إجهاض الأرواح

> «الأيام» سونيا فؤاد مكي /كلية التربية - عدن

> انتهت من العزاء الاول، عزاء (زوجها)، كانت تذرف دموعها التي لم يوقفها إلا رؤية ولدها، قالوا لها «ربنا يعوض عليك بخير في ولدك» القت جسدها المتهالك ونامت. فلقد عانت مع ولدها الكثير في الليلة السابقة، وحينما فاقت مشت بضع خطوات إلى المطبخ وأعدت الطعام لها ولولدها وجلست على كرسيها الهزاز تشاهد التلفاز فإذا بالنوم يتسلل إلى عينيها ويأوي بداخلهما، فلم تصح إلا بعد مغيب الشمس مذعوره لأنها رأت في منامها حلماً أزعجها، فبحثت عن ولدها الذي لم يعد إلى الآن، تنظر إلى عقارب الساعة وتتحرك من الباب إلى النافذة، أجهشت بالبكاء لأنها سمعت صدى أصوات جنازة مارة فتذكرت زوجها المتوفى، فإذا بيدين تقرعان الباب فمسحت دموعها لتستقبل ولدها انتبهت إلى صوت اليد القارعة تسارعت نبضات قلبها، فتحت الباب فإذا برجل يحمل طفلاً بين ذراعيه وعليه قطعة قماش بيضاء ممتلئة بالدماء، فسألته من هذا؟ قال لها هذا ولدك؟ فقالت بزفرات «هذا ليس بولدي.. لعلك أخطات بالعنوان» فرأت فردة حذائه وهي تسقط من إحدى قدميه.

«لم تجهضك أرض لم تكن لتفتح فمها يوماً وتشتكي منك، فرجعت محمولاً على ذراعين قد تشتكي منك دوماً».

هذا آخر ما رددته وهي في مستشفى الامراض النفسية والعقلية قبل موتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى