الخميس, 02 مايو 2024
1,297
ابتليت مدينة عدن في السنوات الأخيرة أكثر من أي منطقة أخرى في البلاد بسلسلة من الأمراض والأوبئة غير العادية التي انتشرت بمعدل ينذر بالخطر. وفي كل عام يجد سكان عدن أنفسهم يكافحون مجموعة متنوعة من الأمراض مثل الملاريا وحمى التيفوئيد وأمراض التنفس وحمى الضنك والكوليرا والإسهالات المختلفة وأنواع أخرى من الحميات. إن انتشار هذه الأمراض دفع العديد من المواطنين إلى الاعتقاد بأنها ليست مجرد حوادث عشوائية، بل هي أعمال متعمدة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية.
يعتقد الكثيرون أن حالات تفشي الأوبئة هذه ليست مجرد نتيجة لأسباب طبيعية، بل هي أعمال عدوانية متعمدة تهدف إلى التلاعب بالسكان لتحقيق مكاسب سياسية. ويشتبه في أن هذه الأمراض تُستخدم كأسلحة في حروب خفية متعددة، مدبرة لخداع الناس وجعلهم يعتقدون أنها نتيجة للصراعات المستمرة أو الإهمال الحكومي. ومن خلال غرس الخوف والمعاناة في أوساط الناس يأمل الجناة في إثارة الاضطرابات بين الجماهير، وإجبارهم على المشاركة في الاحتجاجات السلمية ضد الحكومة أو القبول باي حلول سياسية بديلة للحرب تحت تأثير أزمات الصحة العامة.
إن الربط بين انتشار هذه الفيروسات والإهمال الحكومي أو الحرب يشير إلى المدى الذي سيذهب إليه البعض لتحقيق أهدافهم السياسية. إن الانتشار المتعمد للأوبئة كوسيلة للسيطرة على الشعب وتوجيهه والتحكم فيه من حيث لا يعلم هو تكتيك شرير يستغل الغريزة الإنسانية الأساسية - الرغبة في البقاء - للتلاعب بإرادته وتحقيق أهداف سياسية.
وبينما يتصارع سكان عدن مع نتائج هذه المؤامرات الخبيثة التي تهدد صحتهم وحياتهم فمن الأهمية بمكان أن يظلوا يقظين ومتحدين في مواجهة الشدائد. ومن خلال فضح أعمال الحرب البيولوجية هذه وإدانتها، يمكنهم الوقوف معًا في مواجهة أولئك الذين يسعون إلى استغلال معاناتهم لتحقيق مكاسب سياسية. فقط من خلال التضامن والمرونة يمكنهم أن يأملوا في التغلب على هذه التحديات والخروج أقوى على الجانب الآخر.