> لم يكن يدور بخلد القائمين على هذه الصحيفة أن مبادرتهم لإصلاح ملعب الحبيشي ستفتح نيران الخصومة عليهم، وذلك لأن مبادرتهم تأتي من باب تأكيد (وطن لانبنيه لانستحقه)، حيث أن الراغبين في نهب الوطن وهم كثر، لاتروق لهم مثل هذه الأعمال التي لا تنحصر فائدتها بشخص واحد أو جهة واحدة، وذلك لأن ملعب الحبيشي معلم تاريخي للفاتنة عدن، فإيصاله إلى ما وصل إليه هو تخطيط شبه منظم لطمس كل هذه المآثر وكون السياسة ولدت العداء فإن الرياضة تجمع الجميع تحت مظلة الحب والفداء والاعتزاز بهذا الوطن أو ذاك، فهذا الملعب حافل سجلاته باللقاءات التاريخية في المجال الرياضي بين شباب اليمن قبل الوحدة وبعدها ولايزال ،وهو مايعني أن هذا الصرح الرياضي وحد اليمنيين، قبل أن يأتي جهابذة السياسة بفترة طويلة، ومن منا لايذكر اللقاءات التي كانت تجمع أندية الشمال بأندية الجنوب (سابقاً) فهي دليل مادي على ماسلفنا ذكره.

ومن هذا المنطلق أقدمت هذه الصحيفة على هذه المبادرة، وهو ما أعتبره البعض تعد على طموحاتهم وخططهم، ربما للهف أرضية الملعب وهو مالا نتمناه وبالنسبة لي شخصياً فهذا الملعب أحمل منه أجمل ذكرياتي، حيث كان لي الشرف في التعليق الرياضي لأول مرة من هذا الملعب في 12/12/2003م، عبر إذاعة عدن والتي جمعت آنذاك التلال بالصقر، وتحت تشجيع من طيب الذكر أستاذي سالم بن شعيب رحمه الله (الفاتحة لروحه أثابكم الله)، وكذا تعاون الأستاذ والمعلم محمد يسلم البرعي معي ولايزال، لذلك من الواجب أن أعبر عن امتناني لما أقدمت عليه هذه الصحيفة وأشد على أيدي ناشريها الأستاذين القديرين هشام وتمام باشراحيل شاكرا لهما هذه المبادرة وهذا الموقف الوطني النبيل.

علينا أن لاننجر وراء المهاترات بل يجب أن نقف مع من يريد لهذا الوطن أن ينهض في أي موقع كان، وأن نترك ماهو شخصي وراء ظهورنا، فالوطن لايحتمل المزيد وبناءه والحفاظ على ماتحقق أمر واجب على كل من يعتز بالإنتماء لهذا الوطن.