الجماعة في عدن يا «ذويزن»

> نجيب محمد يابلي:

>
الطالب المتفوق ذويزن أثناء تكريمه بالميدالية البرونزية في اولمبياد الفيزياء التاسع على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي
الطالب المتفوق ذويزن أثناء تكريمه بالميدالية البرونزية في اولمبياد الفيزياء التاسع على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي
كانت «الأيام» قد تفضلت بنشر موضوعي الموسوم: «ذو يزن عزعزي النابغة المفترى عليه - توجيهات رئاسية تحت الإقامة الجبرية في التعليم العالي» في وقت سابق من هذا العام وأثرت في الموضوع الآنف الذكر قضية الشاب النابغة ذويزن محمد علي عثمان عزعزي، المتفوق دوماًَ، وآخر مظاهر تفوقه كان تبوؤه المركز الأول في امتحانات شهادة الثانوية العامة، قسم علمي على مستوى الجمهورية اليمنية عام 2004م وبلغ معدل نجاحه 97.62% وهو النابغة ذاته الذي شرف بلاده في اولمبياد الفيزياء التاسع على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

حظي الطالب النابغة ذويزن بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي في 9 مارس 2005م باعتماد منحة دراسية كاملة له في بريطانيا أو كندا وبصورة استثنائية، وآلت التوجيهات الرئاسية إلى التسويف والمماطلة وتوجت بصاعقة «السقف» وما أدراك ما السقف.

أثرت موضوعي بعد ذلك في «الأيام» في محاولة مني لتحريك المياه الراكدة الآسنة الفاسدة، بادر ولي أمر الطالب النابغة برفع مذكرة التماس لفخامة رئيس الجمهورية في 4 سبتمبر 2005م وجاء الفرج بصدور مذكرة أ. علي محمد الآنسي، مدير مكتب رئاسة الجمهورية الموجهة للاخ وزير التعليم العالي والبحث العلمي أشار فيها إلى توجيهات فخامته الموجهة للوزير المذكور برقم 1058 بتاريخ 9 مارس 2005م باعتماد منحة دراسية كاملة للطالب ذويزن محمد علي عثمان عزعزي في بريطانيا أو كندا باعتباره الأول في الجمهورية واختتمها برجاء التوجيه باستكمال المعاملة لالتحاق الطالب المذكور بالجامعة البريطانية بتخصص علم الجينات الوراثية البشرية.

داخ والد ذي يزن سبعة آلاف دوخة أثناء إقامته الطويلة في صنعاء، التي شملت كل أيام شهر رمضان المبارك وهو يتردد على مكاتب الوزارات وبيوت من توخى فيهم التفهم والتعاطف مع قضية ولده العادلة المشفوعة بالوثائق التي تتحدث عن نفسها. حظي والد ذي يزن بتعاطف الشيخ سلطان البركاني، رئيس كتلة المؤتمر وأعضاء الكتلة البرلمانية في محافظة عدن، وانتهت الدوخات عند وزير المالية الذي وجه مدير عام دائرة النفقات في الوزارة بتنفيذ التوجيهات، إلا أنه أصر على فهم التوجيهات في حدود «السقف».

أعاد والد ذي يزن الأوراق إلى مكتب وزير المالية فأعاد الوزير الكرة إلى مدير عام النفقات بتنفيذ التوجيهات، فازداد المدير العام عتواً ونفوراً. همس أحد الناصحين الأذكياء في أذن الوالد المغلوب على أمره بأن يقبل بـ «السقف» وفي حالة إحالة الأوراق إلى مكتب الوزير ستتبين حقيقة الأمر، فإن هو وقّع على الأمر فمعنى ذلك أنه موافق وفي حالة عدم توقيعه فمعنى ذلك أن القيامة ستقوم على المدير العام.

مرت الأوراق بسلام ووئام بين الوزير والمدير العام. تداول أعضاء الكتلة البرلمانية في محافظة عدن الأمر مع وزير المالية تحت قبة البرلمان، فبرر الوزير موقفه بالقول: لو قبلنا المنحة كاملة سنفتح الباب أمام الآخرين، فعلق أحد النواب: من حق طالب متفوق وفي هذا المركز أن يدرس في أرقى جامعات العالم. كيف نفهم أن طلبة تيسرت لهم منح دراسية في دول غير أوروبية وبمعدل لا يتجاوز 66% وتيسرت لآخرين منح إلى دول أوربا وأمريكا بمعدل لا يتجاوز 72% وبعضهم يقضي العام الدراسي مضاعفاً. عقب الوزير: أولئك باقون بمنحة السقف.

لعلم القراء أن اعتمادات المنحة كاملة تقدر بـ (25) ألف دولار، أما اعتمادات السقف فتقدر بـ (7) آلاف دولار وبحسب إفادة الوزير (في ظل غياب الشفافية) أن أسر الطلاب تغطي المبلغ المتبقي وقدره (18) ألف دولار سنوياً (ما يوازي ثلاثة ملايين وأربعمائة واثنين وتسعين ألف ريال) أو (291) ألف ريال شهرياً. أي مواطن يمني قادر على دفع ذلك المبلغ؟ فإذا كانت الإجابة بالنفي فإن المبعوثين إلى تلك البلدان من أولاد الباشاوات والبهوات وتؤكد هذه الإجابة صحة ما نشرته صحف المعارضة في هذا الموضوع .

أقول للطالب النابغة «ذو يزن محمد علي عثمان»: تبين لي من التعامل الرسمي مع قضيتك أن القضية بكل تفاصيلها «ضحك على الذقون» وها هم الآن يتوافدون على عدن لحضور مؤتمرهم السابع ، وكان الله في عون مشاعرك وهم في ذروة ابتهاجهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى