وهو محلل سياسي يعنى بمتابعة انشطة الجماعات الاسلامية المتشددة "هذه الهجمات قد تشجع بعض المتشددين الراديكاليين رغم الادانة الشعبية والغضب الواسع النطاق على القيام باعمال مماثلة داخل الاردن."

وتقول السلطات الاردنية ان اليقظة التي تتوخاها قد احبطت عدة مؤامرات للمتشددين لتفجير سفارات ومواقع سياحية تنعم بحماية جيدة. الا ان مسؤولا امنيا طلب عدم نشر اسمه قال انه يخشى الان ان يكون المتشددون قد حولوا انظارهم صوب اهداف اكثر سهولة.

وقال المسؤول وهو يشير الى ان المتشدديين لا يبالون بالتذمر الشعبي بشأن استهداف المدنيين "هذه الاهداف السهلة قد يكون لها اثر اقوى الان في اعينهم عن الاهداف التقليدية."

وقال المسؤول "لقد أعلنوا حربا مفتوحة وقرروا انزال الانتقام بالدولة لذا فان الحدود بين الاهداف المدنية والعسكرية لم تعد تعني الكثير بالنسبة لهم."

وقال إن السلطات اعتقلت بضع مئات من الاسلاميين المتشددين الاردنيين خلال الاشهر الاخيرة بتهمة تدبير هجمات في الداخل.

وقال المسؤول ان هدف هؤلاء هو زعزعة الاستقرار في الاردن بسبب موقف المملكة المؤيد للغرب.

وفي السابق كان معظم المتشددين يعتقلون اثناء عودتهم من العراق او اثناء محاولتهم الدخول اليه للانضمام الى الانشطة المسلحة المناهضة للولايات المتحدة.

وقالت مصادر امنية ان اعداد هؤلاء المتشددين القادمين من العراق او الذاهبين اليه قد تضاءلت الا انه لم يتضح ان كان السبب وراء ذلك هو تشديد اجراءات الامن على الحدود او لان مزيدا من العراقيين قد انضموا الى جماعة الزرقاوي واتخذوا مواقع قيادية كان يشغلها اردنيون او مقاتلون عرب آخرون.

وقالت المصادر انه اذا لم يكن بمقدور متشددين اردنيين الوصول الى العراق فان ذلك لم يؤد الى فتور حماسهم فيما يجمع كثيرون تبرعات للزرقاوي وينظرون اليه بوصفه الملهم على الرغم من عدم وجود روابط تنظيمية مع شبكة القاعدة.

وقال مصدر امني آخر "الخلايا الاردنية مبعثرة ومفككة الا ان القاسم المشترك الاعظم هو انهم يستلهمون تكتيكات الزرقاوي."

وقال مسؤول اردني طلب عدم نشر اسمه إن متشددين محليين اقاموا صلات بمقاتلين عبر الحدود "ويعتقدون انهم اذا لم يصلوا الى هذا الهدف فبوسعهم الوصول الى هدف آخر في الاردن كامتداد للجهاد في العراق."

وبرزت الشهر الماضي مخاوف من استشراء زعزعة الاستقرار في العراق الى خارج حدوده وقال وزير الداخلية العراقي بيان جبر انه عثر بحوزة احد اتباع الزرقاوي القتلى من العراقيين على وثائق تؤكد خطة لارسال متشددين عرب لتوسيع نطاق القتال,الا انه لم يتسن التيقن من ذلك.

ومن بين عوامل تفجر اعمال العنف التي يقوم بها السنة في الاردن الاوضاع في العراق الى جانب الاوضاع الاقتصادية في الداخل.

وقال عدنان ابو عودة وهو مستشار سابق للاسرة الملكية في الاردن "عندما تجد الفقر والقنوط فان ذلك يسهم في تجنيد هؤلاء الشبان." واضاف "يذهب الفقراء الى المساجد هربا من هذا الوضع ثم يجري تجنيدهم."

ومعظم هؤلاء الشبان المتشددين من مدن فقيرة مثل اربد والزرقاء مسقط رأس الزرقاوي.

ويجري تدريب البعض في لبنان او سوريا وقال مصدر امني اردني إن بعضهم يكتسب خبرات قتالية عالية في العراق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى