في مدارسنا حمامات غابت عنها النظافة (2)

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
جانب من الحمامات
جانب من الحمامات
تصرف الدولة مليارات لبناء المدارس وللنهوض بمستوى التعليم الذي يعتبر ركيزة أساسية للتنمية، والذي به تبنى الأجيال، وذلك من خلال تحسين مستوي التعليم ومستوى دخل المدرس لتدور عجلة التنمية في الرقي بمستوي التعليم، ولكن رغم كل هذه الجهود فإن العديد من الطلاب وأولياء الامور اشتكوا من تدني مستوى النظافة خاصة في حمامات المدارس سواء في المدارس الثانوية او الاساسية، فأين نحن من المقولة المشهورة التي نرددها دائما (النظافة من الإيمان) وهي ما يحثنا عليها ديننا الاسلامي، فالنظافة فيها الكثيرمن الفوائدة والعبر وهي الأساس السليم لصحة الانسان .. كاميرا «الأيام» رصدت العديد من حمامات المدارس والتقت بالعديد من الطلاب وأولياء الامور لطرح شكواهم ومعانات المدارس من مشكلة انعدام النظافة .

مدير مكتب التربية: من حق أولياء الأمور أن يقلقوا على ابنائهم

حملت هموم الطلاب والإدارات المدرسية واتجهت الى مكتب د. عبدالله أحمد النهاري ، مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة عدن لاستيضاح العديد من المسائل التي ادت الى تدهور اوضاع النظافة في المدارس، وخاصة الحمامات .

فقال: «اشكر صحيفة «الأيام» ممثلة بالأخوين هشام وتمام باشرحيل، لتحسسهم مشكلات وهموم الناس سواء في التربية والتعليم أو في المرافق الاخرى، ولأهمية التعليم أعطت «الأيام» اهتماماً وعناية كبيرة به لأنهم مدركون ان صلاح التربية والتعليم هو صلاح لمعظم مرافق مؤسسات الدولة».

وعن مجال النظافة في المدارس يقول الدكتور النهاري: «النظافة مبدأ وسلوك حضاري ينبغي ان يحافظ عليه الجميع وكثير من التعميمات وجهناها الى الاخوة مدراء التربية في المدريات ومدراء المدارس سواء التعليم الاساسي او الثانوي والرياض بضرورة الحفاظ على المبنى المدرسي ونظافة حماماته وفصوله وساحاته وكل مرافقه وتشجيره وإظهاره بالمظهر المناسب». ويضيف: «صحيح ان الإمكانيات محدودة لدى مكتب التربية والتعليم وكذا المدارس وكان هناك نوع من الاشكال فيما يتعلق بمساهمة المجتمع التي صدر بها القانون رقم (12) لسنة 1996م والخاص بصندوق ترميم المدارس الذي حدد حصته بـ (50%) من مساهمات المجتمع، وبما ان هذا قانون فلا يمكن أن يلغى إلا بقانون ولكن نظراً لاهمية الحفاظ على النظافة عملنا على اصدار لائحة وتقنين لتنظيم هذا العمل، وقبل أشهر كلفنا الادارات المهنية ادارات الشؤون القانونية والجهات ذات العلاقة بعمل لائحة وتم عملها ورفعناها الى محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي لاصدار قرار بشأنها اضافة الى لوائح اخرى تتعلق بالمقاصف المدرسية، نأمل ان يصدر قرار المجلس المحلى بشأن هذه اللائحة التي حددت بنود الصرف فيها، ولكل بند نسبة معينه بحيث لا تذهب كل هذه المبالغ دفعة واحدة في مسار واحد، ويصبح مدير المدرسة بدون ميزانية تشغيلية، وهذه اللائحة هي الآن في طور الإقرار، ومساهمة المجتمع ستذهب الى المدرسة بنسبة (90%) ونسبة (10%) ستوزع ما بين ادارة التربية في المديرية ومكتب التربية في المحافظة بغرض تسيير النشاط على مستوى ادارة التربية في المديرية وكذا على مستوى مكتب التربية، ولكن ينبغي ان نفهم نحن كتربويين أن مدارسنا هي بيوتنا التي ينبغي ان نحافظ عليها». ويسأل النهاري الاخوة مدراء المدرسة والهيئة الادارية الفنية والاخوة المعلمين والطلاب ما الذي يمنع الطلاب من ان ينظفوا قاعات الفصول، وما يمنع ان يعمل الطلاب على تشجير الساحات؟ نحن نعلّم علماً وثقافة وسلوكاً نخدم به مدارسنا ومجتمعاتنا، أرجو من الاخوة في الادارت المدرسية في التربية وأولياء الأمور ان يستوعبوا هذا الكلام».

ويضيف: «تلقيت الكثير من الشكاوى من اولياء امور بأن اولادهم ينظفون فصول المدرسة وساحاتها. فيجب ان يعلم الجميع أن ادارة التربية والتعليم تعلّم قيماً تربوية وقيماً سلوكية وتعلّم علماً اضافة الى ان المدرسة تعتبر بالنسبة للطالب منزله الثاني، فاذا لم يحافظ على نظافتها فلا يمكن ان يحافظ على نظافة بيته، فالمسؤولية مشتركة بين الطالب والمعلم والمدير واولياء الامور، فاذا كان اولياء الامور سنداً للادارة المدرسية ستنهض المدرسة وسترتفع الى مستوى لائق من حيث النظافة والحفاظ على المبنى. إن مدينة عدن لها ظروفها المناخية ويمكن ان يتعرض المبنى المدرسي الى الكثيرمن التغيرات في فترة وجيزة».

وعن عدم نظافة الحمامات يقول د. النهاري: «اشكاليات الحمامات تعاني منها اغلب المدارس في عدن، فهناك حمامات عاطلة لها سنوات طويلة مغلقة. مثل حمامات الخيسة التي كلفت اعادة ترميمها اكثر من (270) الف ريال، وحمامات مدرسة خالد حيدر وشبكة المياه التي صُرف فيها اكثر من (300) الف ريال، ومدرسة ردفان فيها حمامات ولكن تفتقر الى المجاري وعملنا لها شبكة مجاري وتم ربطها مع الشبكة الرئيسية بتكلفة اكثر من (200) الف ريال، وكذا مدرسة 7 يوليو التي كانت تفتقر الى خزانات فعملنا لها خزانات.

كما أن بعض المدارس فيها حمامات ولديها شبكة مياه ومجاري ولكن بها اشكاليات نظراً لسوء الاستخدام من الإدارات المدرسية ومن قبل الملتحقين بالمدرسة، فإذا حافظنا على هذه الحمامات وعملنا على اصلاحها اولاً بأول لن نصل الى هذه الدرجة من الاهمال، وهناك مدرسة فيها حمامات و شبكة مياه ولكنها غير مربوطة الى الخزان ولا تحتاج سوى الى ماسورة طولها (50) مترا فقط لمدها الى المدرسة» .

ويؤكد الدكتورالنهاري أن كثيرا من اولياء الامور يشكون من أن ابناءهم مصابون بأمراض الكليه، فمن حق اولياء الامور ان يقلقوا على ابنائهم.

ويقول: «على مدير أو مديرة المدرسة ان يستشعر المسؤولية امام الله اولاً ثم امام القيادة ثم امام ضميره التربوي وأمام اخلاقه وسلوكياته، اما اذا ترك الحبل على الغارب وانتظر أن يعمل مدير التربية في المحافظة أو في المديرية او مدير عام المديرية ليحل هذا الاشكاليات فهذا كلام غير منطقي، فماذا ستقول عندما تدخل الى مدرسة وتجد عبارات سيئة أو أبيات شعرية مسجلة على الجدران، سنعمل على محاسبة مدير المدرسة او مديرة المدرسة وعلى كل فرد ان يضطلع بمسؤولياته ووجباته.

ونحن من جهتنا عملنا على إعادة رسوم المدرسة الى المدارس وسنحمل الادارات المدرسية مسؤوليتها وسنحاسب كل من يقصر في عملية الترميم أو التنظيف، فالرسوم المدرسية حولت الى بنود لمعالجات هذا الاشكاليات، كما حددنا من ضمن البنود بند تعاقد مع منظفين بالاجر اليومي». وعن نظافة الساحات يقول: «وجه الأستاذ أحمد الكحلاني، محافظ عدن بضرورة تفعيل قرار المحافظ السابق د. يحي الشعيبي، بوصول آليات النظافة لجمع القمامة من المدارس يومين في الاسبوع، وهذا ما يعمل على تنفيذه حاليا الاخوة في صندوق النظافة».

وعن عدم مطالبة وزارة التربية بوظائف الخدمات يقول: «نحن نصارع من اجل توظيف مدرسين ومعلمين وهو أمر مهم ونحن سنطالب إن شاء الله بوظائف خدمات فيما يتعلق بالنظافة».

ويوكد ان على مدير المدرسة ان يوجد للمدرسة منظفين، و ينبغي ان يرتب أموره بصورة سليمة بما أن الميزانية ستحال اليه كاملة .. هناك الكثير من الإدارات المدرسية ليس لديها منظفون ولكن مدارسهم نظيفة وذلك لأن مدير المدرسة مستشعر المسؤولية ومستشعرهذه الامانة والمسؤولية أمام الله وأمام ضميره.

وعن انعدام النظافة في بعض المدارس التي تتوفر فيها المياه وشبكة المجاري يقول: «هذه مسؤولية تقع على عاتق مدير المدرسة، وحاليا سيتم احالة الرسوم لهم وكل مدير مدرسة ورّد (50%) الى صندوق الترميمات فليقدم طلباً وسيتم اعادة كافة الرسوم الموردة للصندوق .

اشكر صحيفة «الأيام» ونرجو المزيد من التواصل بما يخدم ابناءنا والمجتمع بشكل سليم، وأدعو كافة المدراء والمدرسين أن يستشعروا المسؤولية تجاه مدارسهم أمام الله وأمام ضمائرهم، كما ادعو الاخوة اولياء الامور أن يكونوا سنداً قوياً للاخوة في الإدارات المدرسية وإذا وجدوا أي نوع من العثرات ان يقيلوا العثرات وأن يتعاونوا بحدود القانون والأوامر التربوية المعمول بها.

اثناء جولتي في المدارس لاحظت العديد من المدارس ساحتها نظيفة وخالية من الورق ومخلفات الطلاب، فبعض الإدارت تصرف من مالها الخاص وتزين ممرات المدرسة بالمجلات الطلابية التي تؤكد وجود طلاب لديهم مستوى جيد من الوعي، وفي المقابل هناك مدارس لا تفكر للحظة أن هذا مبنى مدرسة، وحماماتها تصدر رائحة لا تطاق ولا يتحملها الطلاب ليس في ساحة المدرسة بل حتى اثناء الحصة الدراسية في الصفوف القريبة من تلك الحمامات.

اطفالنا فلذات اكبادنا أمانة، والامانة تبرأت منها الجبال فهل هناك من يصون الأمانة؟! سؤال موجه الى مدراء المدارس ومدراء التربية في المحافظة والمديرية.

وختاماً كان دافعنا الاساسي في هذا التحقيق هو معاناة اطفال صغار في السن يعانون شتى انواع المعاناة من خلال حبسهم للبول طول ساعات الدوام المدرسي مما يؤثر عليهم مستقبلا. وللأمانة الصحفية عملنا على طرح هذه القضية امام كل من له ضمير لعمل ما هو ضروري لتفادي الأضرار المترتبة على هذه المشكلة التي تعاني منها معظم مدارس محافظات الجمهورية. وقد تكون شحة الامكانيات السبب الرئيسي في انعدام النظافة في حمامات مدارسنا. وارتأينا عند تناولنا للتحقيق عدم ذكر أي اسماء لمدارس منعاً للإحراجات رغم ذكر أولياء الامور لأسماء مدارس محددة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى