محاكمة عاصفة لصدام حسين أحد طرفيها برزان التكريتي

> بغداد «الأيام» كمال طه:

>
طرد برزان التكريتي بالقوة خارج المحكمة بينما صدام يتفرج
طرد برزان التكريتي بالقوة خارج المحكمة بينما صدام يتفرج
ارجئت محاكمة الرئيس العراقي السابق وسبعة من معاونيه في قضية مقتل 148 قرويا في بلدة الدجيل الشيعية الى الاربعاء المقبل، وذلك بعد جلسة عاصفة شهدت مشادة بين صدام حسين ورئيس المحكمة الجديد القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن وتخللها انسحاب اربعة متهمين في مقدمهم الرئيس العراقي المخلوع.

واعلن القاضي عبد الرحمن تأجيل جلسة المحاكمة الى الاربعاء المقبل.

وقال عبد الرحمن بعدما ادلى ثلاثة شهود بينهم اثنتان من النساء بأقوالهم من خلف الستار "تم تأجيل جلسة المحاكمة الى الاربعاء المقبل". واضاف "في حال صادف ذلك اليوم عطلة رسمية، ستعقد الجلسة الخميس بدلا من الاربعاء".

وكانت جلسة المحاكمة استؤنفت بعد فترة استراحة استمرت اكثر من ساعة.

واستهلت بالاستماع الى شاهدة ثانية من قرية الدجيل (شمال) من خلف الستار.

وروت الشاهدة الاولى التي كانت تقف خلف ستار ولم يكشف عن اسمها استجابة لطلبها حفاظا على حياتها تفاصيل القمع الذي تعرض له اهالي الدجيل القرية الشيعية شمال بغداد التي قتل 143 من سكانها بعد محاولة اغتيال تعرض لها الرئيس السابق خلال مرور موكبه في القرية العام 1982. وقالت انها اعتقلت هي وزوجها وابنتها وشقيقها وقضوا تسعة ايام في سجن الدجيل ثم نقلوا الى مقر المخابرات في بغداد حيث تعرضوا لشتى انواع التعذيب قبل ان ينقلوا الى سجن ابو غريب (غرب) حيث قضوا احد عشر شهرا.

وبعد ذلك نقلوا الى صحراء السماوة جنوب العراق، حسبما اوضحت هذه الشاهدة التي قالت ان زوجها "مات في سجن ابو غريب من شدة التعذيب".

وكانت استؤنفت أمس الاحد محاكمة الرئيس العراقي السابق برئاسة قاض جديد حاول اثبات سلطته منذ البداية عبر طرد برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين من القاعة ومن ثم السماح لهذا الاخير الخروج منها.

وحاول القاضي الجديد رؤوف رشيد عبد الرحمن منذ البداية عدم فسح المجال واسعا امام المتهمين وان يكون حازما، محذرا اياهم بان "اي تجاوز على الحدود القانونية او على المحكمة او اي عضو فيها سيؤدي الى اخراج المتهم من قاعة المحكمة".

وبعيد بدء الجلسة طرد القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن، برزان ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين، من قاعة المحكمة.

وكان برزان بدأ بإلقاء خطاب طويل حول حالته الصحية فرد عليه القاضي "سوف يعتنون بك" وامره بالجلوس في مكانه.

لكن برزان تجاهل امر القاضي وواصل الكلام ما حدا بالقاضي الى اتخاذ قرار طرده من قاعة المحكمة، قائلا "اخرجوه خارج قاعة المحكمة" فقام عدد من الحراس باصطحابه الى خارج القاعة.

وطلب من برزان التكريتي ان يقدم طلبه عبر محاميه.

عندها قررت هيئة الدفاع مغادرة القاعة رغم تحذير القاضي انه في حال خروجهم لن يسمح لهم بالعودة اليها.

ووكل القاضي عندها محامين آخرين لتكملة الجلسة.

صدام حسين يصرخ في القاضي يوم أمس بعد طرد برزان
صدام حسين يصرخ في القاضي يوم أمس بعد طرد برزان
وقال عبد الرحمن مخاطبا المتهمين "نسمح لكم بالكلام لكن الخطب السياسية محلها خارج المحكمة فارجوكم احترام الاصول الاجرائية واي كلام خارج النطاق يشطب من محاضر المحكمة والذي لديه خطب سياسية فهناك مكان آخر خارج المحكمة لاننا لن نسمح لاي خطب سياسية او تجاوزات".

واضاف ان "اي متهم يتجاوز حدود القانون سيخرج وستتم محاكمته حضوريا وفق القانون، لن اسمح بأي تجاوز على المحكمة او اي من اعضائها".

بعدها حصلت مشادة كلامية حادة بين صدام حسين والقاضي حول حقوق المتهمين.

وقال صدام حسين للقاضي ان "المتهم بريء حتى تثبت ادانته. علمنا هذا عندما كنا طلابا لذا ينبغي ان يحترم المتهم وتعطى حقوقه كاملة وبرزان اخي رجل مريض مصاب بالسرطان ويعتبرك انت اخاه الاكبر وظننا نحن ايضا انك اخونا الاكبر لذلك لا يمكن ان تقول انك ستوكل عنه محاميا لاننا نرفض ذلك حتى اذا اجبرتنا".

واضاف ان "هذه المحكمة هي اميركية بقرار اميركي وليس بقرار عراقي".

وتابع "لذلك حتى لا ازعجك ولكي لا تزعجني فأنت عراقي وانا احترمك كعراقي الا اذا تخليت عن عراقيتك لذلك اسمح لي بالخروج".

فرد عليه القاضي "يمكنك ان تغادر". ونظر الى الحراس وقال "اخرجوه".

ورد عليه صدام غاضبا "انا قدت العراق لمدة اربعين عاما وانت تقول لي اخرجوه هذا عيب عليك (..) مع الاسف ان الكرسي يغير البشر".

واضاف "انا لا استطيع البقاء على الاقل في هذه الجلسة".

فقال القاضي "انا القاضي وانت المتهم الذي اخل بنظام الجلسة وانا هنا لاطبق القانون والقاضي اداته تطبيق القانون".

وعقب عبد الرحمن قائلا "انا القاضي وانت المتهم وعليك ان تطيعني".

بعدها قام كل من طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق وعواد البندر رئيس محكمة الثورة السابق وطلبا من القاضي السماح لهما ايضا بالخروج.

وتعجب القاضي وقال لهما "لم تـريدان الخـروج هـل هناك سبب معين؟".

فقال البندر "انا ليس عندي محامي لذلك اريد الخروج" فرد عليه القاضي ان "محاميك تخلوا عنك بإرادتهم".

من جانبه، قال رمضان "انا لنفس السبب وليس هناك داع لوجودي في المحكمة، محكمة بهذا الاسلوب لا يمكنني البقاء بها" فرد عليه القاضي "كيف كانت محاكمكم اذا؟".

ورد عليه رمضان "محاكمنا كانت شرعية".

وبعدما ترك رمضان والبندر قاعة المحكمة، قال القاضي "المحكمة اخرجت المتهمين الذين تجاوزوا الادب واللياقة ووفقا للمادة 58 من قانون الاصول الجزائية الذي ينص على اتخاذ اي اجراء يخل بنظام المحكمة".

وقطع الصوت مرات عدة خلال بث مجريات جلسة المحاكمة من جانب التلفزيون العراقي قبل ان يوقف النقل فجأة بعد قليل من رفع قاضي المحكمة رؤوف رشيد عبد الرحمن صوته.

وبدأت جلسة أمس وهي الثامنة، برئاسة القاضي الجديد بعد اسابيع من الجدل حول استقلالية القضاة وصدقية المحكمة، بحضور المتهمين.

وحل عبد الرحمن محل القاضي رزكار امين الذي استقال بعدما تعرض لانتقادات من مسؤولين سياسيين اتهموه بعدم اعتماد الحزم مع صدام حسين وسبعة من معاونيه يحاكمون معه.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى