في الذكرى الـ 102لميلاد عميد الغناء الحضرمي الأصيل محمد جمعة خان.. ثلاث أوراق بحثية حول تجربته الموسيقية وتراثه الفني الأصيل

> «الأيام» صالح حسين الفردي:

> أبت سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب بحضرموت - المكلا- إلا أن تختم فعاليات نشاطها الثري والمتنوع للعام 2005م بفعالية تمازجت فيها جملة من المعاني والقيم الأدبية الرائعة، معيدة إلى الواجهة الثقافية والأدبية والفنية مساحات التداخل الفني الأدبي، واكتمال دورهما في أجل وأجمل صورة، إذ تداخل وتواشج في هذه الأمسية الثقافية سحر الكلمة وعمق التعبير الفني الغنائي الحضرمي الأصيل لها، حين أقدمت سكرتارية الاتحاد على إحياء ذكرى ميلاد عملاق الأغنية الحضرمية محمد جمعة خان الثانية بعد المائة، فنظمت ندوة ثقافية في نهاية الأسبوع الاخير من العام الفائت بعنوان (في ذكرى عميد الغناء الحضرمي الأصيل محمد جمعة خان رمز ثقافي باذخ) وقد جاءت الفعالية والعام الميلادي الفائت يطوي صفحة أيامه الأخيرة، ولم ينهض من يجب عليهم النهوض بإحياء ذكرى ميلاده أو رحيل هذا الرمز الفني والثقافي المتفرد، ليس هذا فحسب بل إن القائمين على خدمة الفن والتراث الغنائي الحضرمي الأصيل- كما يدعون- كانوا في سبات عميق بعد أن شغلونا وطنطنوا وسودوا صفحات الصحف بقرب إقامة مهرجانه الخاص،إلا أن حصادهم حصرم.

وقد وضحت هذه الندوة الكيفية للاحتفاء بذكرى علم فني خالد وكيف يتم الاستفادة من تراثه وفنه الأصيل، وأكدت أن الإبداع الحقيقي تختزنه الذاكرة الجمعية بقوة، وهو ما جعل محبي فن (أبو علي) يتقاطرون تباعاً إلى إقامة الندوات بمقر الاتحاد في ليلة جسدت الوفاء والحب والتمسك بالأصالة والجذور في زمن فن اللا فن، وقد جاءت وقائع الأمسية الثقافية على النحو الآتي:

د. باعيسى: الأدب حين يقدم الفنان
بكلمة أدبية رفيعة ورقيقة بدأ د. عبدالقادر علي باعيسى، نائب رئيس الاتحاد، الأمسية متحدثاً عن المحتفى به ومدى أهمية قيام مثل هذه اللفتات التكريمية للأعلام الرواد المبدعين في شتى مجالات الأدب والفن، وأشار إلى أن الفن سياق عام، الأدب جزء مهم منه، مشيراً إلى أن الفنان الراحل يسكننا بفنه ويدخل في نسيج حياتنا اليومية بوصفه رقياً فنياً وتجلياً ذوقياً ليس له نظير، ارتقى بقيمة الكلمة الشعرية وأضاف إليها من روحه وحلقاته الأدائية الشيء الكثير، وذهب بنا إلى فضاءات من الاختيارات في عوالم الشعر العربي منذ الجاهلية مروراً بالعصر الأموي والعباسي والحديث، وهو ما يؤكد قوة الموهبة لديه وإدراكه لرسالة الفن والكلمة بعمق ورؤية.

بامطرف.. في كلمة الأسرة : الراحل لم ينل تكريماً بعد
في كلمته تحدث الأستاذ فؤاد محمد بامطرف نيابة عن أسرة الفنان الراحل محمد جمعة خان فأجمل فيها سيرة حياته منذ البدايات الأولى حتى يوم الوداع الأخير، الذي لم تشهد مدينة المكلا توديعاً لمبدع إلى مثواه الأخير كما شهدته يوم رحيل فنان القرن الحضرمي في 25 ديسمبر 1963م بعد الصلاة على روحه الطاهرة بمسجد عمر، فحملته الناس في شوارع المدينة ليوارى جثمانه الثرى بمقبرة يعقوب، وبين صرخة الميلاد ويوم الرحيل كما يؤكد الأستاذ بامطرف، حياة عاشها الراحل بسيطة في يومياتها، ولكنها تلبست بثراء وعطاء فني كبيرين، إذ يعد تراثه اليوم مرجعاً فنياً لكل الألوان الغنائية اليمنية الذي حرص خلال مسيرته الفنية على توثيقه والتنقل به ونشره منذ زمن مبكر جداً جعله يرتحل إلى دول الجزيرة والخليج وشرق أفريقيا، هذا الدور الفني الكبير لم ينهض به فنان غيره في تلك الفترة، وتساءل الأستاذ بامطرف: ولكن هل حصل هذا الفنان الكبير على تكريم يليق بفنه وعطائه وقدراته الفنية والأدائية واللحنية، وهل درس من منظور علمي ومنهجي، بما يبرز جوانب الثراء الفني الذي شكله في مسيرته الفنية؟ وأضاف بامطرف: وهل يأتي اليوم الذي يكرم فيه بوسام الآداب والفنون أسوة بغيره من المبدعين الذين نالوا هذه الشرف؟ وعديد من الأسئلة التي ردد صداها كل المتداخلين من الحضور فأكدوا على ضرورة تكريمه بهذا الوسام والإسراع في توثيق أعماله الفنية وتجميع أدواته الموسيقية، وأهمية تحويل منزله الكائن بحي السلام بالمكلا إلى متحف فني خاص يلم شتات ما تبقى من تراثه الفني والحياتي، ولكي يصبح المتحف معلماً سياحياً تحتضنه مدينة المكلا.. وتمنوا على الأستاذ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت، العمل على ترجمة هذه الرغبات على أرض الواقع، كما عهدوا منه سعيه الحثيث لتكريم الرواد المبدعين.

عناوين الندوة
قدمت في الندوة الثقافية ثلاث أوراق بحثية تنوعت في مضامينها وأهدافها، وتمحورت حول فنه وتجربته الموسيقية وتراثه الفني الأصيل، إذ جاءت الورقة الأولى للفنان محمد أحمد باعباد بعنوان (تأثير الفنان محمد جمعة خان في الفن الغنائي داخل الوطن ومنطقة الجزيرة والخليج) في حين جاءت الثانية بعنوان (ملامح التجديد الموسيقي في تراث محمد جمعة خان الغنائي) قدمها الموسيقي طارق عوض باحشوان، وجاءت الاخيرة بعنوان (خواطر ذوقية من بعض الملامح الأدائية للفنان محمد جمعة خان) قدمها كاتب هذا المقال.

حضر الفعالية الأخوان: حسين محمد بازياد مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون محافظة حضرموت والدكتور سعيد سالم الجريري وعدد من المختصين في الأدب والفن، ومن أبرز الوجوه الفنية التي حضرت أمسية الوفاء لرائد الغناء الحضرمي الملحن القدير محمد علي عبيد، الفنان المبدع مفتاح سبيت كنداره، الفنان والإعلامي المتميز أنور سعيد الحوثري، الفنان الشاب المغترب سعيد برويشد، والملحن فوزي خريصان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى