الفنانة سعاد نصر.. ضحية خطأ طبي جسيم

> «الأيام» د. سعيد جيرع:

>
سعاد نصر
سعاد نصر
طالعتنا جريدة «الأيام» المحروسة بالله في عددها (4713) الصادر 16/2/2006م عن وفاة الفنانة الكوميدية سعاد نصر، بعد صراع مع أجهزة وحدة العناية المركزة الانعاشية دامت أكثر من شهر بعدها أعلن الأطباء وفاتها نتيجة خطأ طبي لا ندري هل كان مقصوداً أم لا، وكان من المقرر لها إجراء عملية تجميلية شفط دهون فقط .. هل قدرها أن تموت بهذه الطريقة؟ لكن على كل حال لا يمكننا السكوت على هذا الخطأ الكبير والذي على إثره توفيت فنانتنا المصرية المحبوبة المشهورة ليس على المستوى المصري فقط و لكن العربي عامة، وهي التي أعطت الشاشة الصغيرة كل ما عندها و أمتعتنا كثيراً.

إن هذه الأخطاء الجسيمة لا يمكننا السكوت عنها مهما كانت الأسباب التي أدت إليها والتي تحصل يومياً لا بل كل ساعة في مستشفياتنا العربية والمحلية دون حسيب و لا رقيب ودون أي رادع إنساني أو أخلاقي أو محاسبة من ضمير..

يقول رب العالمين في كتابه الحكيم: {إنـَّا عرضنا الأمانة على السّموات والأرض والجبال فأبينَ أنْ يحملنَهَا وأشْفقنَ منها وحَمَلَها الإنسانُ إنـَّه كان ظلُوماً جهُولاً} (الأحزاب - الآية 72). نعم إن الإنسان ظلوم جهول، ومن أجل تمام الحكمة حمل الإنسان الأمانة، أمانة التكاليف غير أنه على الأعم الأغلب لم يتم الوفاء بما كلف به، ولا ما وجب عليه من تعرف وتعريف، ولهذا استحق الإنسان وصف الظلم والجهل.

ولهذا بعض ضعفاء النفوس المريضة تقوم بمثل تلك الأعمال اللا أخلاقية واللا عقلانية وتستهتر بأرواح البشر كما يحلو لها ويطيب دون الخوف من الله ولا خلقه، وهذا يعود إلى عدم محاسبتهم وتوقيفهم من قبل العدالة واللجان الطبية المشكلة.. رب العالمين بجلالته وعزته كرم الإنسان وجعله خليفة له في الأرض وفي أحسن تقويم، ليقوم باحترام أخيه الانسان وليس العبث والاستهتار بحياته وكيانه.. إن ما يدور هذه الأيام في مستشفياتنا ومراكزنا الطبية شيء تهتز وتقشعر له الابدان، السذاجة واللا مبالاة وعدم الرحمة بالمرضى، على سبيل المثال في أحد المستشفيات الأهلية أحد الأطباء غير مؤهل ولا اختصاصي يجري بعض العمليات الخاطئة والتي تؤدي في بعض الأحيان للوفاة أو على الأقل تشويه و إعاقة المريض ومقابل ذلك تؤخذ أموال كبيرة وهائلة، والسبب يعود إلى الإدارة الضعيفة وغير المؤهلة لهذا المجمع الصحي المشهور ونقص الوعي الصحي لدى المرضى والمواطنين، هذه الأمور كلها مجتمعة أدت إلى عدم الثقة بين المريض والطبيب اليمني، و في الأخير يضطر بعض مرضانا للسفر إلى الخارج لأضعف وأبسط الامراض لغرض نيل العلاج الصحيح، وتصرف أموال باهضة وتسبب الحرج لأطبائنا والتقليل من المستوى الطبي والصحي لبلادنا.

أخيراً هل حان الوقت لنوقف هؤلاء المستهترين والمتاجرين بأرواحنا وبحياة مرضانا ومواطنينا؟! ونقوم بالعمل الصحيح والمطلوب، ما لم فإنه - وباعتقادي - سيغضب الإله علينا وسوف يُنزل غضبه وسخطه علينا جميعاً وحينها لا ينفع الندم.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى