انفلونزا الأجور

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
منذ فيورباخ المتقدم وحتى فيورباخ المتأخر، مروراً بمقولات هيجل عن الديالكتيك كانت المحصلة، ولازالت حتى اليوم، تشير إلى أن أكثرنا تشدقاً برطانات الفلسفة ودعاوى الاستراتيجيات هم الأكثر فشلاً في فهم الواقع والأدنى معرفة بطبائع الأشياء. فبدون التكتيك السلس والتكنيك المرن تجهض الاستراتيجيات وتتعطل الإرادات وتصبح الأمور (شختك بختك)، وكل عود يصلح قليد، والقديم يصبح جديد، ولم يعد أحد يدري أين بيت القصيد.

هذه الأيام، ومنذ شهر أو يزيد، صار الجدل الدائر حول ما أسفرت عنه استراتيجية الأجور من ملابسات ومشاحنات وتهاويل هو المتصدر رقم واحد، في قائمة ما يتحدث عنه الناس.. وأكمل شاهد الحال القول السائر: كم في السجن من مظاليم. بإضافة: كم للاستراتيجية من مظاليم. ولأن الهرج والمرج لازال قائماً، وصيحات التبرم والشكوى ما برحت في أوجها، أجرى بعض (الخبثاء) تعديلاً طفيفاً على اسم الوباء العالمي الذي تتسابق أجهزة الإعلام الدولية في تسجيل مستويات انتشاره، وهو انفلونزا الطيور ليصبح عندنا وعلى يد هؤلاء (انفلونزا الأجور).لقد كشفت هذه الاستراتيجية عن قناعها الرهيب لترعب اولئك الرواد الذين حملوا مشاعل العلم والعمل وقدموا التضحيات من دماء قلوبهم وعرق جباههم بأن تجاهلتهم عمداًَ مع سبق الإصرار لتجازيهم على إحسانهم القديم جزاء (سنمار) ولتضيف إلى ما ابتدع بحقهم عن نظرية (أحد الأجلين) أجلا ثالثاً جديداً هو الحرمان والطرد متناسية في فعلها السنماري ذلك كل شرائع السماء وقوانين الأرض، بأن لكل أجل كتاباً، وأن الظلم ظلمات.

كما تجاهلت ايضاً أولئك الموظفين الذين جرى توظيفهم وفق ما عرف عندنا بالبدل وهو مبدأ إداري جرى اعتماده في حضرموت ومحافظات أخرى منذ سنين، وهؤلاء جرى تعيينهم بفتاوى قانونية من الخدمة المدنية والمالية بالمحافظة ويعملون في الإدارات والمدارس الحكومية ويستلمون أجوراً من الدولة.

اتركوا (سنمار) مجرد قصة تروى للعظة والاعتبار، ولا تقوموا بتكرار بؤسها وشؤمها في عصر جديد يتوخى العدالة ويعتمد التكنيك والتكتيك ويبلور الاستراتيجيات!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى