الكاميرا زوجتي وأم أولادي

> «الأيام الرياضي» محمد باحميش:

> قد يكون عنوان مقالي هذا غريباً عليكم، ولكنني استحسنته لجليل الخدمات التي تقدمه الكاميرا لي وللصحافة والصحافيين منذ أن اقتنيتها، ولعل أكثر خدماتها فائدة تلك التي أجنيها في الملاعب طوال 90 دقيقة من خلال تصوير اللقطات المهمة في المباريات الرسمية، والتي تتزين بها الصفحات الرياضية في مختلف الصحف التي أتعامل معها، لذلك لم أبخل عليها بتسمية (زوجتي وأم اولادي)، فهي أداة توثيقية هامة تشغل كل وقتي، وتكون في كثير من الأحيان مصدر همي. وبسبب خدمات هذه الكاميرا أو آلة التصوير أصبح المصورون الصحفيون الرياضيون من أكثر الناس أهمية في الملاعب وبين الجماهير التي تعودت على حضورنا معها، والتصوير مهنة وفن وعلم، وليس كل إنسان يمكن أن يكون مصورا بارعا مطلوبا من قبل كل الصحف والمجلات، لأنها ليست مجرد تسلية، كما أن الكاميرا صارت كسلاح الجندي، وغالبا ما نقوم نحن قبل بدء أي مباراة بتفقد كاميراتنا من حيث صلاحيتها وسلامتها وجاهزيتها للعمل قبل دخولنا الملاعب الرياضية المختلفة وليست كرة القدم فقط، من أجل الحرص على التقاط أفضل صورنا من خلال اختيار الزوايا المناسبة لبدء التشغيل، ولهذا يخرج قلة من المصورين البارعين فقط بأفضل الصور الناطقة التي تغنيك أحيانا عن 1000 كلمة تقرأها في الصحيفة. وتبرز هنا المنافسة الشريفة بين المصورين من خلال إظهار الصور الأجمل والأفضل والناطقة والمعبرة، ولن يحقق النجاح إلا من يتفاعل على مدى 90 دقيقة مع اللعب، ويساير ويواكب كل لقطة جميلة، وكل هدف يحرز، لأنه أحيانا تستدعي الحاجة استخدام أكثر من فيلم خام أثناء سير المباريات، وأحيانا يصادف المصور بروز (عطل فني في الكاميرا) تبعده نهائيا عن جو الحدث، فيصاب المصور غير المتوقع لحدوث مثل ذلك بالاحباط والمضايقة فتصبح حالته أكثر من حالة المشجع المهزوم فريقه. وعند انتهاء المباراة الكل يغادر الملعب إلى منزله للاسترخاء، باستثناء المصورين الذين يتجهون مباشرة إلى المعمل لإظهار صورهم، وهنا يأتي القلق الذي عادة ما ينتاب كل مصور، لأنه بعد قليل سيرى نتيجة عمله والعبد لله كاتب هذه السطور أحد هؤلاء حيث أجد نفسي كالزوج خلف باب غرفة العمليات، ينتظر ظهور مولوده الجديد، وحقيقة لا يوجد فرق بين المصور المنتظر والزوج المنتظر فكلاهما يعيشان قلقا كبيرا، والآن ما رأيكم؟.. افلا تستحق كاميرتي الحبيبة أن أطلق عليها زوجتي المخلصة وأم أولادي؟.. وفي الأخير عساكم عرفتم قدر ومكانة وتعب المصورين عشاق الكاميرا واللقطات الرياضية الجميلة.

بقي أن يعرف بقدرنا المسؤلون عن إيفاد البعثات الرياضية المسافرة إلى الخارج، ويعملوا عند كل سفره على اختيار مصور من بين المصورين المتواجدين وهم قلة، يخدمون الصحف الرياضية والمجلات والصفحات الرياضية والوطن بشكل عام دون ملل.. فهل ننتظر لفتة كريمة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى