«الأيام» تستطلع أوضاع منطقة غنة بمديرية لودر بأبين..منسية من الخدمات الضرورية تنتظر التفاتة السلطة

> «الأيام» سالم لعور:

>
مدير مدرسة غنة الابتدائية بين تلاميذه فرحين بقدوم صحيفة «الايام» وخلفهم المدرسة المبنية بمبادرات الاهالي
مدير مدرسة غنة الابتدائية بين تلاميذه فرحين بقدوم صحيفة «الايام» وخلفهم المدرسة المبنية بمبادرات الاهالي
منطقة غنّة احدى مناطق مديرية لودر تقع الى الغرب من مدينة لودر عاصمة المديرية، يقارب سكانها اربعة آلاف نسمة تتكون من قرى: غنة السفلى، غنة العليا، النصيبا، مكرارة، صفاق السفلى، صفاق العليا، الحبيل الاسفل والحبيل الاعلى. ويحدها من الشمال سلسلة جبال الكور ومن الجنوب الفيض واماجل ومن الشرق منطقة الحضن ومن الغرب الصعيد والسيلة البيضاء.

ومنطقة غنّة أو (لؤلؤة لودر) المنسية كما يحلو للبعض تسميتها تتوسط واديي ملعه وصفاق اللذين ذكرهما (الهمداني) في كتابه (صفة جزيرة العرب) عند وصفه لحدود (دثينة) قبل أكثر من الف عام.. ومناخها معتدل الى حار صيفاً ومعتدل الى بارد شتاءً.. وهي منطقة زراعية يشتغل معظم سكانها بالزراعة وتربية الماشية والاغنام وتربية النحل.. وفي غنة آثار معمارية وأشهر معالمها حصون جثام والخربة وبئر قهيسة.

الا أن منطقة غنة رغم موقعها السياحي وخصوبة أراضيها واخضرارها لم تثر انتباه السلطات المتعاقبة منذ قيام الثورة حتى اليوم، ومازالت هذه (اللؤلؤة) الجميلة تعاني من الحرمان في خدمات المياه والطرقات والمدارس والصحة وغيرها.

«الأيام» أول صحيفة يمنية تستطلع اوضاعنا
< «الأيام» استطلعت أوضاع منطقة (غنة) وكان الأخ ناصر عبدالله الحماطي أول المتحدثين، وقال: «بداية ارحب بصحيفة «الأيام» ونزولها الميداني الى منطقتنا النائية، وهذا ليس بغريب عليها فهي السباقة دوماً، وهي اول صحيفة نتشرف بنزولها لتلمس همومنا وهذا دليل على تفردها وتميزها بالريادة في نقل الحدث والحقائق ونشر قضايا الناس ومعاناتهم وهمومهم.. ومنطقة غنة محرومة من كثير من الخدمات ومنها الجانب الصحي إذ انها تبعد عن مدينة لودر بأكثر من 20 كيلومترا، وهي بحاجة الى وحدة صحية نتيجة كثافة سكانها وبعدها عن عاصمة المديرية وإصابة الناس فيها بنزلات البرد والانفلونزا والسعال وبعض الامراض التي تصيب الجهاز البولي والهضمي نتيجة لتلوث المياة، كون سكانها يعتمدون على مياه الينابيع الملوثة وغير الصالحة للشرب علاوة على الامراض التي تنتشر بسبب انتشار البعوض والذباب لكثرة اشجارها والبيارات الموجودة بالقرب من المنازل التي لا تُرش لتطهيرها اطلاقاً، وقام المواطنون بتأسيس وحدة صحية اهلية وأستاجرنا غرفة احد المواطنين على حسابنا الخاص بألفي ريال شهرياً.. لذا نطالب فخامة الرئيس والسلطة المحلية بمحافظة أبين ومديرية لودر ومكتبي الصحة بالمحافظة والمديرية بالنظر الى منطقة غنة كونها محرومة من أبسط الخدمات الصحية، واعتماد وحدة صحية لهذه المنطقة المنسية من مشاريع الخدمات صحياً وتربوياًَ واجتماعياً».

حرمنا من ابسط الخدمات
< وتحدث النقيب سالم عبدالله معرج البركاني عن الطريق الذي يربط منطقة غنة بقرى ومناطق لودر قائلاً: «منطقة غنة لم تبخل يوماً ما في تقديم ابنائها ليكونوا من اوائل المدافعين عن الثورة والوطن، فقد دافع ابناؤنا وقدموا تضحيات جساماً للذود عن ثورتي 14 أكتوبر 1963م و26 سبتمبر 1962م ومنهم من شارك واستشهد في حصار السبعين على مدينة صنعاء، واليوم كما تشاهدون حرمنا من ابسط الخدمات وأكثر معاناتنا في جانب المواصلات.. وتوجد لدينا توجيهات من المهندس فريد مجور، محافظ أبين باعتماد طريق اسفلتي يربط بين المشرقة ومناطق غنة واماجل والصعيد، حيث قام م. ابراهيم باسلامة بمسح الطريق ونحن في انتظار التنفيذ من قبل البنك الدولي، علماً بأن منطقتنا بها كثافة سكانية وسوف يسهل هذا الطريق على المواطنين نقل منتجاتهم الحيوانية والزراعية التي تشتهر بها غنة الى اسواق لودر والبيضاء ومودية».

نستغرب اهمال جهات الاختصاص

< وتحدث الأستاذ محمد حسين قاسم، مدير مدرسة عمر عبدالعزيز الابتدائية بغنة وقال:

«تاسست المدرسة عام 1991م على نفقة الاهالي وبمجهود شخصي للشيخ المرحوم عبدالله علي دعوس مكونة من 5 صفوف، ثم قامت منظمة اليونيسيف ببناء فصلين دراسيين عام 2000م، وهذه الفصول لا تكفي نظراً لكثافة الطلاب وبعد هذه المنطقة النائية عن مدينة لودر، حيث اننا قمنا باستحداث فصل دراسي خارج فصول المدرسة ويدرس التلاميذ تحت لهيب الشمس، أما طلاب الصف التاسع بمنطقتنا فيذهبون للدراسة الى مناطق بعيدة مشياًَ على الاقدام لعدم استكمال بناء الفصول وعدم وجود معلمين متخصصين لهذه المرحلة الانتقالية، وإني لأستغرب اهمال جهات الاختصاص لبناء واستكمال صفوف اضافية، بالرغم من بناء مدارس حديثة من عدة طوابق مع الحمامات في اقصى المناطق الأخرى، واتساءل متى ستلقى غنة الاهتمام يا جهات الاختصاص؟!

فصل دراسي سقفه مفتوح وبدون نوافذ
فصل دراسي سقفه مفتوح وبدون نوافذ
مشروع المياه كلف الدولة ملايين ولم نستفد منه

< وتحدث الاخ الشيخ محمد ناصر علي دعوس عن مشروع مياه غنة وقال:

«منطقة غنة حرمت من مشاريع المياه منذ ايام الحكم الشمولي .. وبتوجيهات من اللواء علي محسن صالح قائد المنطقة الشمالية الغربية لحفر 5 آبار لغنة ونواحيها عثرنا على بئر واحدة بها مياه عام 1999م، ثم قمنا ببناء الخزان والغرفة الخاصة بالمضخة وانتهينا بعد ذلك من عملية مد المواسير الخاصة الى جميع قرى منطقة غنة، ومنذ اكثر من 6 سنوات لم يتم تزويدنا بمضخة لمشروع مياه غنة، حيث تآكلت المواسير واصيبت بالصدأ ولم تعرف المضخة رغم توجيهات الهيئة العامة لكهرباء ومياه الريف بصنعاء. وعليه نناشد محافظ ابين ومدير الهيئة العامة لكهرباء ومياه الريف بأبين بالتوجيه بصرف مضخة مشروع مياه غنة لاستكماله، بعد أن كلف الدولة ملايين الريالات دون ان يستفاد منه بسبب عدم وجود مضخة ليس الا».

نحن بحاجة الى سدود
< وتحدث الاخ محمد سالم شبيل قائلا: «غنة منطقة زراعية تشتهر بزراعة الحبوب كالدخن والذرة والسنيسلة والسمسم، كما تزرع الخضار والفواكة مثل الطماطم والبطاطس والبرتقال والبطيخ والبامية والجزر والكوسا والشمام وغيرها.. ولم تستفد الدولة من احتضان واديي ملعة وصفاف لهذه المنطقة بالعمل على اقامة الحواجز المائية لهذين الواديين اللذين ينبعان من اعالي سلسلة جبال الكور، وتذهب مياه الامطار والسيول سدى الى بحر العرب عبر هذين الواديين، وبالإمكان الاستفادة بوضع السدود لحجز مياه السيول ليتم توزيعها على أراضي المواطنين الخصبة في منطقة غنة».

آثار في عالم النسيان مهددة بالاندثار
< وتحدث الشيخ احمد عبدالله دعوس وقال:

«غنة منطقة اثرية وتاريخية ولعل (الخربة) ابرز معالمها، ومن الحفريات وجدنا سيوفا قديمة مرصعة بالجواهر من داخلها وتوجد كتابات حميرية في الاحجار وهناك آثار تعود الى زمن الدولة الطاهرية وآثار الى قبل ما يقارب 600 عام كحصون جثام التي بنيت في اعالي الجبال وآبار غرامة والحرابة وقهيسة التي يخرج منها نفق الى (مدينة الخربة) التاريخية والتي وجدنا فيها بعض الآثار، وهذا يدل ان في هذه المنطقة كانت تدور حروب ومعارك وقد صمم هذا النفق لمجابهة الحصار.. ونأمل من جهات الاختصاص (الآثار والمتاحف) الحفاظ على مثل هذه المعالم والنزول الى هذه المنطقة التي تعاني الآثار فيها من الاهمال والنسيان».

واخيراً نناشد جهات الاختصاص والمسؤولين في السلطة المحلية بمحافظة أبين ومديرية لودر، وفروع الوزارات إيلاء الاهتمام بهذه المنطقة المنسية من خدمات المشاريع كالتربية والصحة والطرقات والمياه وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى