«الأيام» في مركز ابحاث الملاريا بأبين الذي يعد الاول من نوعه في اليمن.. مدير المركز..حقل لكل العاملين بمكافحة الملاريا بميزانية لا تتناسب وقدراته

> «الأيام» عبدالواحد محمد عبدالله :

>
التدريب على جودة الفحص المخبري والسريري لمرض الملاريا
التدريب على جودة الفحص المخبري والسريري لمرض الملاريا
في محافظة ابين مركزان للبحث العلمي الاول هو: مركز الابحاث الزراعية في الكود، الذي احتفل نهاية الشهر الماضي بالذكرى الخمسين لتأسيسه، والثاني مركز ابحاث الملاريا في المخزن والذي بدأ تشغيله في مطلع عام 2004م .. ما يجمع بينهما هو توجههما العلمي الوحيد في البحث بمحافظة أبين دون وجود مثيل لهما في كل الجمهورية. وهما يعانيان الاهمال ربما لحاجة ماسة عند بعض النفوس ان تكون مثل هذه المراكز العليمة العريقة والكفؤة في صنعاء فقط.

"الأيام" زارت المركز الوطني للتدريب وابحاث الملاريا في أبين، وهو مبنى جديد تم تشييده عام 2000م واجرت لقاء مع د. نجيب ناصر الحميقاني مدير المركز ، تحدث فيه عن نشوء المركز وأهميته باعتباره حقلا لكل العاملين في مكافحة الملاريا على مستوى جميع المحافظات وعن الطموحات لتحويله الى مركز اقليمي كما تطرق إلى الصعوبات ومنها ميزانية المركز التي لا تتناسب مع قدراته ولا تغطي المهام المناطة به، وبالذات إجراء الابحاث التي لم تبدأ بعد.. وفيما يلي ابرز ما جاء في اللقاء:

< بعد مرور عامين منذ افتتاحه لم يبدأ المركز بعمله الصحيح الا وهو الابحاث.. لماذا؟

- يقوم المركز بمهمتين هما: التدريب والابحاث. منذ يناير 2004م كل الانشطة ركزت على التدريب اما الابحاث فلم نبدأ بها بعد لانها تحتاج إلى استعدادات خاصة، اما التدريب فقد بدأنا به كون العنصر البشري مهماً في مكافحة الملاريا. يدرب المركز 3 فئات: الاطباء، المخبريين والملاحظين. من وقت لآخر يقوم المركز بتدريب المنسقين لانشطة الملاريا في المحافظات، طبعاً الى جانب ان المركز يستوعب الكثير من الانشطة في مجال الصحة ومجالات أخرى مثل دورات اليونيسيف والمياه والصرف الصحي والامومة والطفولة.

< هل بالإمكان إعطاؤنا فكرة عن الهدف من تأسيس مثل هكذا مركز؟

- عندما أتينا في نهاية 2003م بدأنا بالخطط مع المركز الوطني بصنعاء وبدأنا بدورات تدريبية. حتى الآن قمنا بتنفيذ 12 دورة تدريبية في المركز بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. التركيز على تنمية القدرات البشرية في مجال مكافحة الملاريا مهم جداً لأن النشاط يتركز على التشخيص للمريض والفحص الدقيق بجودة عالية وتقديم العلاج المناسب، إضافة إلى ذلك المكافحة الحشرية واليرقية حيث تتوالد البعوض. ما من شك ان اليمن موبوءة بالمرض منذ زمن، ولم يكن هناك اهتمام لكن الآن بدأ الاهتمام بالمرض وخاصة من قبل الاخ الرئيس علي عبدالله صالح ووجه باعتماد موازنة سنوية للبرنامج وتوفير الآليات والمعدات، وايضاً هناك دعم من المنظمات الدولية منها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي ومن بعض الدول كسلطنة عمان الحاضرة معنا في احدى الدورات. كل هذه الجهود مع الجهود الوطنية اظهرت مشكلة الملاريا بوضوح وتم اعادة تأسيس البرنامج وإيجاد هيكلية بشكل أو بآخر وهي عبارة عن محاور في المحافظات كل محور يضم عدداً من المحافظات ثم التدريب للكادر وتأهيله. نحن أهلنا حوالي 300 فرد في كل المجالات المذكورة سلفاً. كل هذه الجهود تعمل على التخفيض من نسبة الاصابة والحد منها وصولاً إلى استئصال الملاريا. بطبيعة الحال مرض الملاريا له مضاعفات كثيرة وهي خطيرة على سبيل المثال: الملاريا الدماغية تؤدي الى الوفاة وايضاً مشكلة مع انيميا. والتركيز الأكثر يكون للاطفال والحوامل لأنهم يؤثر فيهم المرض بشكل اكبر.

< بحجم هذا النشاط قطعاً هناك طموح فما هو؟

- ما نقوم به الآن اقل ما نتوقعه. هو مركز وطني لكل المحافظات لكن عندنا طموح ان يصبح مركزاً اقليمياً لأن الخبراء من منظمة الصحة العالمية يؤكدون اكثر من مرة، أن لدينا الشروط لتحويل هذا المركز الى اقليمي، لكن هذا يحتاج الى بعض الجهد ويحتاج الى بعض الشروط التي يجب ان تتوفر.

< ما هي الصعوبات؟

- كانت بخصوص السكن للقادمين من المحافظات لكن الاخ المحافظ فريد مجور تعاون مع الاخوة في مكتب الصحة ووفروا لنا أحد الاقسام الداخلية للمعهد الصحي وطبعاً يفي بالغرض للحد الادنى. في الزيارة الاخيرة للاخ وزير الصحة السابق د. محمد يحيى النعمي تحدثنا في موضوع بناء سكن وطلب تقديم تصور، وسيرسلون فريقاً هندسياً ليعمل التصورات. بناء السكن سيكون مفيدا. ولدينا اشكالية بالموازنة فهي بسيطة، لكن نحن نتواصل مع الاخوان في برنامج الملاريا وإن شاء الله سيتم تعديل الموازنة وتطويرها بما يتناسب والمركز. وإن اشتغل المركز بكامل طاقته سيقدم الخدمات بشكل اوسع، وعندنا كل المستلزمات المختبرية، مكتبة علمية غنية تمكن المتدرب من التحصيل العلمي الجيد.

< ما هي طبيعة العلاقة مع البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا؟

- يتبع المركز البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وهو مسئول عن كل الانشطة في كل الجمهورية، والعلاقة معهم جيدة وتكاملية، ونطمح ان تكون افضل بكثير ويتوسع النشاط ونبدأ بالنشاط البحثي. طبعاً الموازنة تحدد من قبلهم وهي الجهة التي تحدد التدريب، والعلاقة مع وزير الصحة والوكلاء جيدة، لكن بحجم البعد يظل التواصل ليس بالشكل المطلوب. نريد للمركز ان يتطور وهذه المسائل تحتاج إلى وقت.

< تعقد الآن دورة ما طبيعتها؟

- مضمون الدورة هو جودة الفحوصات المخبرية والسريرية للاطباء وفنيي المختبرات، عدد المشاركين 29 وبدأت في 1 ديسمبر 2005م، وتم تكليف المشاركين بأعمال ميدانية، وستنتهي الدورة في 23 فبراير 2006م وكان لدينا احد الخبراء من كلية ليفربول البريطانية واستكمله فريق من سلطنة عمان. وصلت شرائح من ليفربول، وعمان ومن عندنا ومن البرنامج الوطني ومن بعض المحافظات، وزارنا الاخ وزير الصحة وتمت مناقشة الطلاب وكانوا مبسوطين. لا بد من الاستفادة من كل الخبرات العالمية، عندنا مشكلة ولا بد ان نستثير فالمهمة طويلة وصعبة للغاية غير ان الاستعداد لها كما تبين ضعيف، والجهود يمكن ان يقال عنها انها اقل من متواضعة.

في سلطنة عمان ساعد الالتزام السياسي بقوة في استئصال الملاريا، وهذا لأن السلطنة حازت على المرتبة الخامسة بين دول العالم في مكافحة الفساد، فيما اليمن تحذر رسمياً من خطر الملاريا ولم نسمع بخطوات جادة تساعد على زرع الاطمئنان، فنظرة لحجم المرض ومدى خطورته بتقدير المسئولين:

تقول وزارة الصحة اليمنية ان عدد حالات الاصابة بمرض الملاريا تقدر بحوالي 5.1 مليون حالة سنوياً مشيرة الى أن نسبة الوفيات من المرض ومضاعفاته تقدر بما بين 15 و30 الف سنوياً.

من ناحية ثانية اشار المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الاوسط الدكتور حسين عبدالرزاق الى ان اليمن والسودان تعدان الاكثر تعرضاً للاصابة بالمرض على مستوى المنطقة العربية.

وبتقدير المركز الوطني لمكافحة الملاريا فإن الملاريا هي إحدى أهم وأخطر المشكلات في بلادنا التي تهدد 60% من السكان وتصنف الملاريا وبائياً في اليمن من النوع الأفرواستوائي وهو أكثر تصنيفات الملاريا تعقيداً حيث يسود نوع الملاريا فلسيبارم المعروف بالملاريا المنجلية بنسبة تفوق 90% من الحالات المسجلة ويسود نوع بعوض الأنوفليس أرابينسز وهي الحشرة الناقلة للمرض بنسبة تفوق 90% من أنوع البعوض الأنوفيليس الموجودة .

ومن المعروف أن الملاريا المنجلية أو الفلسيبارم هي التي تؤدي إلى مضاعفات قاتلة مثل فقر الدم الشديد والالتهابات الرئوية الخطيرة والملاريا المخية القاتلة والفشل الكلوي ونزيف المرأة الحامل أو الإجهاض أو ولادة أطفال ناقصي النمو أو أجنة ميتة، ومن المعروف علمياً أيضاً أن نوع البعوض الأنوفيليس الأرابينسز السائد في اليمن هو أكثر انواع البعوض الناقل فعالية في نقل الملاريا على المستوى العالمي.

إلى جانب ذلك تأتي مخاطر اخرى للمرض الذي تكون هكذا مضاعفاته على النواحي الاجتماعية والاقتصادية في البلاد فكيف تتوقع رقياً في التنمية في بلد يتوطن فيه مرض مثل الملاريا فيتأثر إنتاج الموظف والعامل والمزارع ويتغيب التلاميذ عن دراستهم وتقل معدلات تحصيلهم العلمي بل ودرجات ذكائهم وتكون الأمهات ربات البيوت في حالة صحية متردية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى