المحطة الأخيـرة..عاده مثقف عاده!!

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
يبدو أن مقولة (العالم مشيّد باللباس) مقولة تصدق كثيراً على ما يجرى في دنيا الناس وحياتهم. حدث ذلك قديماً، عندما كان الجهلاء والسذّج يقيسون مقدار علم العلماء بعدد لفات عمائمهم وبسماكة وطول أرديتهم. ويحدث هذا ايضاً في هذا العصر عبر البذلات الأنيقة، والألقاب الفارغة، لزوم (الفنشخة) و(الهنجمة)، فلقد جرت العادة وسارت الأمثال بأن الهنجمة نصف القتال.

قبل أيام كنت في سوق السمك، وكان السوق مكتظا كعادته أوقات الظهيرة. إلا أن الأمور أمام مفرش (العم مبروك) لم تكن على ما يرام. فقبل وصولي بلحظات استطاع بعض (أهل الخير) فض مشادة عنيفة تبودلت خلالها الكلمات الجارحة واللكمات الفادحة، كان طرفا تلك المشادة: العم مبروك، ذلك البائع الساذج الذي اعتدت أن أشتري من (مفرشه) حاجة أسرتي اليومية من السمك، والآخر، كان زبونا مشاكساً أراد أن يفرض بقوة عضلاته إعطاءه سمكة معينة سبق لزبون آخر حجزها وشراؤها وتنتظر من العم مبروك التنظيف والتقطيع.

كان (الفارعون) مازالوا ممسكين بهذا الزبون المشاكس مبتعدين به عن مفرش غريمه في حين كان (العم مبروك) يتمتم بصوت مسموع: عاده مثقف عاده! عاده مثقف عاده!!

وعندما سألت العم مبروك: كيف عرفت أنه مثقف؟ أجابني في ثقة زائدة: كيف! ماشفته انت؟ لابس بنطلون وثيابه مكوية!

لم أعلق واكتفيت بالمضي مسرعاً في طريق العودة إلى البيت، حيث موعد الغداء قد اقترب والعيال جائعون. وطز في ثقافة هكذا وبالألوان!!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى