اختلاف في التحليلات الفرنسية والمصرية لاسباب حادث سقوط طائرة فلاش ايرلاينز

> القاهرة «الأيام» جويل بسول :

>
رئيس المحققين الفرنسيين بول لوي ارسلانيان
رئيس المحققين الفرنسيين بول لوي ارسلانيان
اختلف المصريون والفرنسيون امس السبت في تفسير الاسباب الممكنة لحادث سقوط طائرة البوينغ 737 التابعة لشركة فلاش اير المصرية الذي اودى في الثالث من كانون الثاني/يناير 2004 بحياة 148 شخصا بينهم 134 فرنسيا.

فقد اعتبر كبير المحققين المصريين الطيار شاكر قلادة لدى عرضه نتائج التقرير ان التحقيق الذي اجراه مكتب هيئة الطيران المدني المصرية لا يتيح استخلاص وجود سبب وحيد وراء الحادث، مشيرا الى امكانية تضافر مجموعة عوامل مساعدة ادت الى سقوط الطائرة بعد ثلاث دقائق من اقلاعها من مطار شرم الشيخ.

واشار قلادة اولا الى ان جهاز الطيار الالي للطائرة لم يعمل والى احتمال حدوث اعطال فنية اخرى قبل ان يصاب قائد الطائرة وهو طيار سابق في سلاح الجو المصري ب"تشتت" تطور الى "عدم القدرة على تحديد الاتجاهات في الفراغ".

وفي المقابل اعتبر رئيس المحققين الفرنسيين بول لوي ارسلانيان ان قائد الطائرة هو المسؤول عن الحادث وان عدم قدرته على تحديد الاتجاهات هي التي ادت الى سقوط الطائرة في البحر بعد ثلاث دقائق من اقلاعها من مطار شرم الشيخ.

وفي فرنسا اعرب وزير النقل دومينيك بربون عن الاسف لعدم وجود "رؤية مشتركة" للتقريرين، الا انه اعرب عن ارتياحه لنشر التقرير المصري اخيرا بعد تاجيله اكثر من مرة.

وطالب الوزير في مؤتمر صحافي في ليون (وسط شرق) بان تسلم نتائج تحقيق مكتب تحقيقات وتحليلات الطيران المدني الفرنسي الى "القضاء المصري والقضاء الفرنسي معا"، معترفا بوجود "اختلاف في التقدير بين التقريرين".

واضاف "سنرى على الاثر ما يمكن ان يرفع من دعاوي قضائية",من جانبه ابدى مارك شيرنيه رئيس جميعة الدفاع عن اسر ضحايا كارثة شرم الشيخ ارتياحه.

وقال "نشعر بالارتياح لنتائج" هذا التقرير النهائي الواقع في 1300 صفحة "رغم انها لم تحدد سببا مباشرا للحادث".

واعتبر قلادة ان الطاقم بذل كل ما في وسعه، من دون جدوى، لتعديل مسار الطائرة التي مالت بسرعة شديدة الى اليمين بعد اقلاعها من شرم الشيخ بينما كان من المفترض ان تميل ناحية الجناح الايسر.

واشار قلادة الى حدوث شيء، لم يحدد طبيعته، فاجأ الطاقم في اللحظة التي طلب فيها قائد الطائرة تشغيل الطيار الالي وقبل ان يلاحظ مساعد الطيار ان الطائرة تتجه الى اليمين.

واوضح انه تم اختبار اربعة احتمالات لاعطال فنية على جهاز المحاكاة (سيميليتر) لتفسير هذا الانحراف غير الطبيعي ولم يتأكد اي منها.

واستبعد قلادة بصورة قاطعة وجود عامل خارجي مثل عملية تخريب وراء الحادث الذي اثار ضجة في فرنسا واطلق نقاشا حول توافر شروط السلامة في طائرات الشركات الجوية التي تعتمد اسعار بطاقات مخفضة.

واعتبر ارسلانيان ان "الطائرة بقيت تحت قيادة الطيار طوال الوقت ونعتقد ان فقدان الطيار القدرة على تحديد الاتجاهات في الجو هو الذي ادى الى جنوح الطائرة نحو اليمين".

وقال "نظرا لتعقد الحادث فان هناك خلافات في تفسير اسبابه". وقد اتاح تقرير اولي قدمه له الجانب المصري كما قدمه لخبراء اميركيين ان يضم تقريرا بملاحظاته الى التقرير النهائي.

ويرى شيرنيه الذي تعترض بعض اسر ضحايا الحادث على صفته التمثيلية، ان نظرية الخطأ البشري ليست سليمة. وقال "لا نصدق ابدا ان يكون الطاقم فقد القدرة على تحديد الاتجاهات في الفضاء".

وقد رفعت اسر المفقودين عدة دعاوى قضائية لمحاولة الحصول على تعويضات ولا سيما من الشركة المنتجة للطائرة.

وتعتبر ظاهرة فقدان القدرة على تحديد الاتجاهات في الفضاء مشكلة تحدث كثيرا للطيارين عندما لا يكون لديهم مجال للرؤية وهي مسؤولة عن 15 الى 20% من الكوارث الجوية.

والبوينغ 737-30 التي سقطت في البحر الاحمر قبالة شواطىء شرم الشيخ هي واحدة من طائرتين من هذا الطراز كانت تملكهما شركة فلاش اير للطيران المصرية للرحلات العارضة التي اعلنت افلاسها.

من جهة اخرى سيتم بعد غد الاثنين اعادة رفات 16 فرنسيا من ضحايا الكارثة تم التعرف على اصحابها بعد ان سبق ارسال رفات 67 ضحية اخرى الى فرنسا في تشرين الاول/اكتوبر 2005 بعد سلسلة اجراءات طويلة.

وفي المقابل طلبت بعض اسر الضحايا عدم اعادة رفاتهم ودفنها في مصر في الموقع التذكاري للحادث في شرم الشيخ الواقعة في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى