لم يبق إلا الأسى يا مارس

> سلوى صنعاني:

>
سلوى صنعاني
سلوى صنعاني
ابدأها: أي شيء في العيد أهديك يا ملاكي، وكل شيء لديك وأختتمها: ليس عندي شيء أعز من الروح وروحي مرهونة في يديك..أستهل موضوعي بهذه الأبيات لشاعر المهجر إيليا أبوماضي بعنوان (روعة العيد) أخذت مقدمتها وخاتمتها لاهديها إلى نساء بلادي ونساء العالم قاطبة باليوم العالمي لعيد المرأة. هو الثامن من مارس يتزامن مع اطلالة الربيع وأغاريد الطيور وارتداء الحلل الخضراء واعتدال الجو الجميل.. كذلك كان العيد جميلاً.

كان جميلاً لأن النفوس لا يثقلها الحزن تبدأ أعلامه ومواكبه ترفرف عالياً بحاديها وبيارقها وأهازيجها قبل أسبوع من قدومه، أما عشيته أي يوم السابع من مارس فلا وصف لمشاعر تلك الليلة.. وأذكر هنا الأستاذ المرحوم عمر الجاوي، وهو أكثر الناس حفاوة بعيد المرأة، منذ العشية السابقة ليوم العيد وأبعث سلاماً إليه وأنثر حبي وتقديري على ثراه الطيب، وأخص بالسلام د. أحمد بلال، ود. عبدالرحمن عبدالله.. والأساتذة الراحلين القرشي عبدالرحيم سلام، وأختم سلامي للهامة العظيمة والقلب الذي حضن الوطن وناسه ورحل الأستاذ محمد عبده نعمان الحكيمي .. مع هؤلاء كنا نحتفل سنوياً بمارس، منهم من رحل، ومنهم من نتمنى له طول العمر .. أي نسبق مؤسساتنا بيوم حتى نتمكن من حضور احتفالاتنا في مؤسسات العمل.. نفرح.. نزدهر .. نزهو.. نتجلى.

مع توالي السنين خفتت أصوات العيد وزغاريده.. وبهت بريقه.. بينما خبت قناديله حين اشتدت وطأة الألم تملأ النفوس، واحتواء هموم من عيار ثقيل لا يقوى على حملها الوجدان.

هنا ومن هذا المنبر الجليل صحيفتي «الأيام» أُعلي عقيرتي ليسمع صداه الكون بأسره، بأن بهارج العيد وإن احتُفي به.. لا تدخل أي مسرة إلى نفوس نساء العامة في ظل وطأة الحياة المعيشة الضنك باستثناء نساء (النخبة)، كما نفرح بالعيد لانه لا تزعجنا فواتير الكهرباء والهاتف والماء، ولا نحرم أنفسنا مما تشتهي كي نقتصد في كل شيء حتى لا تزداد أرصدة الديون.. لا يوجد بين جوانب منازلنا أبناؤنا نحمل همهم، حملة شهادات عاطلون يعيشون حالات نفسية نقاسمهم كأمهات همها.. نذهب إلى العمل بعد أن نودع أطفالنا في الحضانات ورياض الأطفال التي تقدم لهم خدمات مجانية لا ندفع فيها مليما واحدا، نعود أدراجنا من العمل لنستلم أطفالنا أصحاء مبتهجين .. رواتبنا تكفي لدرجة الفائض.. ومع ذلك استمر مارس يتوالى يحضن عيده الذي أخذ يشيخ ويهرم لأننا نحن بدأنا نهرم لكثرة ما نعاني.. أريد أن يصل صوتي لمن أفقدونا بهجة العيد.. خفوا عنا وخففوا ولا تجعلوا من احتفالاتكم واجهة تطلي الوجه المر الآخر للحقيقة، فالحقيقة أننا محزونون ومع ذلك نقول كل عام وأنتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى