مجاري عتق للمرة الألف..مشكلة مزمنة ومعقدة وسلطة عاجزة حتى عن التفكير في الحلول

> «الأيام» أحمد بو صالح:

>
مياه المجاري في قلب عتق
مياه المجاري في قلب عتق
معاً للتحرر من الخطر القاتل ..بدون فخر أعتقد أننا في صحيفة «الأيام» عملنا كل ما بيدينا عمله وفق إمكانية اقلامنا المتواضعة المتاحة، في تسليط الضوء على مشكلة الصرف الصحي بمدينة عتق، وحاولنا مراراً وتكراراً البحث في اسباب مشكلة طفح مياه المجاري المستمرة من خلال الالتقاء بالمواطنين (المتضرر الاول) والمسؤولين المباشرين في مكتب الاشغال العامة والطرق وفرع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي والسلطة المحلية بالمحافظة، بل وذهبنا الى ابعد من ذلك عندما أخذنا آراء المختصين في الصحة العامة والأمراض الوبائية والهيئة العامة لحماية البيئة حول أضرار ومخاطر المشكلة وتأثيرها السلبي الصحي والبيئي على الانسان .. كل ذلك فعلناه، ولكن دون جدوى، وظلت المشكلة قائمة ولا أحد حرك ساكناً، ورعم ذلك لم نتوقف ولم يعرف اليأس طريقه الى نفوسنا، بل وعقدنا العزم على الاستمرارية في الوقوف الى جانب مواطني العاصمة الشبوانية في مواجهة اكبر وأخطر مشكلة صحية وبيئية تهدد حياتهم بالخطر، ومواصلة النضال الدؤوب معهم جنباً الى جنب حتى نيل النصر والتحرر من طفح مياه المجاري، والتخلص من روائحها الكريهة وعواقبها الصحية الخطيرة ورؤية شوارع المدينة جافة ونظيفة {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}. صدق الله العظيم.

الخط الساخن (السبب)!:
يتهم الكثير من المواطنين وحتى المسؤولين في عتق خط المستشفى (مستشفى عتق المركزي) بأنه السبب الاول والاخير في حدوث المشكلة، وهو رأس بلاء طفح البيارات وانفجار انابيب خطوط الصرف الصحفي وتدفقها المستمر الى شوارع المدينة، وقيامها -مصطحبة روائحها العفنة - بزيارة أسبوعية تقريباً الى الشوارع واقامتها لعدة ايام أمام بوابات ونوافذ المتاجر والمطاعم ومرافق الدولة ومنازل المواطنين، ويرجع هولاء اتهامهم لهذا الخط بسبب تواطؤ مسؤولين في مكتب الصحة والسكان ومستشفى عتق السابقين مع المواطنين الساكنين حول المنطقة التي يقع فيها المستشفى والمنشآت الصحية الاخرى العامة والخاصة والسماح لهم بربط منازلهم بهذا الخط، الذي لم يتحمل الضغط الكبير عليه.

عباد .. المنقذ الاول!
عُباد بضم حرف العين وتسكين الباء اسم ورقم كبير في عالم مجاري عتق، وهو عامل بسيط ومخضرم في إدارة البلدية (الاشغال) حالياً، وهو يعد في الوقت الحالي المنقذ، وعادة ما تتم الاستعانة به عند حدوث المشكلة، لأنه لا يتردد في النزول الى غرف التفتيش واجتثات اي شيء يوجد في قيعانها ومنع جري مياة الصرف الصحي وانسيابها في احشاء الانابيب البلاستيكية المتهالكة، ورغم عمله الجبار إلا أن كثيرين يتهمونه بالتسبب في انسداد المجاري وطفح مياهها كلما ضاق به الحال وحاصرته ضائقة مالية، ونحن نقول إن بعض الظن إثم.

توسع عمراني هائل
امتداداً للبحث في اسباب ومسببات مشكلة الصرف الصحي، سينال التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المدينة خلال الخمس عشرة سنة المنصرمة نصيبه من الاسباب في استمرار مشكلة انسداد المجاري وطفح مياهها، فما فعلته السنوات الخمس عشرة الماضية بعتق شيء يفوق التصور ويتخطى حدود تفكير العقل، فالبناء وتشييد المباني السكنية والتجارية والمتعددة الاغراض التهم كل المساحات المحاذية لعتق القديمة (السوق)، فمن جهة الشمال تكاد عتق ترتبط بنصاب، ومن الغرب التحمت بضواحيها الجابية والجشم وقوبان وغيرها، ومن الجنوب ارتبطت عتق بالفعل مع ضاحيتي خمر وقرى آل مهدي التي كان المسافر إليها يقول ذات يوم «يا ريت خمر مسير يوم»، ناهيك عن كل المساحات الداخلية للمدينة التي ولدت احياء جديدة وكبيرة جداً كحي النصب وحي المشروع والمعهد الصحي وغيرها، وتخيل قارئ «الأيام» العزيز ما يصاحب هذا التوسع العمراني من ازدياد عدد الساكنين المقيمين الدائمين في المدينة، والمضاعفات التي ستصاب بها شبكة المجاري الصغيرة في الحجم الكبيرة في السن، وبقية مشاريع البنية التحتية كالكهرباء والمياه والتعليم والصحة وغيرها.

التخدير..والتخدير الآخر
مع ازدياد (صياح) المواطن وارتفاع وتيرة مدى صرخاته في سماء السلطة وقوة طرق شاكوش الصحافة المحلية - وفي طليعتها «الأيام» - على رأس السلطة استحت فيما يبدو السلطة ممثلة بالمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في صنعاء وأعلنت أولاً عن مشروع صرف صحي متكامل لحاضرة شبوة وعاصمتها الادارية (عتق) واستمر مخدر المشروع عدة سنوات .. وزار رئيس الهيئة الاخ مأمون مطهر بشحمه ولحمه المحافظة واطلع بنفسه على المشكلة والتقى المسؤولين في المحافظة وضرب حقنته المخدرة الثانية باعتماد المشروع رسمياً، وتم الإعلان عنه في المواد الخبرية للصحف المحلية، وما تزال حتى الآن الحقنة الأخيرة سارية المفعول وما تزال المشكلة قائمة مع ازدياد تعقيدها يوماً عن اليوم الذي سبقه وما يزال المواطن مخدراً ومنتظراً وصابراً، ومن الصبر ما إذا جاوز حدوده قتل.

خطر وحلول أشد خطراً!
كما أشرت سلفاً حول النهضة العمرانية الكبيرة غير المخططة التي شهدتها مدينة عتق مؤخراً من خلال بناء وتشييد المئات من العمارات السكنية والمحلات التجارية التي يتطلب بناؤها انشاء المرافق الخاصة بها وبالذات تصريف المياه والمخلفات البشرية، ولأنه ليس بالإمكان العثور على موطئ أنبوب (قصبة) وربطه بشبكة مجاري عتق، اعتمد كل مالك عمارة أو عقار على نفسه وقام بإنشاء بيارة خاصة بعقاره ولا يهم موقع إنشائها لأنه بكل بساطة «الشارع فسيح .. احفرها واستريح». ولعمري لقد شاهدت بيارات يصل عمقها بالمتر ما يفوق ارتفاع او طول العقار الذي تم حفرها من أجله، وقد تجد وأرجو عدم الاندهاش والاستغراب أن شارعا واحدا لا يتعدى طوله 300م يحوي تحت قشرته الاسفلتية الرقيقة أكثر من 6 أو 7 بيارات، والمصيبة الكبرى أن الحفر يتم أمام مرأى ومسمع المسؤولين، وربما بمباركتهم والله يعلم، ولا نسمع أي تحرك رسمي لتوقيفه أو الحد منه رغم ما يمثله من مخاطر مستقبلية خصوصاً إذا اخذنا في الاعتبار الأرض الطينية الرخوة التي تقع عليها مدينة عتق، ولكن ولأن السلطة هي السبب فضلت الصمت وليذهب المواطن في داهية، ولا حول ولا قوة إلا بالواحد الأحد.

المياه تحيط بالمستودع الدوائي التابع لمكتب الصحة والسكان
المياه تحيط بالمستودع الدوائي التابع لمكتب الصحة والسكان
سلطة غير فاعلة
الله يصبر الاخوة المسؤولين في السلطة المحلية بالمحافظة الذين يكنون لنا شخصياً ولصحيفتنا الغراء كل احترام وتقدير ونبادلهم إياه بالمثل - على السنتنا الطويلة وأقلامنا الحادة عند طرح مثل هذه المواضيع والقضايا التي نؤمن أنها قضايا المواطن الذي اختارت «الأيام» خيار الوقوف الى جانبه ومساندته في الحصول على خدمات متميزة والعيش عيشه كريمة في وطنه الغالي، ولكن لا يمنع الاحترام المتبادل بيننا من القول إن السلطة هنا في محافظة شبوة غير فاعلة، لأنها باختصار لم تفعل شيئا يذكر ابداً لمعالجة مشكلة الصرف الصحي بعتق، ووقفت فقط موقف المتفرج مرددة المثل الشعبي «عاد مفتاحها بصنعا» والذي تعمله فقط أن تردد كالببغاء مع أهل صنعاء ما يقولونه لنا أن المشروع آت والاعتماد وصل والتنفيذ قريب وغيرها من الاكاذيب بكل اسف، ولن اتجنى على أحد ان قلت إن مسؤولينا الكرام لم يفكروا مجرد تفكير، وما أدراك ما التفكير مجاناً وبدون فلوس، في جلسة قات تجمعهم وما أكثرها ، فالذي لم يفكر حتى تفكير ويولد من رحم تفكيره هذا مخرج أو حل أو معالجة للمشكلة، ماذا تستجدي منه ايها المواطن؟ فما عليك إلا ان تقول لنا الله يا خالي من التفكير، وعليه العوض ومنه العوض.

كلمات طافحة!
تعتبر هذه المحاولة الثامنة لي شخصياً في طرح مشكلة الصرف الصحي بعتق عبر صحيفة «الأيام»، والمحاولات في صور اخبار ومقالات ومناشدات وتحقيق صحفي في حلقتين أجريته بمعية زميلي العزيز محمد عبدالعليم.

وأتمنى ان تكـون الثامنة ثابتة.

قمت بهذا الاستطلاع بسبب الحاح الكثير من مواطني عتق الذين قالوا لي اكتبوا واكتبوا ولا تيأسوا لأنه لا حياة مع اليأس، وبالذات الأخ محمد بن ناجي، عضو المجلس المحلي بمديرية عتق.

يشهد الله ان مقصدنا خير، وما تكرارنا للحديث حول صرف عتق الصحي إلا لأننا وجدنا أن المشكلة كبرت واستفحلت وتكاد تكون يومية، ولم نقصد التشهير أو الاساءة لأحد، والله على ما أقول شهيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى