ألا .. هل من تكريم؟!

> «الأيام الرياضي» ناصر الساكت:

> عندما أبلغني حينها صديقي الحميم عادل رزق نجم نادي شباب الغيظة السابق بخبر مشاركة فريق ألعاب القوى بنادي الشباب في بطولة الجمهورية للأندية التي احتضنتها "الباسمة" مدينة عدن الشهر الماضي، وأنه كلف بتدريب الفريق خلال هذه البطولة أشفقت عليه وعلى فريقه طويلاً، وتمنيت أن يتجاوزا هذه المهمة بأقل الخسائر الممكنة.. ليس تقليلاً من قدرات صديقي "عادل" التدريبية ولا انتقاصاً من مهارات لاعبيه، وإنما لسوء الأحوال البائسة الباردة، والانخفاض الحاد في مؤشر حرارة الإمكانيات المادية إلى تحت الصفر، التي لا تساعد حتى على المشاركة في بطولة كبرى كهذه.

نعم معنويات الفريق كانت عالية، لكنني رأيتها غير كافية بالمرة في ظل غياب الاهتمام والدعم وعدم توفر أبسط مقومات المشاركة الإيجابية، كل الاجواء والعوامل المحيطة بالفريق، ممثل المحافظة قبل سفره إلى عدن بل وأثناء مشاركته كانت انهزامية وغير مشجعة تماماً، لكني باركت لصديقي المدرب الثقة، وللاعبين التوفيق في هذه المهمة التي وإن بدت صعبة لكنها ليست مستحيلة، فقد غادر الفريق مدينة الغيظة صوب عدن يفرد أجنحة الطموح المشروع ولا يملك من إمكانيات المشاركة ولوازمها سوى الاعتماد على إمكانيات ومهارات لاعبيه في ميدان المنافسة لتحقيق مشاركة ايجابية مشرفة، ودخل الفريق الريفي معمعة المنافسة وأظهر قوة وعزيمة وتحديا وفاجأ الجميع بقلب التوقعات حيث حقق المتسابقون الأرقام وحصدوا الميداليات الواحدة تلو الاخرى، في صور ولا أجمل منها عكست أن "المعاناة" فعلاً تولد "الإبداع"، فلم تهزمهم ظروفهم القاهرة أمام من يمتلكون أفضل الإمكانيات وبريق الدعم والرعاية والاهتمام، فكانوا أبطالاً ورجالاً ونجوماً ساطعة في سماء عدن صنعوا "الإنجاز" الكبير فكانت الفرحة الكبيرة.

تابعوا معي: هذا لاعب الشباب المتسابق محمد عمر محسن فاز بالمركز الأول والميدالية الذهبية في الوثب الطويل محطماً الرقم (6.8) متر، ثم المتسابق عبدالله صالح الهندوان الميدالية الفضية والمركز الثاني بـ 6 أمتار، وجاء المتسابق "الهندوان" أيضاً في الترتيب الثالث والميدالية البرونزية في سباق (100) متر، كما تأهل المتسابق منصور خميس عسكري إلى نهائي 200 متر.

لكن يا فرحة ما تمت، فعند وصول بعثة فريق ألعاب القوى الشبابية إلى مدينة الغيظة محملاً ومكللاً بالإنجاز "الإعجاز" والميداليات الذهبية والفضية والبرونزية لم يهتم بها أحد فلقد تجاهل الجميع إنجازهم وإبداعاتهم، ولم نر تكريماً لهؤلاء الشباب الأبطال المبدعين"المهرة" يليق بهم كأبطال ونجوم شرفوا "المهرة" وأوجدوا لها "مساحة" محترمة على خارطة أم الألعاب وتفوقوا على كل عوامل المعاناة والإهمال.

غابت السلطة المحلية وإدارة النادي واستكثرت مسألة "التكريم" تماما، كما غابت عن تقديم أوجه الدعم والتشجيع للفريق عند مشاركته في البطولة.

أنا لا أطالب بصرف قطع أراضي أو ما في مستواها من مكافآت التكريم والوفاء.. فقط أطالب بتكريم لائق ومحترم يكون في حجم الإنجاز يحفز هؤلاء وكل المبدعين والموهوبين في المحافظة على العطاء والإبداع والتفوق في مختلف المجالات وليس العكس .. فهل من تكريم؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى