> يقول الله تعالى :«إنك ميت وإنهم ميتونü ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون» سورة الزمر/ آية 30-31. ويقول جل وعلا :«ثم إنكم بعد ذلك لميتونü ثم إنكم يوم القيامة تُبعثون» سورة المؤمنون/ آية 15- 16.

إن إمعان النظر في الآيات المذكورة آنفا يهدي إلى سؤال مهم وهو: لماذا خُتمت آية (الزمر) بقوله (يختصمون)، وختمت آية (المؤمنون) بقوله:(تبعثون)؟

والجواب: إن نهاية كل آية تناسب السياق الذي وردت فيه، وتناسب الجو العام الذي يحيط بالسورة نفسها، فآية (المؤمنون) ختمت بـ (تبعثون)، لأن السورة نفسها، فآية (المؤمنون) خُتمت بـ(تُبعثون)، لأن السورة نفسها يسيطر عليها سياق بدء خلق الإنسان، وتطوره في جميع مراحل حياته إلى مماته ومنتهاه، فمن الطبيعي أن تُختم الآية بالبعث.

أما آية (الزمر) فقد وقعت في سياق آخر يقتضي ختم الآية بالخصومة، ولاسيما تقدُّمها بقوله تعالى:{ضرب الله مثلا رجلاً شركاء متشاكسون ورجلا سلمًا لرجل هل يستويان مثلا الحمد الله بل أكثرهم لا يعلمون} الزمر/29. فالشركاء المتشاكسون مظنة الوقوع في الخصام؛ ويلاحظ أن الجو العام الذي يسيطر على سورة (الزمر) هو ذكر الخصومات والفصل بين المختلفين، فكان ختم آية (الزمر) بقوله: (تختصمون) أمراً يقتضيه السياق. فتأمل معي عظمة القرآن وإعجازه.

(مأخوذ يتصرف من: لمسات بيانية في نصوص من التنزيل) د. فاضل السامرائي.


في بريدي الإلكتروني..الهمزة المتوسطة

ماهر باهديلة/ أبو العباس

بعد ثنائه على عمود (لكي لا نخطئ) الذي أشكره عليه، يسأل عن الضابط في كتابة الهمزة المتوسطة في بعض الكلمات مثل: (مسؤول، فئوس، رءوف).

تقول القاعدة الإملائية: «تكتب الهمزة على واو إذا كانت مضمومة أو مفتوحة ومضموم ما قبلها مثل يؤم، التفاؤل، مؤمن، لؤلؤ».ويستثنى من ذلك :

1- المضمومة بعد واو ساكنة أو مُشددة مضمومة مثل: ضوءهم، وضوءهم ، تبوّءهم.

2- المضمومة وبعدها واو مثل : الموءودة، رءوف، وإذا أمكن وصلها بما قبلها تكتب على نبرة مثل :مسئول.

ولكن هناك من يكتب الهمزة في هذه الكلمات على واو مثل : رؤوف، مسؤول، مع كتابة واو أخرى.

وذلك اعتمادا على القاعدة السابقة : تكتب الهمزة على واو إذا كانت مضمومة أو مفتوحة ومضموم ما قبلها.

نشرت في العدد (4622) بتاريخ 26 أكتوبر 2005.