الاتحاد الاوروبي يبدأ تدارس تخفيض المساعدات الى الفلسطينيين في مجالات محددة

> النمسا «الأيام» كاترين تريومف :

>
وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي
وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي
لا يزال الاتحاد الاوروبي حازما حيال الشروط التي وضعها على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لمواصلة تمويله الحكومة الفلسطينية، وبدأت الدول الاوروبية الخمس والعشرون امس الجمعة التفكير في المساعدات التي قد تلغيها في حال لم تتم تلبية هذه الشروط.

واعلنت المفوضة الاوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في سالزبورغ (النمسا) "نريد ان نبقى شريكا موثوقا لكننا لن نتساهل بشأن مبادئنا".

وقالت "ان موقف الحكومة الجديدة من العنف والاعتراف باسرائيل والاتفاقيات القائمة مثل خارطة الطريق، يبقى امرا حاسما".

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير "لن نتمكن من العمل مع حكومة بقيادة حماس دون اعلان يرضينا".

ومنذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني/يناير الماضي، يكرر الاتحاد الاوروبي انه لن يواصل دعمه المالي للحكومة الفلسطينية -- والذي يعتبر اهم المانحين لها -- الا وفق شروط عدة منها ان تقوم حماس التي يعتبرها الاتحاد منظمة ارهابية، وقبل اي شيء بالاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والتخلي عن العنف.

لكن الاتحاد الاوروبي يرفض حتى الان التكهن بما ستؤول اليه مساعدات بروكسل-- قرابة 250 مليون يورو سنويا-- في حال ستلعب حماس دورا مهما في الحكومة الفلسطينية الجديدة دون تلبية هذه الشروط.

وبعد ان بدات المفاوضات بين حماس وحركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتشكيل حكومة ائتلاف وطني، يقر المسؤولون الاوروبيون بانه يجدر طرح السؤال حول مستقبل هذه المساعدات في حال لم تغير حماس من موقفها.

ويوم امس الجمعة، عرضت على وزراء الخارجية الاوروبيين وثيقة تتضمن لائحة بكل المساعدات المقدمة حاليا من بروكسل الى الفلسطينيين، وتوضح ايضا المستفيدين من كل شكل من اشكال هذه المساعدات.

واوضح مصدر اوروبي في سالزبورغ "ان الفكرة هي ان يتمكنوا من الاستعداد لاتخاذ قرار" اذا ما دخلت حماس الى الحكومة دون الامتثال للشروط التي حددها الاتحاد الاوروبي، معتبرا ان هذا السيناريو بات "مرجحا جدا".

وبفضل هذه اللائحة، سيستفيد الوزراء الاوروبيون من الاسابيع المتبقية قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة للتفكير باشكال المساعدات التي "سيكون من الصعب مواصلتها"،بحسب هذا المصدر.

واكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان الوزراء تطرقوا امس الجمعة الى "اليات جديدة يمكن ان تكون هادفة"، لكن لا يمكننا ان نحدد المساعدات الاوروبية الى الفلسطينيين بالاكتفاء فقط بتمويل مشاريع تديرها المنظمات غير الحكومية والوكالات التابعة للامم المتحدة.

وقال دوست بلازي للصحافيين "اذا لم نقم الا بهذه التمويلات، فلن تقدم عندئذ الا 10% من التمويلات الحالية".

واكدت فيريرو-فالدنر "علينا التفكير في المساعدات التي نقدمها في المستقبل بعد تشكيل حكومة جديدة"، معتبرة في الوقت نفسه ان هناك "فرصة لان تستجيب الحكومة الجديدة فعلا لمبادئنا".

من جهته اعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا "علينا ايجاد سبل لدعم الشعب الفلسطيني".

وستكون مسالة الابقاء على بعض المساعدات والغاء اخرى -- يفضل الاتحاد الاوروبي خفض المساعدات المخصصة مباشرة للسلطة الفلسطينية والابقاء على تلك التي تصل مباشرة الى الشعب الفلسطيني -- في صلب المحادثات التي سيجريها محمود عباس الاربعاء القادم مع المسؤولين الاوروبين في سالزبورغ وبروكسل.

وكانت المفوضية الاوروبية قررت صرف 120 مليون يورو لمساعدة الشعب الفلسطيني الاسبوع الماضي، لكن هذه المساعدة لا تطرح اي مشكلة لانها ستنفق قبل تشكيل الحكومة، كما اوضح مصدر في سالزبورغ.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى