العراق يخوض سباقا محموما مع الزمن لتجنب حرب اهلية "علنية"

> بغداد «الأيام» اسعد عبود :

>
صورة من الارشيف للغزو الامريكي على العراق
صورة من الارشيف للغزو الامريكي على العراق
بعد ثلاث سنوات من اجتياحه، بات العراق امام مفترق طرق خطر مع سباق محموم بين احتمال اندلاع حرب اهلية "علنية" ناجمة عن انسداد الافق السياسي بالتزامن مع اعمال ثأرية طائفية، او تشكيل حكومة انقاذ وطني عبر تنازلات تقدمها الكتل السياسية.

وابدى استاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد حسن البزاز خشيته من اندلاع حرب اهلية "علنية" اذا لم يتفق العراقيون على تشكيل "حكومة انقاذ وطني لا تعكس نتيجة الانتخابات" التشريعية الاخيرة منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي التي ادت الى فوز الشيعة بغالبية البرلمان.

وقال لوكالة فرانس برس "اما ان يتمكن العراقيون والاميركيون من التوصل الى تشكيل حكومة انقاذ وطني لا تعكس نتيجة الانتخابات بل قائمة على التوافق والتفاهم وتشكل خطوة اولى نحو التهدئة والاستقرار او سننتقل من حالة حرب اهلية غير معلنة الى معلنة اذا بقيت الامور على حالها".

واضاف "نحن على شفا الهاوية وربما نكون دخلنا المرحلة النهائية لعملية التصعيد (...) اصبح العراق رهينة ليس في يد الولايات المتحدة وانما في ايدي دول اقليمية اخرى (...) الاميركيون والايرانيون يريدون التفاوض علينا بات العراق اسير هذه المواقف".

وردا على سؤال حول التحولات السياسية منذ الغزو الاميركي، اجاب "لا احد يمكن ان ينكر وجود قبول بالممارسة الديموقراطية بحيث بات الشارع العراقي يتقبل الاخر كما كانت هناك انتخابات والدستور لكن الثمن مقابل ذلك كان هدم الدولة والكيان".

وتابع البزاز يقول "انه ثمن باهظ مقابل تحقيق بعض الديموقراطية (...) لقد دفع العراق ثمنا غاليا وربما يتعرض للتفتيت لان الامور ليست محسومة وما تحقق كان مقابله هدم الدولة".

واعتبر ان "ليس هناك امل في اعادة الامور الى نصابها في وقت قريب فالخطا كبير ويتفاقم هناك دمار وخراب واقتتال طائفي غير معلن".

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني اكد الجمعة الماضي تخوفه من اندلاع حرب اهلية اذا لم تتفق الاحزاب السياسية على تشكيل حكومة وحدة وطنية قائلا ان "النتيجة ستكون سيئة للغاية، ونخشى حتى من حرب اهلية".

واضاف ان "العراق اليوم في دائرة الخطر اذا لم يحقق الوحدة الوطنية" موضحا ان العراق الان يمر بأزمة خطيرة واذا لم نستطع ايجاد حل لهذه الازمة فنتيجتها اقل ما يقال عنها كارثية".

بدوره، ابدى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد في اليوم ذاته تخوفه من نشوب حرب اهلية اذا لم يتم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية لكنه اكد ان العراق لم يبلغ هذا الحد بعد.

ويسود توتر طائفي كبير جدا منذ تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في 22 شباط/فبراير الماضي وتفجيرات استهدفت مدنية الصدر الشيعية الاحد الماضي وما تلاهما من اعمال ثارية اودت بحياة المئات.

من جهته، قال نبيل محمد يونس من معهد الدراسات الاستراتيجية في جامعة بغداد لفرانس برس "الكل متفق تقريبا على ان العراق متجه الى كارثة محققة بسبب غباء الادارة الاميركية".

واضاف ردا على سؤال "لا اعتقد ان اي حكومة ستكون قادرة على منع ذلك في ظل مفهوم المحاصصة الذي اقره ورسخه (الحاكم الاميركي المدني في العراق بول) بريمر يجب الخروج من مفهوم المحاصصة عبر تقديم تنازلات من قبل الجميع".

ودعا الى "تشكيل حكومة تكنوقراط لاعادة اعمار البلاد على اسس جديدة في جميع المجالات لان هذا هو الخيار الوحيد المتاح حاليا (...) يمكن للكتل السياسية ان تقوم بمراقبة عمل حكومة كهذه دون التدخل في شؤونها".

وراى يونس ان "بلورة الحياة السياسية وآليات العمل والسلوك الديموقراطي وتغليب الحوار على العنف بحاجة الى وقت كاف وتفاهمات بين الكتل السياسية التي يتعين عليها ان تغلب المصالح العامة على مصالحها الخاصة والا فان العراق سينهار".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى