> تظاهر مئات الاف الفرنسيين امس الثلاثاء احتجاجا على قانون عمل جديد خاص باول وظيفة، في محاولة لحمل رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان الداعم للقانون على التراجع في وقت تشهد فيه شعبيته تراجعا كبيرا وفق استطلاعات الرأي.

وللمرة الثانية في شهر، دعت النقابات والمنظمات الطالبية بدعم من المعارضة اليسارية الى التظاهر في 160 مدينة فرنسية اعتراضا على القانون المذكور.

واظهرت احصاءات وكالة فرانس برس بعد الظهر ان التعبئة التي شكلت الرهان الاساسي هذا اليوم، تجاوزت بوضوح نظيرتها يوم 7 شباط/فبراير الذي حشد ما بين 200 و400 الف شخص.

ويعتبر دو فيلبان القانون الجديد لاول وظيفة عنصرا اساسيا في خطته لمكافحة البطالة التي يعانيها نحو ثلث الشباب في سوق العمل.

ويشمل هذا القانون من هم دون السادسة والعشرين، وهدفه تشجيع المؤسسات على التوظيف عبر السماح لها بتسريح الموظف خلال عامين، الامر الذي يتعارض مع القواعد العامة لحق العمل.

وتمكن معارضو هذا القانون الذين يرون انه يضاعف عدم استقرار وضع الشباب، من اقناع غالبية الفرنسيين بوجهة نظرهم، وخصوصا ان البلاد تشهد تصاعدا للقلق الاجتماعي والاقتصادي.

وعليه، اظهرت الاستطلاعات ان اكثر من 60% من الفرنسيين يرفضون القانون الجديد، وترتفع النسبة الى 75% في الفئة العمرية بين 18 و25 عاما.

وشهدت المدن الرئيسية في فرنسا امس مسيرات ضمت عددا كبيرا من الشبان وهتفت ضد القانون المذكور، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "قانون اول وظيفة يساوي عقد استعباد".

وفي مرسيليا نزل ما بين 12 و100 الف شخص وفق للمصادر المختلفة الى الشوارع في مقابل تظاهرات قبل شهر راوح عدد المشاركين فيها بين خمسة و30 الفا.

وتحدثت النقابات عن خمسين الف متظاهر في بوردو (جنوب غرب) وثلاثين الفا في نانت (غرب) وعشرين الفا في غرونوبل (وسط شرق).

اما في باريس فبدات التظاهرة بعيد الظهر بمشاركة الالاف واهم القادة النقابيين الذين ابدوا رضاهم عن التعبئة المتجددة,واشارت نقابة العمال الى 200 الف متظاهر.

واضربت عشرون جامعة على الاقل في باريس منها السوربون، فيما توقف العمل موقتا في وسائل النقل العام وبعض المطارات والمدارس.

وقال دو فيلبان في مداخلة امام الجمعية الوطنية انه يحترم "قلق ومخاوف من يعبرون عن رأيهم في بلادنا".

لكنه دافع مجددا عن قانون اول وظيفة، معتبرا انه "عقد حقيقي ضد عدم الاستقرار" لانه يتيح خصوصا "اعطاء خبرة" مهنية للشبان.

وكان قال الاحد "آن الاوان للقيام بخيارات وتحمل مسؤولياتها"، مؤكدا انه يتمسك برأيه.

ويعتبر دو فيلبان مرشح الرئيس جاك شيراك في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2007، لكن شعبيته تتراجع باستمرار منذ اسابيع عدة وفق استطلاعات الرأي.

واثر هذا القانون سلبا في الصورة التي رسمها لنفسه كساع الى معالجة الازمة الاجتماعية، وذلك في مواجهة منافسه الليبرالي وزير الداخلية نيكولا ساركوزي.

وكتبت صحيفة "لوموند" ان هذا اليوم "حاسم" بالنسبة الى مستقبل دو فيلبان، واختصرت سلسلة من الاسئلة توجه الى رئيس الوزراء كالاتي "اي خطر سياسي تنطوي عليه قطيعة مع الشبان، وهل التراجع امام الاعتراض يمكن ان يعوض شعبية مفقودة؟"