على طريق الاحتفال بأربعينية الزميل المعلق الرياضي سالم بن شعيب:إبن شعيب رحيل مبارك في ليال مباركة.. كرم في قطر فهل يكرم في اليمن بعد وفاته؟

> «الأيام الرياضي» عبدالهادي ناجي علي:

>
الزميل بن شعيب في زيارة مع الزملاء لمجلة الصقر القطرية
الزميل بن شعيب في زيارة مع الزملاء لمجلة الصقر القطرية
سنة الله في خلقه أن جعل الحياة والموت، وجعل الخلود من صفاته، ولن يخلد أحد من البشر مهما تعمر، ومهما كان مركزه في الأرض فلا بد من أن يغادر إلى الخالق الكريم، ولذلك كم من مولود يولد في الثانية الواحدة وكم من إنسان يغادر الحياة في نفس اللحظة، فيسعد أناس بمقدم المولود الجديد، ويحزن آخرون لرحيل عزيز عليهم، ومن الأعزاء الذين فقدناهم في الليالي الأخيرة من شهر رمضان الكريم والذي كان حزننا على رحيله كبيرا، ولكننا فرحنا له ذلك التوقيت الطيب من قبل خالقه الذي توفاه في وقت مبارك، وفي زمن مبارك وفي ليلة من ليالي العتق من النار، نعم كان رحيل كروان التعليق الرياضي الأب الطيب والرجل السمح صاحب الروح الرياضية والقلب الشفاف سالم بن شعيب، الذي غادر دنيانا الفانية إلى دار الخلود والبقاء الأزلي، فله من الله تعالى الرحمة والمغفرة، وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

سالم بن شعيب يتوسط الزميلين عادل الأعسم ومعاذ الخميسي المكرمين معه في خليجي 17
سالم بن شعيب يتوسط الزميلين عادل الأعسم ومعاذ الخميسي المكرمين معه في خليجي 17
ونحن نعيش تأبين الراحل الكبير سالم بن شعيب فإن أقلامنا المتواضعة تعجز عن أن تمنح سالم بن شعيب حقه في الوصف والثناء، ولأننا بشر ومن طبيعتنا النسيان فإن الذاكرة لأي إنسان مهما كانت لن تسعف صاحبها في سرد مواقف نبيلة لرجل مثل إبن شعيب الطيب، ولكن حتى لايبخس من حق الوفاء له حتى بعد مماته فإنني من خلال السطور التالية أجزم أن سالم بن شعيب الله يرحمه كان رجلاً رغم معاناته وآلامه التي رحل بها من الدنيا، إلا أنه كان صلباً متحملاً لكل تلك الآلام، فقد كان اللقاء الأول لي به في فندق المستقبل بصنعاء، قبل السفر إلى قطر لحضور خليجي 17، حيث كان الإعياء واضحاً على محياه والآلام ظاهرة لكل من يرى بن شعيب، ولكنه كان يرى أن حالته أفضل بعون الله، ولذلك قاوم معاناته ولبى دعوة الأشقاء في قطر من أجل تكريمه ضمن كوكبة من عمالقة الإعلاميين الرياضيين في دول الخليج العربي.

في قطر كان ابن شعيب بمثابة الأب لنا نحن الزملاء الذين تواجدنا في الفندق المخصص للوفد الإعلامي الرسمي برئاسة العزيز عادل الأعسم وبرفقة الزملاء محمد العولقي وسامي الكاف، وخالد القحوم، وأحمد الظامري، وعبدالله مهيم.. فكانت لحظات اللقاء في بهو المطعم أثناء الوجبات أو أثناء متابعة الأخبار عبر الصحف اليمنية ومن خلال شبكة الانترنت، تمثل لنا فرصة الجلوس الى بن شعيب، الذي كان يقترب مني وأنا أتصفح الصحف اليمنية فيطلب مني أن اقرأ له مانشر من أخبار رياضية عن المنتخب في الصحف اليمنية وحينها كنت أشعر بلحظات غريبة وهي أني أمام رجل كبير يحب عمله ويحب متابعة أخبار وطنه، حتى وإن لم تكن لديه القدرة على القراءة من خلال شاشة الكمبيوتر، فكنت أشعر بالخجل من ان لا ألبي طلبه، بل كنت على طول أقوم بفتح الصحف وأطبعها له من الشبكة، وكانت من فكاهاته أنه لايناديني بإسمي مباشرة قبل أن ينادي بأسماء متعددة مثل ياعبد السميع وعبدالخبير واللطيف وغيرها.

سالم بن شعيب في منزل المخرج المسرحي اليمني الأصل سالم الجحوشي المقيم في قطر
سالم بن شعيب في منزل المخرج المسرحي اليمني الأصل سالم الجحوشي المقيم في قطر
عرفته ممازحاً طيب القلب جميل الروح فكاهي الطرح، وفي نفس الوقت كان يتصف بالرزانة والهدوء والتأمل عندما كان يخرج مع الرجل الطيب سائق السيارة المكلف بنا في الفندق الاخ عيدالمصري، حيث كان يعبر له عن حبه كثيراً (ياعم سالم أنت راجل طيب)، ولقد كرم سالم بن شعيب في قطر في وقت مناسب له وعانق الأشقاء بروح اليمني الطيب المحب لإخوانه الممتن لهم..ولقد عرفت ابن شعيب محباً لأولاده وأقرب الناس إلى قلبه أم أولاده (أم صبري حيث كان كثير التحدث عنهم وعن حفيدته الصغيرة التي كان حريصاً على أن لايعود إلا ومعه هدية لها، وكانت فرحته كبيرة وهو يستعد للعودة، خاصة قبل اللقاء النهائي، حيث قال: سأتابع النهائي من البيت في عدن مع الأسرة.. وظللنا نتواصل مع سالم بن شعيب إلى ما قبل فترة قصيرة من وفاته، حيث كان الزميل سامي الكاف قد أخبرني أن الرجل سأل عني قبل وفاته بأيام وعن السر ولتاريخه الرياضي الحافل بالعطاء في مجال التعليق الرياضي فكان شعوره بعد التكريم جميلاً أن يعبر عن امتنانه للأشقاء بقطر بعبارات الثناء .. ابن شعيب اعتلى منصة التكريم بخطوات هادئة متواضعة، في التقصير من الاتصال والتواصل.. وفعلاً قصرت كثيراً في الاتصال به، ولكن كان ذلك لظروف قاهرة أسأل الله المغفرة عن ذلك.

سالم بن شعيب يتابع مباراة لمنتخبنا في ملعب العربي القطري ضمن خليجي 17
سالم بن شعيب يتابع مباراة لمنتخبنا في ملعب العربي القطري ضمن خليجي 17
ابن شعيب رحل عنا وتاريخه يعرفه الكثيرون ممن عايشوه، وارتبطوا به وبالعمل المهني، وأنا لن أكون أفضل منهم في التطرق الى جوانب كثيرة من حياة الراحل وهو سعيد برحيله، وحسب رواية الزميل محمد سعيد سالم للزميلة (سبورت) أنه قبل وفاته بساعات طلب من حلاق الحي أن يعمل له(قصة عريس)، مؤكداً أنه سيكون عريساً، وفعلاً زف ابن شعيب الى الحور العين إن شاء الله، وهو صائم فكان عريس ليلة كريمة، وفي خواتم شهر مبارك، فهنيئاً لك هذا العرس الرباني يابن شعيب ، ولتفرح أم (صبري) بزفافك الأبدي ولتدعو الله أن تكون معك في مستقر رحمته..وحتى لاينسى ابن شعيب من الذاكرة اقترح على الإخوة في إذاعة عدن إطلاق اسمه على أحد استوديوهات الإذاعة، وعلى مكتب الشباب والرياضة ان تسمى مقصورة الحبيشي بإسم بن شعيب، كما ندعو الإخوة في وزارة الإعلام النظر إلى أسرة سالم بن شعيب واللفتة الكريمة لأسرته والعناية بهم إذ تكفي فقيدنا معاناة في الحياة؟ فقد كرم في قطر، وبقي أن يكرم في اليمن فهل يتم ذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى