سوريا تحيي الذكرى ال43 لتولي البعث السلطة وسط عزلة سياسية فرضها الغرب

> دمشق «الأيام» ا.ف.ب :

> احيت سوريا امس الاربعاء الذكرى الثالثة والاربعين لتولي حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة وسط عزلة سياسية فرضها الغرب بانتظار نتائج تحقيق دولي اشار الى احتمال تورط مسؤولين امنيين كبار فيها في اغتيال رفيق الحريري.

وقالت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان "ثورة الثامن من آذار/مارس لم تكن حدثا عاديا ولا عابرا بل اسست وما زالت لمواقف وطنية وقومية على مستوى سوريا والوطن العربي".

واكدت الصحيفة ان "المسيرة طويلة لاكثر من 42 عاما ويمكن ان يعتريها بعض الاخطاء"، لكنها دعت السوريين الى عدم التوقف عند "الاخطاء" حصرا.

ومند اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير من العام الماضي تتعرض سوريا لضغوط المجتمع الدولي. وتطالب الامم المتحدة وواشنطن وباريس دمشق بالتعاون الكامل مع التحقيق في عملية الاغتيال.

والتقى الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج براميرتس المسؤولين السوريين للمرة الاولى في شباط/فبراير 2006. وسينشر تقريرا جديدا حول ملابسات اغتيال الحريري حوالى الخامس عشر من آذار/مارس الجاري.

وخلص تقريران نشرهما سلف براميريتس القاضي الالماني ديتليف ميليس الى تحميل الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية مسؤولية عملية الاغتيال. كما طلب ميليس الاستماع الى الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية آنذاك فاروق الشرع.

وبالرغم من عزلتها تحظى سوريا بدعم ايران وحزب الله اللبناني,ومن الممكن أن ينعكس الانتصار الذي حققته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ايجابا على دمشق لا سيما وانها تستضيف قياديين من الحركة الفلسطينية.

ورأى الصحافي والمحلل السياسي المعارض ميشال كيلو في تصريح لوكالة فرانس برس أن سوريا تحتاج الى "مراجعة جدية لكل مسارها". وتابع ان "هذه الثورة قدمت وعودا لم تحققها واخذت بمبادئ فات زمانها وعملت بأساليب تقادمت".

ووصف كيلو الوضع الداخلي ب"المأزوم". واضاف ان سوريا "معزولة دوليا وتواجه مشكلات كبيرة لا بد من ان تجد حلولا لها". وذكر بان هضبة الجولان لا تزال محتلة منذ العام 1967 وأن علاقات سوريا مع جارها اللبناني مأزومة.

واعتبر معارض طلب عدم الكشف عن اسمه ان "السلطات تضيق الخناق" وذلك بالرغم من صدور توصيات باصلاحات جديدة عن مؤتمر حزب البعث الذي عقد في حزيران/يونيو 2005 ,وتعرض ناشطون في مجال الدفاع عن الحريات للاعتقال ولمضايقات.

واكد الناشط في لجان المجتمع المدني الكاتب عمر كوش في مقال نشر في صحيفة "الحياة" ان "السنوات الطويلة لحكم الحزب الواحد برهنت على عجز سلطته عن مواجهة تحديات الخارج وعجزها كذلك عن تحقيق التنمية المرجوة وبناء دولة المواطنة".

وزاد انشقاق النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام من تفاقم الاوضاع. وكان خدام ركنا من اركان النظام البعثي.

وبالرغم من الضغوط الاقليمية والدولية ارتفع مؤشر النمو الاقتصادي بنسبة 5،4% في العام 2005 ليبلغ معدله الاعلى خلال السنوات العشر الماضي بحسب نشرة "مجموعة أوكسفورد للاعمال" المتخصصة.

كما شهد العام المنصرم ارتفاعا بنسبة 30% في حجم الاستثمارات الخارجية المباشرة التي تأتي الاستثمارت الاميركية (كوكا كولا، بيبسي كولا، كنتاكي فرايد تشيكن) والفرنسية (أجبان بل، مجموعة لوغراند للطاقة الكهربائية) في طليعتها.

وبلغت الاستثمارات الخليجية في مجال البناء حوالى ستة مليارات دولار تعود بمعظمها لمجموعات اماراتية او كويتية.

كما تستعد شركات صينية وروسية وهندية متخصصة بالتنقيب عن النفط لاطلاق نشاطاتها في سوريا بالرغم من انخفاض معدل انتاج البترول فيها.

وتشكل البطالة المشكلة الكبرى التي يواجهها الاقتصاد السوري حيث تبلغ نسبة السوريين العاطلين عن العمل اكثر من عشرين بالمئة من مجمل اليد العاملة السورية. كما يرتفع مؤشر التضخم الى عشرة بالمئة بحسب الارقام الرسمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى