الذي لم تلده أمي

> صادق عبدالولي زيد:

> عصام سعيد سالم - أخي الذي لم تلده أمي.. مات.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. فجأة.. وفي يوم مبارك من رب العالمين.. يوم الجمعة رابع الأيام المباركة أيضاً من أيام عيد الاضحى المبارك 13/1/2006م فيا لهول الفاجعة التي تزيد حياتنا مرارة.. وتحاصرها بالأحزان ضغطاً وهماً في زمننا الصعب هذا.. والفاجع بامتياز.

عصام أخي.. ونحن أبناء جيل واحد.. ومعنا رهط من أبناء نفس الجيل تزاملنا.. تصادقنا.. فتآخينا بحق.. ورغم تقلبات الحياة بنا فقد مارس كل منا قناعاته الفكرية والسياسية كما يحب ويريد.. منذ وقت مبكر من أعمارنا.. فكنا نختلف في رؤانا وتوجهاتنا.. وهذه طبيعة الحياة.

ولكن يشهد الله جل جلاله في علياء سمائه.. أن أصدق معاني الوفاء والمحبة الأخوية كانت السد المنيع.. والخط الأحمر.. الذي لا تستطيع الخلافات أو الاختلافات.. ولا مكائد الأقزام.. أن تجتازه أو تتجاوزه.. فحبه الحقيقي للبشر، قريبين أم بعيدين منه، جعله متقناً بمهارة فائقة لجمع ولم المختلفين ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

كان إنساناً حقيقياً مهموماً بلم الشمل.. لا بالتفريق.. بالتوحيد.. لا بالتمزيق.. وظل كذلك حتى في زمننا الرديء هذا.. فكأني به وقد أصبح (مثل السيف فرداً) في زمن تقتل وتدمر فيه قيم النبل والمحبة والشهامة.. وتنمو فيه قيم الفساد والانحلال.. فآثر الرحيل فجأة.

عصام.. يا أخي الحبيب.. إن رحلت منا فإلينا.. فأنت في العقل والقلب.. وها هي حياتك الثانية تبدأ بطيب أثرك وجليل أعمالك وكفاحك أيها العصامي بداية من رحلة كفاحك الوطني في الحركة الطلابية أثناء مرحلة حرب التحرير.. ومروراً بدخولك معترك الحياة كمدرس وحتى مهنة الصحافة التي وهبتها صدقك وصلابتك في قول ما تراه حقاً.. وظللت تدفع ثمن ذلك من صحتك وراحتك.

إنني في هذه العجالة.. والفاجعة التي تزلزلني (ولا بد أن تبدو آثارها في كتابتي هذه)، ماذا عساي أن أقول عن عشرة إخاء امتدت لاربعة عقود ونيف.. كانت المحبة الأخوية والود الصادق عنوانها البارز في علاقاتنا ببعض رغم كل الأنواء والعواصف التي أصابت بحر حياتنا وبلادنا كثيراً.

في قلبي ستظل معرشاً بتاج المحبة والوفاء

وكذا في قلوب كل الخيرين من أمثالك وإن قلوا.

ظل عصام مكافحاً عنيداً عبر صحيفة «صم بم» وعبر كل الصحف التي كتب فيها.. وفي كل لقاءاته مع ذوي الشأن.. يعمل على إنصاف المغبونين والمظلومين والمهمشين من مناضلي الثورة اليمنية، وعمل على تأكيد استحقاقاتهم لمسائل كثيرة ومنها أوسمة الثورة.. وكانت ومازالت دائرة الشهداء ومناضلي الثورة في نومها .. حتى أنها لم تعط للرجل حقه بنعي فقط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى