للتاريخ..هذه مئوية التلال 1905 - 2005م

> «الأيام الرياضي» عبدالجبار سلام سعيد:

> اذاً كيف جاءت قصة تأسيس نادي التلال الرياضي وكيف كانت البدايات الاولى لظهوره في مدينة عدن كمدينة للتاريخ ببحرها الازرق وشواطئها الخلابة وكناد يعبر في حينه عن التطلعات الرياضية المشروعة لأبنائها والذين ذابوا في تكوينات انسانية ومن جنسيات اخرى وفي زمن كانت الادارة البريطانية تدير الانشطة الرياضية وفي نطاقها الضيق ومن منظور ان الرياضة حينها ما هي الا وسيلة ترفيه ارستقراطية وللجاليات التي استحوذت على الاهتمام ومبدأ الافضلية كالانجليز والفرس والهندوس والجنسيات الاوروبية الاخرى بينما يظل سكان مدينة عدن اليمنيين محصورين بالاحلام وبأمانيهم المرحلة أمام أول تأسيس لأول ناد في لعبة الكريكيت في عا م1887م والذي انحصر على ابناء الفرس والجالية الهندوسية.

وبعد 15 عاما شهدت مدينة عدن في عام 1902م تأسيس اول ناد يمني في لعبة كرة القدم وهو نادي الترفيه المتحد URC وتعني بالإنجليزية United Recreational Club وكان اول المؤسسين لهذا النادي هم السادة يوسف محمد خان وسعيد عبدالله خليفة وعبدالقادر مكاوي وابراهيم خان وعبدالرحمن نورجي والقاضي رستم خان وكان مقر النادي يقع في كريتر بجانب مسجد خواص امام جولة سوق كريتر حيث مثل هذا التأسيس اولى التطلعات لابناء مدينة عدن والذين استشعروا بالسعادة ما دفع الكثير منهم الى الانضواء في عضوية هذا النادي حتى ازداد عدد الاعضاء ومحبي لعبة كرة القدم لم يستطع النادي حينها توفير الفرص لهذا العدد الكبير من اللاعبين بشكل لم يمكنه من التعامل مع قانون لعبة كرة القدم آنذاك والذي لايسمح اطلاقا بإجراء اية تغييرات او استبدالات ولأي لاعب اثناء سير المباريات بسبب عدم تسجيل الاحتياطيين وفقا لشروط ممارسة هذه اللعبة آنذاك مما اوجد صعوبة في كيفية ان يلبي نادي كروي وحيد تطلعات واماني كل اعضائه في حق ممارسة هذه اللعبة الشعبية والتي لامفر من ممارستها وتحت ضغط الجنون المتزايد حولها والرغبات المكبوتة للاعضاء في اظهار مهاراتهم الكروية والذي وقف هذا القانون حائلا امام شفاء غليلهم الرياضي وهو ماحدث الى دفعهم لطرق باب التغيير والتحرك نحو اثبات وجودهم المغيب وبولادة جديدة في تأسيس ناد يلبي طموحاتهم المشروعة ودواخلهم المجلجلة بجنون كرة القدم حتى عام 1905م الذي شهدت فيه مدينة عدن تأسيس نادي الاتحاد المحمدي والذي مثلت تسميته الانعكاس الديني الصادق بتمسك اعضائه المؤسسين بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وبخاتم الانبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام واعتزازهم بالديانة المحمدية حيث لاقت هذه التسمية من الارتياح والاعتزاز الكبيرين من ابناء مدينة عدن ساعدت على التفاف شعبيته وتزايدها وكان من اعضائه المؤسسين واول رئيس لهذا النادي الوليد هو السيد عيدروس حسن العيدروس وكذلك من اعضائه المؤسسين الاوائل السادة محمد عبده شيباني ومحمود علي جعفر وياسين خان وحسين حاشي واحمد بده وسعيد سالم بامدهف وحرسي بره وهرة الصومالي الملقب (صامبو) ومحمد حسن حاشي وعطر حسين وحسين الصومالي وعيسى مكاوي وعبدالمجيد مكاوي ومحمد حسن باشرين ومحمد علي حيدري.

وبظهور نادي الاتحاد المحمدي الى الوجود فقد تمكن من ازاحة العقبات التي كانت تعيق امجاده المرتقبة وانتصاراته المدفونة حتى ملأ سماء صيرة بتلك الاسماء اللامعة من النجوم الرياضيين كحبات اللؤلؤ التي خرجت من اصدافها قياسا بسنوات الحرمان والصبر فهم بحاجة الى بطل رياضي كروي يمني يجسد معاني الانتماء والالتصاق بالارض وهوية الانسان وابنائها الذين ولدوا مع زرقة بحر صيرة واغتسلوا برمال شواطئه ..فهتف الجميع ..وتغنوا بالاشعار وترنموا بالالحان وبدأت سواعد الرياضيين بنادي الاتحاد المحمدي ولفترة تسع سنوات متواصلة منذ التأسيس وهي متمسكة بصولجان البطولات الكروية وهذا النادي العريق ينازل كرويا الفرق الكروية الرياضية البريطانية المشكلة في الوحدات العسكرية او اولئك الذين يأتون بحرا بالاساطيل الى ميناء عدن حتى وصل كل المحبين لنادي الاتحاد المحمدي الى نسيان انفسهم وهم يسيرون وراء فريقهم اينما سار وحيثما وقف وهم يرددون الهتافات الرياضية وراء ابطال الاتحاد المحمدي حتى عرفت شوارع كريتر معنى المسيرات الرياضية والهتافات تعانق السماء تطلب النصر والعزة لناديهم الحبيب وتزلزل المكان والزمان كأعظم غرور رياضي لأبناء كريتر وكأقوى صيحة مدوية للمقهورين امام بعض القوانين اثناء الوجود البريطاني حتى وانه في ساعة واحدة من مباراة يلعبها الاتحاد المحمدي كان يكسب من الالتفاف الجماهيري اكثر مما تكسبه شركة بريطانية في ساعة واحدة من العمل .

انه الانتماء للارض والانسان والمساواة بين جميع اعضائه فلا فرق بين ابن الصياد او ابن التاجر في ظل الهوية الدينية المحمدية فقد اشاع نادي الاتحاد المحمدي بين الناس قاطبة ذلك الاحساس الرائع بالمحبة والاخاء وكان الجميع يتفاخرون بارتفاعهم عن الصغائر وتعلموا ان الاسماء العظيمة لا تسقط كتقليد اخلاقي ارساه الاتحاد المحمدي طوال التسع سنوات من البطولات وتجسيد المحبة بين الجميع حتى دقت ساعة التوقف الرياضي الكروي في عام 1914م عندما بدأت صافرة الالمان الحربية تدخل البلاد في حرب عالمية اولى ولمدة اربع سنوات كانت بريطانيا طرفا فيها ضد الالمان حتى عام 1918م وبعد هذا التوقف يدخل نادي الاتحاد المحمدي مع بدايات 1920م الى احداث رياضية جديدة وولادات جديدة لاندية رياضية اخرى سنأتي عليها لاحقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى