اوبك قد تنجر رغما عنها الى الخلاف حول الملف النووي الايراني

> باريس «الأيام» أميلي هيرينشتاين :

> قد تجد منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) نفسها منساقة رغما عنها الى الخلاف القائم حاليا بين ايران والغرب حول الملف النووي الايراني، ما سيجعلها تتعرض لضغوط من الجانبين، وذلك قبل نحو عشرة ايام من اجتماع تقرر خلاله سياستها في شأن الانتاج للاشهر المقبلة.

وستعقد اوبك التي تمثل 40% من الانتاج العالمي للنفط اجتماعا في 31 يناير في فيينا لتقرر ما اذا كانت ستخفض ام لا انتاجها للفصل الثاني، وهي فترة يتراجع فيها عادة الطلب على هذا المصدر للطاقة بسبب انتهاء فصل الشتاء في النصف الشمالي للكرة الارضية.

وهذه المرة سيكون اتخاذ القرار عملية صعبة نوعا ما.

فمن ناحية، عاد سعر برميل النفط الى الاقتراب من الاسعار القياسية التي سجلت في نيويورك الصيف الماضي (70 دولارا)، فقد سجل 68 دولارا مساء الجمعة.

ومن ناحية اخرى، ما زالت التوقعات حول الطلب العالمي للنفط غير اكيدة، لا سيما من العملاق الصيني الذي نسبة النمو فيه على تزايد.

لكن اوبك التي تقدم نفسها على انها منظمة غير سياسية، قد تقع تحت ضغوط في حال ازداد الخلاف حول الملف النووي الايراني حدة في الايام المقبلة.

فقد تدخلت واشنطن مطالبة اوبك بالتعاون في حال حصل خلل في الانتاج اثر عقوبات قد تفرض على ايران في حال احالة ملفها النووي الى مجلس الامن الدولي.

وقال وزير الطاقة الاميركي سامويل بودمان ان الدول الاعضاء "ستجد وسيلة للقيام بما هو مناسب" في حال حصل هذا السيناريو.

واضاف "لم تعط (الدول) ضمانات محددة لكنها تفهم ما هي الطلبات وتعرف ما هي المشاكل (التي سيتسبب بها) ازدياد الاسعار على الاقتصاد العالمي".

لكن المحللين يرون ان التوازن بين العرض والطلب هو هش جدا حاليا وانه سيصعب على السوق التعويض عن الانتاج الايراني في حال قررت طهران وقف صادراتها النفطية.

ودعت ايران وهي الدولة الثانية المنتجة للنفط في المنظمة، الجمعة، الى خفض سقف انتاج الكارتيل المحدد حاليا بـ28 مليون برميل يوميا، بمقدار مليون برميل يوميا.

وقال ممثل ايران لدى المنظمة حسين كاظم بور اردبيلي "على اوبك الا تتأخر في مسألة خفض انتاجها"، مضيفا "اذا حافظت اوبك على مستواها الانتاجي الحالي، فإن الانتاج الاضافي البالغ مليوني برميل في اليوم سيؤدي الى زيادة الاحتياطات (...) (التي) ستشكل ما يشبه الانهيار على مستوى الاسعار" فتدفعها الى الادنى.

ويأتي هذا التصريح في حين تسعى الدول الغربية الى احالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن الدولي.

ولم يتم الربط بين الملفين، لكن فرنسيس بيران، رئيس تحرير المجلة المتخصصة "النفط والغاز العربيان"، يعتبر "انه ليس ممنوعا ايضا ان يتم الربط بينهما".

وقال "قد يفهم ذلك (...) كرسالة الى الدول الغربية"، معتبرا في الوقت عينه انه لن يكون سهلا على طهران اقناع باقي الدول الاعضاء في المنظمة (المملكة العربية السعودية والجزائر واندونيسيا والعراق والكويت وليبيا ونيجيريا وقطر والامارات العربية المتحدة وفنزويلا).

وحتى الساعة، لم تعبر اي دولة علنا عن تأييدها للطرح الايراني، فالجزائر عبرت عن معارضتها لخفض الانتاج نظرا لارتفاع اسعار البرميل، وكذلك فعل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز.

ويبدو ان موقف نيجيريا واندونيسيا مماثل، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى