برزان التكريتي: إن حذاء رمضان أشرف منك ومن عشيرتك يا كلب

> بغداد الأيام رويترز:

>
برزان التكريتي ينفجر غضبا على الشاهد داخل قاعة المحكمة امس
برزان التكريتي ينفجر غضبا على الشاهد داخل قاعة المحكمة امس
قال رجل يدعى علي حسن الحيدري انه من ضحايا التعذيب أثناء ادلائه بشهادته في محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد أمس الأربعاء ان برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام.. كان يأكل العنب وهو يشاهده يصرخ من الألم في غرفة تعذيب.

وكان هذا من بين أكثر الاتهامات التي وجهت في المحكمة حتى الآن تحديدا ومباشرة.

وكانت بعض الافادات السابقة التي أدلى بها شهود الادعاء تفتقر الى الدقة والترابط.

وقال الشاهد الذي أدلى بافادته من خلف ستار واشير اليه بالشاهد رقم واحد لحجب هويته ان برزان ابراهيم التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام ورئيس جهاز المخابرات كان حاضرا عندما عذب في بغداد في الثمانينات.

واضاف انه أثناء التحقيقات كان رجال المخابرات يعذبونه بينما كان برزان يأكل العنب.

وكانت قد استؤنفت امس الاربعاء محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من معاونيه امام محكمة عراقية خاصة بحضوره.

وبدأت الجلسة امام المحكمة الجنائية العراقية العليا وهي السادسة من جلسات المحاكمة عند الساعة 29،11 بالتوقيت المحلي (29،08 ت غ) وكان صدام حسين اخر المتهمين الداخلين الى القاعة.

وحضر الجلسة كل المتهمين وكامل فريق الدفاع وقال صدام الذي ارتدى بزة زرقاء غامقة وقميصا ابيض دون ربطة عنق عند دخوله القاعة "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" وهو ينظر باتجاه المتهمين السبعة وفريق الدفاع الذين وقفوا احتراما له.

وتحدث احد محامي الدفاع وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي "لا نستطيع الاستمرار في بقية الجلسات دون وجود ضمانات امنية وليست هناك معاملة جيدة لنا والمسألة صارت فيها اصدار فتاوى". واوضح "تعرضنا للتهديد في المطار ثم احضرنا لمنزل دون باب يؤدي للحمامات". وكان النعيمي صرح انه سيطلب من المحكمة تأمين المزيد من الامن والحماية له مهددا بمقاطعة الجلسات المقبلة في حال لم يحصل ذلك.

وقتل محاميان من هيئة الدفاع عن صدام حسين منذ بدء محاكمته.

وروى شاهد اول تفاصيل القمع الذي تعرض لها اهالي الدجيل القرية الشيعية شمال بغداد التي قتل 138 من سكانها بعد محاولة اغتيال تعرض لها الرئيس السابق خلال مرور موكبه في القرية العام 1982. وقال الشاهد علي محمد حسن الحيدري (37 عاما) ان سبعة من اخوته اعدموا بعد احداث الدجيل.

وقال الحيدري انه اوقف هو واخوته واخواته ووالديه في مقر المخابرات مدة سبعين يوما.

واضاف "تعرضنا لشتى انواع التعذيب نساء ورجالا منها الصدمات الكهربائية والذي كان يدخل غرف التعذيب على قدميه كان يخرج وهو محمول في بطانية". وتابع "عانينا الجوع والعطش والمرض واستهتار الحراس ولم نشبع يوما هناك".

واوضح "عمري كان 14 عاما ولم يحقق معي ولو مرة واحدة ولم اقدم لاي قاض او مسؤول".

وكان صدام حسين في هذه الاثناء هادئا يسجل ملاحظاته باهتمام فيما بدت على وجه برزان التكريتي اخيه غير الشقيق علامات الغضب.

واكد الحيدري الذي قال انه سجن اربعة اعوام نقل بعدها الى سجن ابو غريب (غرب بغداد) حيث عانى هو وافراد عائلته الظروف نفسها لعدة شهور قبل ان ينقلوا الى صحراء في منطقة ليا في محافظة السماوة (250 كلم جنوب بغداد).

وقال "شاهدت عددا من افراد اسرتي هناك ومن بينهم امي التي تغيرت ملامحها والتي كنت اعتقد انه تم اطلاق سراحها".

واضاف "بقينا في هذه الصحراء اقل من ثلاث سنوات".

وقال الشاهد للمحكمة ان حرس صدام كانوا يصعقون المعتقلين بالصدمات الكهربائية في مقر جهاز المخابرات في بغداد وكانوا يقومون بتسخين انابيب البلاستيك واسقاط قطرات البلاستيك المنصهر على اجساد الضحايا.

وقال الشاهد "كانوا في غاية الألم عندما يتجمد البلاستيك." وأضاف "كان الرجل يغادر ماشيا وبعدها يلقونه ملفوفا في بطانية." وأضاف "قال للحراس لا تعالجوه.

هذه العشيرة لا تستحق الحياة ...

تألمت لعدة اسابيع من هذه الركلة." وفقد برزان أعصابه عدة مرات.

وتدخل صدام حسين مطالبا رئيس المحكمة السماح له والاخرين بأداء صلاة الظهر، فرد عليه القاضي بأنه سيكمل الاستماع لافادة الشاهد.

وادى عندها صدام حسين الصلاة وهو جالس لحوالى عشر دقائق فيما كان الشاهد يواصل الادلاء بإفادته.

وانفعل برزان ونعت شاهدا بالكلب واتهمه بتشويه 35 عاما من تاريخ العراق بالأكاذيب. وهب برزان وهو أحد ثلاثة اخوة غير أشقاء لصدام ومتهم مع الرئيس المخلوع وستة مسؤولين بعثيين سابقين آخرين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية للدفاع عن طه ياسين رمضان النائب السابق للرئيس العراقي عندما اتهم الشاهد رمضان بتدمير مزارع في قريته في منتصف الثمانينات.

علي حسن الحيدري اثناء ادلاء بشهادته بينما صدام يراقبه
علي حسن الحيدري اثناء ادلاء بشهادته بينما صدام يراقبه
وصاح برزان المدير السابق للمخابرات قائلا "ان حذاءه (رمضان) اشرف منك ومن عشيرتك..يا كلب." وفتح حراس المحكمة مرتين باب قفص الاتهام كأنما سيخرجونه من قاعة المحكمة لكن القاضي منعهم.

وسأل برزان القاضي قائلا "لماذا لا تعطيني المجال بالرد على شهادة الشاهد.

انه يحمل فرشاة فيها صبغ اسود ويلطخ فيها مسيرة تاريخها 35 سنة من حكم العراق." وقال للشاهد الذي اتهم برزان بركله بينما كان راقدا في السجن "شهادتك كلها كذب." وطلب القاضي الكردي رزكار محمد أمين مرارا من برزان أن يحترم الشاهد وأن يتوقف عن سبه لكن برزان انفعل مرة أخرى عندما طلب منه الشاهد علي حسن الحيدري عدم الإشارة إليه "بالأخ علي".

وقال برزان "يشرفك ان اناديك باخي." ودافع برزان ابراهيم التكريتي كعادته عن الرئيس المخلوع والاجراءات التي اتخذت بعد محاولة اغتياله الفاشلة عام 1982 في الدجيل، مؤكدا ان كل ما قاله الشهود هو "ملفق وكاذب".

وقال برزان بعد انتهاء الشاهد من افادته "سيادة القاضي لقد منحتم الشاهد اكثر من ساعتين ونصف يتكلم فيها عن تلك الامور الملفقة والخيالية". واضاف "استغرب كيف يرتضي انسان مسلم على نفسه ان يتكلم كلاما غير صحيح". وقال وهو يتهجم على الشاهد "كرامتك ليست من كرامة العراق بل من دولة اخرى لانك شربت الحليب هناك".

واكد برزان ان "محاولة الاغتيال صحيحة وليس كما يدعي الشاهد ان احدهم اطلق النار ابتهاجا بقدوم صدام حسين". واضاف ان "هناك مجموعة حاولت اغتيال صدام ثم هربت الى الخارج وعادت بعد سقوط بغداد وتحدثت عبر وسائل الاعلام عن العملية بفخر".

ولم تفوت برزان فرصة انتقاد ظروف احتجازه هو وزملائه وقال موجها كلامه للقاضي "نحن ايضا نتعرض لمعاملة سيئة ومات سبعة من المعتقلين منهم قبل ايام محمد حمزة الزبيدي (رئيس وزراء سابق) بعدما دفعه احد الحراس خارجا واستعمل معه وسائل نفسية ما ادى الى وفاته".

وتحدث صدام حسين قائلا للقاضي "سيادة القاضي انا اخاطبك انت لان البقية (المدعين العامين) انا لا اعرفهم بل اعرفك انت لانك كنت قاضيا قبل احتلال اميركا لبغداد وهذا مهم بالنسبة لي".

وانتقد تدخلات المدعين العامين المتكررة كلما بدأ احد المتهمين بالحديث وصمتهم الكامل كلما بدأ احد الشهود بالحديث، وقال ان "الحالة اصبحت واضحة جدا امام الناس وامام شاشات التلفزة متى يثور المدعين العامين ومتى يجلسون ولا يتفوهون بكلمة".

ثم عاد برزان التكريتي مجددا للحديث عن معاناتهم في المعتقل وقال ان "عادل عبد الله الدوري اصيب بسرطان وهو فاقد الوعي ويؤخذ على عربة الى ضابط التحقيق الذي يقول له «انا قلت ان لا يعطوك الدواء ان لم تستجب»".

واوضح برزان "هناك اناس لا يستطيعون حتى المشي على ارجلهم (..) ويدي كلها احترقت وهذه اثار التكبيل (...) ويوميا هناك اضطهاد وعنف وتعذيب نفسي وجسدي".و قال الرئيس العراقي السابق صدام حسين امس الاربعاء انه تعرض للضرب والتعذيب مع بعض المعتقلين معه من قبل الاميركيين، وذلك خلال مثوله امام المحكمة في اطار قضية قتل 138 شخصا في قرية شيعية واوضح "نعم ضربت وفي كل مكان في جسمي واثارها موجودة حتى الان" مشيرا الى ان بعض رفاقه ضربوا بأعقاب بنادق على رأسهم. وقال "انا لا اشكو الاميركيين"، مشيرا الى انه اراد التحدث في هذه المسألة حتى يعلم بها العراقيون والرأي العام العالمي.

وحين اقترح عليه النائب العام جفعر الموسوي نقل المعتقلين الى السلطات العراقية لمنع تعرضهم لمثل هذه الممارسات لم يجب صدام حسين. وعلق الدبلوماسي الاميركي كريستوفر ريد متحدثا لشبكة سي ان ان "انها مزاعم كاذبة تماما كان الامر مناورة استراتيجية، مناورة لا تمت بصلة الى الواقع". وخصصت جلسة امس الاربعاء للاستماع الى افادات شهود رووا بالتفصيل القمع الذي استهدف بلدة الدجيل شمال بغداد على اثر اعتداء على موكب صدام حسين عام 1982. واكد عدد من الشهود انهم تعرضوا للتعذيب واحيانا في حضور برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين الذي يؤكد انه كان آنذاك مسؤولا كبيرا في اجهزة حماية الرئيس السابق.

وبقي صدام حسين هادئا اثناء ادلاء الشهود بافاداتهم ثم استغرق في تدوين ملاحظات. ونقض صدام حسين مرة جديدة صلاحية المحكمة الجنائية العراقية واثنى على الحركة المسلحة في العراق.

واحتجت النيابة العامة على ما اعتبرته "خطابا سياسيا"، غير ان الرئيس السابق واصل الدعوة في كلامه الى الحفاظ على كرامة العراق والعراقيين والاحتجاج على تجاهل المحكمة طلبين بأداء الصلاة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى