النازحون في اريتريا يريدون ان يتذكرهم العالم

> مخيم كوروكون/اريتريا «الأيام» اد هاريس :

> في نهاية طريق متعرج وعر تحفه اشجار الصمغ العربي على الجبال والسهول الواقعة على الحدود المتوترة بين اريتريا واثيويا يقع مخيم كوروكون,وفر كثيرون من سكان المخيم من بادمي المدينة التي ارتبط اسمها بالحرب الم دمرة التي اندلعت بين اريتريا واثيوبيا في الفترة من عام 1998 إلى 2000 وراح ضحيتها 70 الف قتيل.

وامنية سكان المخيم الوحيدة العودة إلى ديارهم. ويقولون ان احتلال اثيوبيا لبادمي بالرغم من صدور حكم بانها من حق اريتريا إلى جانب عدم تحرك المجتمع الدولي يحول دون عودتهم لمدينتهم.

وقال جيريكيدان جيد وهو جد في الثالثة والسبعين من عمره وهو يجلس في ظل كوخ "العالم ضدنا كليا. لا يساعدنا أحد رغم قرار المحكمة بان بادمي من حقنا .. من حق اريتريا."

وفي نهاية حرب نظر إليها العالم كنزاع بلا طائل ولكنه مدمر ومكلف اتفقت اثيوبيا واريتريا على ان تصدر لجنة مستقلة حكما "نهائيا وملزما" بشان الحدود.

وحكمت اللجنة بان بادمي وهي مدينة صغيرة كان يسكنها مواطنون من البلدين قبل الحرب جزء من اريتريا. ورفضت اثيوبيا رسم الحدود ودعت لمزيد من الحوار بسبب قرار بادمي الذي كان مفاجئا لها.

ورغم وجود قوة مراقبة ضخمة للامم المتحدة على الحدود لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات تذكر لحث اثيوبيا على احترام القرار.

ويقول جريكيدان وهو ينظر الى مجموعة من الاكواخ من الطين والخشب والقش واحيانا خيام من البلاستيك "حلوا مشكلة الحدود حتى يتسنى لنا العودة لديارنا والاستقرار. إذا لم يتحقق ذلك ابدا لن يكون هنا سلام بيننا وبين اثيوبيا."

ولا يزال ابناه يخدمان في الجيش وامضى احدهما ثلاث سنوات والاخر 13 عاما.

ويخدم نحو 300 الف من سكان اريتريا البالغ تعدادهم 3.6 مليون نسمة في الجيش,ويقدر الدبلوماسيون ان 25 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي ينفق على الجيش.

ويعزو كثيرون ان لم يكن معظم مواطني اريتريا الكساد الاقتصادي للتوترات الحدودية واعتقادهم بانحياز المجتمع الدولي لاثيوبيا وهي قوة اقليمية.

وبعد مسافة على طول الطريق الحجري الذي يعد اكثر شوارع كوروكون ازدحاما تجلس مجموعة من الرجال والمراهقين يحتسون الشاي.

ويشكو الرجال قائلين انه هؤلاء المراهقين كانوا يعملون بالزراعة ويرعون انفسهم ولكن هنا الارض سيئة وساءت اكثر بسبب الجفاف.

وتصف ماميت تاكلهايمونت التي تدير المقهي معاناة البعد عن الديار وعدم معرفة متى تتسنى العودة لها. وقالت "الجميع واقع تحت ضغط. ننتظر جميعا السلام ولكن لا يحدث شيء."

واضافت "نتوقع ان تضغط الامم المتحدة (على اثيوبيا) وتنهي الوضع,اريد ان ينظر الينا العالم .. لا نملك شيئا."

وفي الاشهر الاخيرة تمكنت اريتريا من لفت انظار العالم بتقييد حركة قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي تراقب الحدود وطرد بعض العاملين الغربيين من الامم المتحدة.

واثارت المناورات العسكرية الاخيرة على جانبي الحدود مخاوف من تكرار الحرب.

وانتهت الجمعة الماضية المهلة الممنوحة للطرفين للالتزام بقرار الامم المتحدة رقم 1640 الذي يقضي بسحب جنودهما من منطقة الحدود ويهدد يفرض عقوبات ضد اريتريا إذا لم ترفع الحظر على تحليق طائرات هليكوبتر تابعة للامم المتحدة.

ولكن ما اثار سخط كثير من مواطني اريتريا ان نفس القرار لم يفعل شيئا لضمان التزام اثيوبيا بقرار لجنة الحدود الذي يرون ان عدم احترامه سبب جميع المشاكل.

وقال تيسفاهيوت تيكلاي (18 سنة) وهو جالس في ظل مباني مدرسته المشيدة من معدن مموج ")مشكلة( الحدود مهمة جدا لنا لانها تبقينا في مخيم,لا نعتقد انه ينبغي علينا ان نعيش هكذا إلى الابد." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى