للتاريخ .. هذه مئوية التلال 1905 - 2005م (10)

> «الأيام الرياضي» عبدالجبار سلام سعيد:

> القيود الرياضية في قانون الجمعية :إذا ألقينا نظرة فاحصة على قانون الجمعية الرياضية العدنية فسوف نجد أن الانجليز عمدوا إلى وضع قيود رياضية تمكنهم من السيطرة على زمام القيادة الرياضية حاضراً ومستقبلاً ومن هنا يتبين لنا وبوضوح السياسة التي كان الانجليز ينتهجونها في وضع المخططات الرياضية الهادفة إلى بسط نفوذهم في الحقل الرياضي وبالقوانين المحكمة لأية تطلعات أخرى خارجة عن القانون الرياضي.

فمن خلال مناقشة هذه القيود فإن المادة (5) تثبت وبوضوح حرص الانجليز على السيطرة القيادية للرياضة بواسطة حاكمهم لعدن وسكرتير عام حكومتهم اللذين انفردا بأهم منصبين إداريين.

والمادة (6) كبلت الأندية بحيث لا تستطيع النفاد إلى السلطة القيادية وذلك لأن سكرتير الحكومة خول له القانون حق تعيين أعضاء المجلس الإداري والهدف من وراء هذا التعيين هو ضمان وجود عناصر يتوسم فيها الولاء للجهات الرسمية الحكومية حتى لا يرتفع أي صوت معارض لسياستها الرياضية داخل المجلس وخارجه.

أما المادة (7) الخاصة بجمع التبرعات فإنها تشير وبوضوح إلى التدخل الواضح في صميم شؤون الأندية الداخلية، ذلك لأن الأندية تقع وبموجب هذه المادة تحت مراقبة الجمعية الرياضية أو بالأصح المسئولين الإنجليز. إذ أن هذه المادة تعرض وبوضوح مخاوف الانجليز من أن تستغل الأندية المبالغ التي تجمعها من التبرعات لصالح مشاريع وطنية أو أن تستغل هذه المبالغ لدعم أية حركة وطنية تحررية هنا أو في أي بلد عربي ولهذا فقد فرضوا رقابتهم الشديدة على أموال الأندية وحددوا الأغراض التي يجب أن تصرف لأجلها تلك التبرعات وهو ما يتعارض مع القوانين العامة التي تكفل حرية القول والعمل وحق الانتخاب العام.

وعلينا أن نتذكر عام 1950م جيداً فهو العام الذي بدأت فيه الطلائع الرياضية من الشباب تزحف إلى الأندية الرياضية لتتقلد المناصب الإدارية فيها ولتلعب دورها الرياضي المشرف في الميدان الرياضي متسلحة بنور العلم والمعرفة التي تزودت بها من معاهد التعليم والمدارس والكليات.

ولعل ما يلفت النظر في عام 1950م هو ذلك العدد الكبير من الشباب والأطفال الذين امتلأت بهم ملاعب الكرة والأراضي الفضاء وساحات المدارس، والسؤال هو هل قامت الجمعية الرياضية بأية خطوة إزاء هذا الإقبال على ممارسة اللعبة ؟ والجواب هو أن الجمعية لم تقم إلا بإجراء بعض التعديلات في قانونها الصادر في 26 نوفمبر 1943 وهي تعديلات كانت متعلقة بتنظيم سير المسابقات وتحديد السلطات والاختصاصات الإدارية، حيث تجدر الإشارة إلى أن عام 1950م كان نقطة البداية للعمل الرياضي حسب القوانين والانظمة الرياضية ولكنها لم تكن تأخذ في حسبانها تطوير اللعبة، حيث كان أبرز ما واجهته الجمعية في عام 1951 م ولأول مرة هو ذلك العدد الكبير والمفاجئ من شباب المدارس الذين امتلكوا المواهب الكروية واقتحموا الاندية الرياضية لإبراز مواهبهم مما جعل الأندية الرياضية تتسابق في اختطاف البارزين من اللاعبين الشباب وفي جو من التنافس الشديد.

وعلى ضوء هذه المعطيات الجديدة فقد قامت الجمعية الرياضية العدنية بإجراء دورتين لكل من فرق الدرجة الأولى والثانية، فتمكنت بعض الأندية من تقديم أكبر عدد من نجومها إلى الملاعب وخصوصاً تلك الأندية الأربعة التي كانت تتمتع بشهرة واسعة وكبيرة وهي الاتحاد المحمدي والشبيبة المتحدة وشباب التواهي والحسيني.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن نادي الشبيبة المتحدة قد تعرض في عام 1951م لهزة رياضية قوية إذ انشق عنه عدد من لاعبيه البارزين فأسسوا لهم نادياً أطلقوا عليه اسم نادي الهلال الرياضي وبظهور هذا النادي فقد كان الوسط الرياضي يشهد أعظم وأقوى اللقاءات الكروية إذ كان الناديان يضمان ألمع نجوم الكرة في منطقة الشيخ عثمان.

وكانت هذه المسابقات الكروية تقام على ملعب المدرج البلدي (الحبيشي حالياً) وكانت مباريات الأندية القوية تتسم بطابع الحماس الذي جعل الجماهير تنجذب إلى الملاعب أكثر وأكثر وكان لا حديث لها إلا عن انديتها البارزة ونجومها اللامعة ما جعل أسماءها تتردد على كل لسان من أمثال النجوم: محمد أحمد ثابت وناصر أحمد مريدي ومحمد صالح عراسي ومحمد علي إسماعيل والأميري وأحمد صالح موشجي وياسين أحمد بربراوي ومحمد عمر الزيدي وإبراهيم عبيدو وعبد الله عبيدو ومحمد صالح عزاني والأماني وسعيد مسكينة وعبدالرحمن عبوس وسعيد الأسد وأبوبكر شفيق ورستم خان وعلي علعلة وعبده خليل سليمان وبوجي خان وعبدالله منصور عبدي وحسن دجولة وانور مهتدي ومحمد إبراهيم التمباكو.

والجدير بالذكر أن اللاعب محمد أحمد ثابت كان يقف على قمة التفوق الكروي وعرفته ملاعب الكرة آنذاك ببساط الريح.

وللتاريخ نقول إن المباريات منذ عام 1951م بدأت تأخذ طريقها نحو التقدم النسبي وذلك لسببين هما:

1) أن الأندية حرصت على التمسك بالنظام والتحلي بالأخلاق الرياضية، فحرص اللاعبون بالتالي على احترام النظام وإشباع رغبات الجماهير عن طريق تقديم عروض كروية جميلة تشهدها من خلال مباريات نظيفة.

2) بدأت الأندية تدرك بأن الفريق الجيد إنما هو ذلك الذي يأتي أفراده بألعاب نظيفة، كما علق بالأذهان أن لعبة كرة القدم هي لعبة جماعية .

فكان أن اختفت إلى حد ما ظاهرة الألعاب الفردية وذلك بفضل عامل التوجيه من قبل الشخصيات التي ألمت ببعض الخبرة الكروية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى