لــن ننـســاك يابــن شعيب

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> قبل أربعين يوماً جاءتنا الفاجعة من عدن الحبيبة التي زفت إلينا خبر انتقال روح كروان التعليق الرياضي الأستاذ سالم بن شعيب، إلى بارئها، هكذا بث الخبر ليستقبله محبو البلبل المغرد وأستاذ التعليق الرياضي في يمننا السعيدة، بتسمّر وذهول شديدين ولسان حالهم يقول إنا لله وإنا إليه راجعون.. غير أنه سرعان ماعاد بي شريط الذكريات الجميلة والذكرى العطرة (لأبي صبري) التي خلفها لنا جراء نجاحه اللافت أمام مايكرفون التعليق الرياضي وعبر أثير الإذاعة.

أبو صبري.. أحببناه لبروزه اللافت في مجال التعليق الرياضي.. أحببناه لثقافته الواسعة.. أحببناه لخلقه الرائع ولدعابته وقفشاته التي لا تنسى.. أبو صبري، وهو الاسم الذي يناديه به أحباؤه.. أخ للجميع.. قريب من الكل.. غير متعال.. بسيط في تعامله وفي حياته، ويدخل قلبك بدون استئذان.. سالم بن شعيب اسم من ذهب لا يمكن نسيانه، فقد حفر فينا هذا الاسم حبه منذ الصغر، منذ تحلقنا أمام المذياع لمتابعة مباراة، فنحن دائماً ما نردد اسمه، ودائماً ما نصغي إليه فهو الحلقة الكبرى في حبنا لكرة القدم من خلال تعليقه الدسم، أو من خلال برامجه الرياضية، أو تحليلاته الفنية، فهو صوت مميز تصغي إليه الآذان بهدوء ولا تفر منه.. إنه معلق من طينة الكبار، غير أنه وللأسف لم يأخذ حقه.. حاله كحال الكثير من المبدعين في هذا الوطن، حينما أكلناهم لحماً ورمينا بهم عظماً.. في أربعينيته لاشك أنكم سمعتم كلاماً كثيراً ووعوداً أكثر، غير أنها وعود كالسراب سرعان ما تتطاير هنا وهناك لكون كثير من هذا الكلام قد قيل، وكثير من دق الصدور لنجوم ومبدعين رحلوا عن دنيانا إلى دار المقام.. إننا في الحقيقة نحارب مبدعينا ونتجاهلهم وهم أحياء فكيف إذا تواروا عن دنيانا، غير أنها العادة التي ألفنا عليها، حينما نمارس الكذب جهاراً نهاراً ونظهر أمام الآخرين بأننا أوفياء لنجومنا ومبدعينا، غير أنها وربي مظاهر كذابة ومخادعة.. أبوصبري الذي ارتبط إسمه بمايكرفون التعليق رحل عنا وترك ثروة كبيرة في قلوب وعقول الكثيرين، والعبد لله أحدهم، أحببناه فبادلنا الحب بمحبة أكبر، حتى أنه لم يفارقنا وظل على تواصل أمام مايكرفون التعليق رغم مرضه ورغم نصح الأطباء له، إنه الحب .. الرصيد الأكبر لديه.

جماهير وادي حضرموت كغيرها من الجماهير ارتبطت مع بن شعيب بذكريات طيبة، كيف لا وهو يطل عليهم عبر رسالته الأسبوعية عبر أثير إذاعة سيئون ليغرد من إذاعة عدن بأخبار الوطن وثغر اليمن الباسم، لكون الرسالة لها معنى ومغنى.. بن شعيب أبكى عشاقه ومحبيه، وما أكثرهم في وادي الخير والعطاء، وهو يمثل لهم الانطلاقة الحقيقية تجاه الرياضة، وهو من وضع أسماء رنانة في كرتنا اليمنية، كالوحدة العدني والتلال وشمسان والشعلة، وكل أندية الوطن ونجوم بحجم شرف محفوظ ووجدان شاذلي وأبي بكر الماس والأحمدي والسبوع والعفرور وقائمة طويلة من نجوم اليمن.. هذه الأسماء طبعها في عقول وقلوب هذه الجماهير، وأوجد لها مكاناً وأنصاراً في كل قرية ومدينة بفضل صوته الصداح في التعليق الرياضي. رحمك الله يا أبا صبري رحمة الأبرار، وأسكنك فسيح جناته، ولن ننساك ما حيينا.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى