قيادة جديدة للاخوان المسلمين في الاردن للتاقلم مع المتغيرات في المنطقة

> عمان «الأيام» اسعد عبود :

>
تظاهرات بعد صلاة امس الجمعة احتجاجاً على الرسوم الكارياكتورية في الاردن
تظاهرات بعد صلاة امس الجمعة احتجاجاً على الرسوم الكارياكتورية في الاردن
انتخب مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين في الاردن سالم الفلاحات مراقبا جديدا من تيار الوسط في اشارة الى الاستعداد للتكيف مع المتغيرات السياسية في المنطقة مدفوعا بالنتائج التي حققتها حماس والاخوان المسلمون في مصر،وفقا لعدد من المحللين.

وفاز الفلاحات خلفا لعبد المجيد الذنيبات الذي اعلن قبل حوالى اسبوع عدم رغبته في الترشح للمنصب في حين فاز جميل ابو بكر بمنصب نائب المراقب العام كما افادت امس الجمعة مصادر مقربة من الجماعة.

وقال حسن براري من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية لوكالة فرانس برس "انها عملية تاهيل داخلية تمهيدا لاستلام الحكم او المشاركة فيه بقوة متشجعين بفوز حماس والاخوان في مصر".

يذكر ان حماس نالت 74 مقعدا من اصل 132 في المجلس التشريعي الفلسطيني في حين حصل "الاخوان المسلمون" في مصر على 88 مقعدا من اصل 454 في مجلس الشعب المصري.

واضاف ان "التيار المتشدد غير مرغوب فيه دوليا كما ان الحمائم لا يستطيعون قيادة الحركة حاليا وانما تيار الوسط كما ان الاسلامييين لن يبقوا اصواتا احتجاجية بل هناك توجه بانها باتت قاب قوسين من السلطة ولذا يجب الاستعداد لهذا الامر".

ومن جهته، قال الباحث عريب الرنتاوي لفرانس برس ان "التيار الاسلامي في الاردن مدفوعا بنتائج حماس والاخوان في مصر يسعى الى تقديم وجوه معتدلة شابة ترغب في الاندماج في عملية تعددية سياسية ديموقراطية".

وتابع ان "هذا التيار يبدي استعدادا للتعاون خلافا للقيادة السابقة" مشيرا الى "وجود لعبة ديموقراطية داخلية وانضباطا وحراكا حزبيا ناشطا وانصياعا لراي القواعد خلافا لغيرهم من الاحزاب".

واوضح الرنتاوي "انهم يرسلون اشارات مهمة باتجاه المشاركة في السلطة (...) ومن الافضل ان يكونوا داخلها وليس خارجها كونهم يشكلون قوة لا يستهان بها".

وفي هذا الصدد، اوضح براري ان "نتيجة انتخابات الشورى قد تكون تمهيدا للمستقبل لان الاخوان المسلمين في المنطقة يهيئون انفسهم للحوار مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اللذين لن يحاورا عتاة المتطرفين".

واضاف ان "الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لا يريدان الحوار مع الليبراليين لان لا ثقل لهم سياسيا او حتى اجتماعيا كما انهم غير موحدين على عكس الحركات الاسلامية" موضحاان تيار الوسط هو في بعض القضايا "صقور وفي غيرها من الحمائم".

وبدروه، قال خبير في شؤون الحركات الاسلامية رفض ذكر اسمه ان "تيار الصقور الذي كان مسيطرا على الاخوان في الاردن ومؤيدا لحماس بقوة الى درجة التماهي معها،رغم ما قد ينجم عن ذلك من حساسيات في الاردن، فشل في انتخابات الشورى".

واعتبر ان ما حدث هو "مراجعة داخلية او حركة تصحيحية",يشار الى ان منصب المراقب العام يجب ان يكون شرق اردني وفقا للعرف السائد.

يشار الى ان مجلس الشورى هو اعلى سلطة كونه ينتخب المراقب العام والمكتب التنفيذي. وبات حاليا، بموجب الانتخابات الاخيرة داخل الحركة، تحت سيطرة تيار شبابي جديد يطلق عليه تسمية "تيار الوسط" بزعامة جميل ابو بكر.

ويبلغ عدد اعضاء مجلس الشورى 50 شخصا يتم انتخاب 45 منهم على ان يعين هؤلاء خمسة اعضاء، اضافة الى المراقب العام السابق الذي يبقى عضوا حتى لو لم تتم اعادة انتخابه.

ومدة ولاية المجلس اربعة اعوام اما ولاية المراقب العام فهي غير محددة شرط ان يعاد انتخابه,كما انتخب مجلس الشورى اعضاء المكتب التنفيذي وعددهم خمسة هم احمد الكفاوين وعبد الحميد القضاة وسعود ابو محفوظ ونائل المصالحة وخالد حسنين.

يذكر ان جماعة الاخوان المسلمين في الاردن تاسست على يد حسين ابو قورة العام 1945 وخاضوا حرب فلسطين العام 1948.

وسمحت لهم السلطات بممارسة العمل السياسي بشكل علني بحيث شاركوا في كل الدورات الانتخابية باستثناء دورة العام 1997 عندما قرروا مقاطعتها اعتراضا على قانون "الصوت الواحد" معتبرين انه يحد من ابراز قوتهم.

وللجماعة التي اختارت منذ العام 1992 حزب جبهة العمل الاسلامي واجهة سياسية 17 نائبا في المجلس النيابي البالغ عدد اعضائه 110 نواب.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى