كلام في بن علي سعد ..ما يسعد وما لا يسعد

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
اطلعت على موضوعين كتبهما الزميل محمد علي سعد وكان الموضوع الأول في إحدى الصحف الرسمية مؤخراً فيما كان الثاني في «الأيام» في عددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق 24 يناير 2006م والموسوم بـ«علي ناصر محمد مع من؟» والذي سبق أن نشرته في عددها الصادر في 15 يوليو 1992م قبل أن يلتحق بن علي سعد في «الميري».

لم يسعدني موضوع بن علي سعد والموسوم «من فوضهم التحدث باسم أبناء الجنوب» الذي زجت به الصحيفة في أحد أزقتها واستكثرت عليه موضعاً بارزاً.

لم يسعدني الموضوع وهذه حيثياتي:

أولاً: أن ردفان الأبية أطلقت شرارتين : كانت الأولى في يوم الإثنين الموافق 14 أكتوبر 1963م إيذاناً بانطلاق الثورة، وكانت الثانية في يوم الجمعة الموافق 13 يناير 2006م عندما تداعت (350) شخصية جنوبية لتطوي ملف أحداث مؤسفة كان وقودها جنوبيين وشكّل المجتمعون اصطفافاً لإعلان 13 يناير من كل عام «يوم تسامح» فخرجت السلطات عن طورها وكشرت «الشؤون الاجتماعية» عن نابها وأصدرت القرار الجائر بإغلاق الجمعية بحجة ممارستها نشاطاً حزبياً مع أن التسامح من القيم السماوية والدنيوية متناسين الموقف السامي لسيد الأولين والآخرين وهو يخاطب أهله وناسه من قريش : ماذا أنا فاعل بكم؟ فأجابوه : «خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم»، فطمأنهم صلوات الله وسلامه عليه :"اذهبوا فأنتم الطلقاء». إن من يريد تكريس واقع الثأر وتصفية الحسابات إنما يكرس المبدأ الاستعماري «فرق تسد».

ثانياً: إن العديد من الجمعيات من محافظات جنوبية أعلنت عن تضامنها مع جمعية ردفان الخيرية حرصاً منها على تذكير السلطات بحقوق الإنسان في التعبير عن رأيه وحقه في تشكيل المنظمات وحرصاً منها على ردم الهوة بين خصوم الأمس ليتحولوا إلى أصدقاء وإخوة اليوم، الذين جمعتهم مآسي تداعيات حرب 1994م.

ثالثاً : خرج بن علي سعد عن أصول اللياقة وطهارة الكلمة عندما أشار إلى المحامي بدر باسنيد بـ «المدعو» وبدر باسنيد علم من الأعلام، بتوصيف سيد قطب لعباس محمود العقاد «المبدع الذي يعيش في وهج النهار» وهو حقاً مبدع منذ سنوات الستينات من القرن الماضي عندما كان من الناجحين في المسابقات المدرسية لطلاب الثانويات وكان باسنيد من طلاب مدرسة القديس يوسف العالية بكريتر وهو نجل الراحل الكبير الشيخ سالمين باسنيد من مؤسسي جمعية حضرموت الخيرية وأحد رجال الأعمال المعروفين وشقيق عايض باسنيد رئيس تحرير جريدة «المستقبل» (1948م).

رابعاً: ما الذي يغيض بن علي سعد من جزئية موضوع باسنيد «حتى تتوحد قواكم جميعكم في رزمة واحدة فتقووا وتتوحدوا أبناء الجنوب وتدركوا أن الصلح خير»؟ من البديهي أن يخاطب باسنيد أبناء الجنوب لأنهم ضحايا ذلك اليوم المشؤوم والمستهدفون من واقعة الصولبان المفتعلة يوم العاشر من ديسمبر 2005م، التي ظن رجل الشارع في عدن أنها روجت ضمن حزمة الإجراءات الأمنية لتأمين انعقاد المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي في عدن، التي تحولت إلى أكبر ثكنة عسكرية، وظنت السلطات أنها ستشغل الجنوبيين أثناء انعقاد المؤتمر فخاب ظن السلطات.

خامساً : ما وجه الإثارة في إشارة باسنيد إلى الحكم المحلي، الذي شمله القرار (7) من بيان مجلس الرئاسة في 7 يوليو 1994م ورد فيه «توسيع المشاركة الشعبية في السلطة وإيجاد نظام الحكم المحلي يضمن صلاحيات واسعة للوحدات الإدارية»، وهو القرار الذي اكتشف المواطن أنه «سراب بقيعة»

سادساً: أعجبني في الموضوع الأول لابن علي سعد عن علي ناصر محمد، عندما استفسر :«هل سيعود الرجل الطيب للبلاد وسيعود إلى السلطة مجدداً» وعندما استقرأ : «ويبدو أن هناك اعترافاً بصفة غير معلنة أن علي ناصر محمد، لايزال مؤثراً جماهيرياً ومؤثراً سياسياً وأنه مطلوب اليوم ومطلوبة خبرته وحنكته في اليمن أكثر من أي وقت مضى». وقال ..وقال بن علي سعد.

سابعاً: الوثائق الوحدوية كثيرة ودشنها علي ناصر محمد ومحسن أحمد العيني عام 1972م ثم القاضي عبدالرحمن الإرياني وسالم ربيع علي في طرابلس والجزائر عامي 1972-1973م ثم عبدالفتاح إسماعيل والمقدم علي عبدالله صالح في الكويت عام 1979م ثم اتفاقية وزيري الداخلية العقيد علي شايع هادي والمقدم محمد حمود خميس ثم الاتفاقية التي وقعها العقيد علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد عام 1981م الخاصة بتطوير التعاون والتنسيق ثم اتفاقية الثروة المعدنية بين الوزيرين عبدالقادر عبدالرحمن باجمال وعلي عبدالرحمن البحر عام 1982م واتفاقية النقل البحري والبري بين الوزيرين أحمد الآنسي ومحمود عبدالله عشيش ولقاء مايو 1988م بين العقيد علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض وأعقبه اتفاق قمة عدن بين الرجلين في نوفمبر 1989م.

ثامناً: إذا كان البيض ومجاميعه قد حققوا الوحدة وهي مكسب وإذا كانت مجاميع علي ناصر قد لعبت دوراً أساسياً وبارزاً في حرب صيف 1994م، فلماذا تسيئون إلى تلك القيادات الموجودة الآن في صفوفكم؟

تاسعاً: يا خلق الله، هل تريدون أن تصوروا أن تاريخنا وسخ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى