من دون أي ضجيج

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> بهدوء ومن دون أي ضجيج يسير أسطول الطائرة اليمنية بكل اقتدار ونجاح وفقاً لخط سيره الذي أعدته قيادة الاتحاد وسط منافسة شائقة وممتعة من الفرق العشر التي تشكل دوري النخبة، والتي تقدم عروضاً رائعة لفتت انتباه المتابعين وعشاق هذه اللعبة الجميلة، الذين يزحفون نحو مدرجاتها متحملين العناء الذي لا يقتصر على لهيب الشمس والفرجة وقوفاً، ونتائج فرقهم التي ترفع الضغط في أحايين كثيرة، فبعد وصول رحلة الطيران اليمنية إلى نهاية قسمها الأول ومضيها نحو القسم الثاني باعتلاء طائرة الشرطة وسط ملاحقة شديدة من طائرتي الشعلة والقطن المفاجأتان القويتان هذا الموسم، مع تراجع غير مسبوق لطائرتي سيئون والميناء العملاقتين، فيما تمسك فريق طائرة الوحدة العدني بالمركز الأخير من دون منازع.

وبعيداً عن المراكز المتقدمة والمتأخرة والقمة والقاع دعونا نتأمل الظاهرة الأبرز هذا الموسم، والمتمثلة باللاعبين الأجانب المحترفين، الذين شكلوا قوة دفع حقيقية لبعض الطائرات في التحليق عالياً، فيما تقلص دور لاعبينا المحليين الذين بات وجودهم لا يشكل عاملاً مهماً في بعض الفرق، بقدر ما هو عامل سلبي في انحدار مستوى طائراتهم إلى قاع الترتيب، وفي الوسط على أقل تقدير، وبالتحديد منهم لاعبو الخبرة الذين كان الأجدر بهم سحب البساط من تحت أقدام اللاعبين الأجانب ومنافستهم، غير أنهم للأسف رفعوا الراية البيضاء مبكراً مفسحين المجال للاعب الأجنبي الذي لا يختلف مستواه كثيراً عن لاعبينا المحليين، الذين تغلب عليهم المزاجية وعدم الجدية والانضباط والالتزام بالحصص التدريبية المستمرة، وعدم تحملهم الجرعات الزائدة، مما يجعلهم متقوقعين في مكانهم (محلك سر) .. وأمام هذا العيب الفني والنفسي في لاعبينا، فإن ظاهرة الاستعانة باللاعب الأجنبي ستبدو ملحة، وربما تصيب العدوى كل الأندية، وهو ما شاهدناه هذا الموسم باستثناء القليل منها، غير أن الأخطر في هذه الظاهرة التي يشجعها البعض لكونها أعطت نوعاً من الإثارة، فيما يراها البعض أنها أرهقت ميزانيات الأندية وأحدثت فجوة بينها وبين لاعبيها من أبناء النادي، الأخطر هو أن الخطورة تكمن في تدني مستوى لاعبينا، لكوننا لا نعتمد عليهم كثيراً، وبات جلوسهم على دكة الاحتياط فترة طويلة أدت إلى إحباطهم جراء ما يشاهدونه من تدليل مبالغ فيه للاعبين الأجانب مادياً وفنياً، وهو ما سيعكس نفسه سلباً على مستوى منتخباتنا الوطنية، التي تعتمد على هؤلاء اللاعبين، وهي مشكلة قائمة اعتقد أن حلها بيد الجميع، ابتداءً من تقليص دور اللاعبين الأجانب ليقتصر على لاعب واحد، ومروراً عبر إدارات الأندية التي يقع عليها إعطاء المزيد من الرعاية والاهتمام بلاعبي النادي، وبالذات الناشئين والشباب، واحترام مشاعرهم، وانتهاء بنا نحن الإعلاميين في عدم الانجرار وراء ظاهرة اللاعبين الأجانب، حتى لا يخيل لنا أنهم يصلحون لكل زمان ومكان، فإذا تم إصلاح هذه الاختلالات عندها ستكون طائرتنا محل إعجاب وتقدير الجميع، وستصبح منافساً قوياً على البطولات العربية والقارية، وعلى الذين لا يعرفون إلا لغة الإحباط والانتقاص من عمل الآخرين بمناسبة ومن دون مناسبة نقول لهم: اهتدوا إلى طريق النقد الهادف بعيداً عن التجريح والتقليل من عمل الاتحاد، لكوننا سئمنا ضجيجكم الفارغ الذي لا يجلب إلا وجع الدماغ وضياع الجهد والورق والحبر فيما لا فائدة فيه.. ودمتم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى