انتصار حماس فاجأ الاستخبارات الاسرائيلية

> القدس «الأيام» باتريك انيدجار:

>
احد مقاتلي حركة فتح يطلق النار في الهواء بينما اعضاء فتح يقتحمون مبنى البرلمان الفلسطيني في اول صدام بين فتح وحماس يوم امس
احد مقاتلي حركة فتح يطلق النار في الهواء بينما اعضاء فتح يقتحمون مبنى البرلمان الفلسطيني في اول صدام بين فتح وحماس يوم امس
كانت الاستخبارات الاسرائيلية التي تتباهى بانها وجهت ضربات شديدة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، اول من فوجئ بالفوز الكبير الذي حققته الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.

وقال مسؤول اسرائيلي امني كبير رفض كشف هويته لوكالة فرانس برس "كنا نعلم ان حماس ستعزز موقعها عبر الانتخابات، ولكن لم يتوقع احد انتصارا مماثلا".

والاسوأ، بحسب هذا المسؤول، ان ادارة جهاز الامن الداخلي (شين بيت) اكتفت على غرار الجميع بقراءة استطلاعات الرأي التي توقعت فوز حركة فتح وتصاعد نفوذ الاسلاميين.

وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت مذكرة بفصل من تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي "خطأ يعادل في خطورته ما ارتكبته الاستخبارات قبل حرب الغفران عام 1973"، فاسرائيل آنذاك اعتقدت خطأ حتى اللحظة الاخيرة ان مصر وسوريا لن تشنا هجوما عليها.

وخلال اجتماع طارئ مساء الخميس بدعوة من رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت لدرس انعكاسات "الموجة الخضراء" (لون حماس) التي اجتاحت البرلمان الفلسطيني، انهالت الانتقادات على جهاز الشين بيت.

وعلق وزير الدفاع شاوول موفاز بحدة في الاجتماع "اذا كانت الاستخبارات اخطأت حيال حدث على مرأى من اجهزتنا، فكيف يمكننا ان نكشف نيات بلد يستعد لشن حرب علينا؟ ".

لكن مسؤولا في الاستخبارات طلب بدوره عدم كشف هويته، اكد ان موفاز تلقى في يونيو تقريرا لخبراء يحذرون فيه حكومة ارييل شارون من امكان ان تمسك حماس بزمام السلطة.

وقال "فوجئ وزير الدفاع (بالتقرير)، لكنـه لـم يجـر تقويما ولم يفعل اي شيء".

وفي السياق نفسه، سألت صحيفة هآرتس المستشار السابق في جهاز الشين بيت ماتي شتاينبرغ الذي نبه في الاشهر الاخيرة رؤساءه السابقين الى خطر فوز حماس.

وصرح هذا الخبير للصحيفة "انا مستاء من المسؤولين لانهم لم يتخذوا التدابير الضرورية".

وقال "انهم يتصرفون مثل هرة بهرتها مصابيح سيارة وظلت مكانها بدل ان تتحرك"، محذرا من المرحلة المقبلة التي ستشهد في رأيه تسللا كبيرا لشبكة القاعدة الارهابية الى داخل قطاع غزة، الامر الذي يمهد لفوضى لا يمكن وصفها.

غير ان تقريرا استخباراتيا سلم الى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسبوع الماضي، تطرق الى احتمال ان يحقق الاسلاميون فوزا في الانتخابات التشريعية.

ولكن، كما هي الحال غالبا، اعتبر هذا التقويم الذي قد لا يكون الوحيد مجرد نظرية من ضمن سلسلة نظريات، علما ان استطلاعات الرأي في الايام الاخيرة اوحت للاسرائيليين ان حركة فتح استعادت شعبيتها.

واقر افي ديختر الرئيس السابق للشين بيت بان "افضل جهاز استخبارات في العالم لا يستطيع توقع نتائج عملية انتخابية، ويستند مثل كل الاجهزة الاخرى الى استطلاعات الرأي"، داعما وجهة نظر مساعديه السابقين.

وخلال مؤتمر الاثنين في هرتسليا قرب تل ابيب، لم يستبعد رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتز احتمال فوز حماس. لكنه لم يكن شديد الوضوح واكتفى بالقول "لا ارى ان فتح ستخضع لقرار انتخابي وتتخلى عن السلطة بهذه السهولة".

حتى ان حالوتز توقع مواجهة شبه مسلحة بين حركتي حماس وفتح.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى