المحطة الأخيـرة..عندما يغلب الطبع (التنطّع)!!

> الخضر الحسني:

>
الخضر الحسني
الخضر الحسني
طالعتنا صحيفة «الأيام» الغراء، في عددها رقم (4643)، الصادر يوم الأربعاء الموافق 23 نوفمبر 2005م بمقال في الصفحة الأخيرة تحت عنوان «عندما يغلب الطبع التطبع» لكاتبه الأخ يحيى صالح أحمد.. وهو المقال الذي استهله الكاتب بتعجبه لحال شخصية يمنية مخضرمة، تولت عدة مناصب في الوطن.. للأسف، لم يفصح عن هوية تلك الشخصية، حتى يكون مقاله أكثر شفافية ووضوحاً.. ويبدو أن هنالك ما حال دون الإفصاح عن ذكر (اسم) تلك الشخصية المخضرمة، لاعتبارات ربما أجهلها من موقعي (هذا)!!.. ولكن وحتى أضع النقاط على الحروف، وابتعد عن أسلوب الإشارة المبطنة للشخص المستهدف، من وراء ما أكتب، فإني أسمح لنفسي هنا، كما سمح كاتب المقال المذكور لنفسه في التطاول على شخصية (مخضرمة) أن أدلي برأيي مبتعداً عن إثارة قضايا أو (أمور) عفى عليها الزمن وباتت في حكم (المنسية) في مرحلة تحتاج إلى جهود الجميع للنهوض بالوطن (شمالاً وجنوباً) داعياً الأخ يحيى صالح إلى كلمة سواء والابتعاد عن اجترار الماضي بكل مساوئه طالما وجميعنا يعاني من أوضاع تكاد تتشابه في تقاطعات وملامح صورها ومشاهدها الأليمة، ليس فقط في شمال الشمال بل وفي أقصى الجنوب.. من صعدة إلى عدن.. فلماذا إذن نسقط قضايا (هامشية) في ظل هكذا أوضاع مترهلة ومزرية للغاية؟! هل نريد بذلك إسقاط (مهمة) من نوع (خاص) حتى نصرف النظر عما تعانيه أنت -أخي يحيى - وغيرك من أبناء الوطن، من وضع لا يرقى إلى التطلعات المشروعة في حياة حرة كريمة؟ أم أنها قوة العادة عند البعض في إلهاء ناس هذا الوطن وتتويههم عما يجري ويعتمل في الداخل اليمني من (أمور) لا تسر الناظرين؟!

وعليه.. فكما بدأت - أنت يا عزيزي يحيى - مقالك بالتعجب دعني أنهي مقالي (التعقيبي) بالاستغراب والاندهاش والذهول وذلك بالقول: هل من مصلحة مثقف ومتنور يمني - أكان منتمياً إلى الجنوب أو الشمال - أن يدس هكذا مقال يعرف هو شخصياً أنه خارج قناعته .. ولكن للضرورة(..) أحكام!!.. وهنا أتساءل أيضاً.. أية (ضرورة) هذه التي تجعل (مني) أو (منك) وسيلة لتمرير (مهمة) من ذلك (النوع)، الذي لم يعد ينطلي على طفل في مراحل نموه الأولى، فما بالكم بمن هم أكثر إدراكاً ورشداً واستيعاباً وتفهماً لطبيعة وماهية أوضاع مرحلة ما بعد حرب صيف 94م..؟

وأرجو في الختام، أن أكون قد أسهمت وشاركت، في أمر يهمك كما يهم كل أبناء الوطن، وخاصة إخوانك في الجنوب الذين يعانون الأمرين بفعل سياسات الضم والإلحاق والإقصاء والإبعاد للأرض والإنسان، منذ تلك الحرب المشؤومة في صيف 94م.. وإن (إسقاطاً) كالذي أحطنا به علماً عبر مقالك، الذي تشتم منه روائح (التنطع) للأسف.. وليس (التطبع) لن يقدم ولن يؤخر قيد أنملة من تطلعنا المشروع لوحدة يمنية، الجميع فيها سواسية في الحقوق والواجبات.. لا (وحدة) يشعر (بعض) أو(معظم) أبنائها في (بعض) المحافظات بأنهم منزوعو القدرة على الفعل الوطني (المؤثر) في ظل يمن واحد- كما تدعون!!

وعلى كل حال، ستظل تلك (الشخصية) التي أشرت إليها في مقالك - أخي يحيى- تحظى باحترام الجميع، كونها احترمت ذاتها، وفضلت في يوم ما أن تبتعد عن أجواء التوتر السياسي لتمهد لصنع يوم 22 مايو 90م .. وللحديث بقية إن عُدتم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى