حي السوربون في قلب باريس يخضع للحصار والاغلاق

> باريس «الأيام» ميشال بلانشار :

>
سياج معدني يرتفع اكثر من مترين في جوار جادة سان ميشال
سياج معدني يرتفع اكثر من مترين في جوار جادة سان ميشال
تحاصر الشرطة الفرنسية منذ اسبوعين الحي المحيط بجامعة السوربون في قلب باريس التاريخي والسياحي وقد اقامت من حوله حواجز لاحتواء اعمال الشغب في اطار الحركة الاحتجاجية ضد عقد الوظيفة الاولى.

واقيم في ساحة السوربون، القلب التاريخي الجامعي في فرنسا، سياج معدني يرتفع اكثر من مترين في جوار جادة سان ميشال.

ودون على هذا الحاجز شعار "الشرطة في كل مكان والعدالة غائبة" فيما تجمعت خلفه عشر آليات زرقاء او بيضاء لقوات الامن احداها مجهزة بخرطوم ماء، وانتشر عناصر الشرطة في الحي المقفر.

وتساءلت امرأة من سكان القطاع ساخرة "ماذا كان حصل لو كنا في حالة حرب؟"، معتبرة ان هذا الانتشار للشرطة "غير متناسب مع الحدث".

وقالت "اننا مضطرون لعبور حواجز وابراز هوياتنا للعودة الى منازلنا وحين نستقبل زائرين يتحتم علينا ملاقاتهم عند الحاجز".

واضافت "انهم لائقون، لكن ابني دعا اصدقاء الليلة الماضية لزيارته فقالوا له عند الحاجز +لا اكثر من ثلاثة+".

وتمتد المنطقة المغلقة على مساحة سبعة الاف متر مربع حول الجامعة، وهي منطقة تعتبر رمزا لحركة ايار/مايو 68 الطلابية.

وقد عمدت الشرطة الى اغلاق القطاع في السابع من اذار/مارس بعد ان طردت منه بالقوة الطلاب الذين كانوا يحتلونه ولم تترك سوى ثلاثة منافذ للمارة تتحقق فيها من هوياتهم قبل السماح لهم بالعبور.

وليست هذه اول حركة طلابية تشهدها منطقة السوربون اذ انطلقت منها حركة ايار/مايو 68 الطلابية الشهيرة وقد اضحت رمزا لها.

وينعكس الوضع سلبا على الفنادق الاربعة او الخمسة في المنطقة التي يشكل الاجانب والاميركيون بصورة خاصة 80% من نزلائها.

وعلم في فندق السوربون ان "20% من النزلاء الغوا حجزهم" فيما "توجب البحث عن زبائن اخرين" في فندق سيليكت.

اما فندق كلوني-سوربون الذي لا تبقى فيه غرف فارغة في الاوقات العادية، فقال ان"50% من غرفه" فقط فيها نزلاء، مشيرا الى ان مجموعة من الطلاب الاميركيين كانت حجزت 70% من الفندق لحضور ندوة جامعية الاسبوع المقبل الغت حجزها.

اما السياح، فتتفاوت ردود فعلهم على الاحداث الجارية حاليا في باريس,واوضحت صاحبة احد الفنادق ان "طالبات اميركيات وجدن الامر مثيرا للحماسة ولم يشعرن بالخوف اطلاقا والتقطن الكثير من الصور".

غير ان اصحاب الفنادق يشكون من التأخر في تنظيف الساحة والصعوبات التي يواجهها النزلاء للدخول اليها حيث يتحتم عليهم النزول من سيارات الاجرة او الحافلات على مسافة حاملين حقائبهم وابراز جوازات سفرهم او حجزهم في الفندق.

وبقي مقهى "ليكريتوار" في ساحة السوربون مفتوحا وهو يقدر خسائره منذ الثامن من اذار/مارس ب80% من الارباح الفائتة ما يعادل 3500 يورو في اليوم، وقال احد الموظفين "تكبدنا قدرا ضئيلا من الاضرار لكن الاهم هو تغيب الزبائن".

ويقع الى جانبه مقهى اخر لم يحالفه الحظ نفسه حيث تم تحطيم واجهته خلال اشتباكات ما اضطره الى الاقفال. اما المكتبات ومحل نسخ المستندات، فباتت مقفرة.

وفي الساحة ايضا ثلاث صالات سينما كادت تضطر الى الاغلاق,وقال مستثمر سينما "لو روفليه" "اضطررنا الى الاغلاق في 18 اذار/مارس. غير ان الشرطة عادت فيما بعد وتركت الزبائن يعبرون. لكن وجودها رادع وكان الاقبال الاسبوع الماضي ضئيلا جدا".

واحكمت الشرطة الطوق اكثر على القطاع في نهاية الاسبوع فيما تتركز المخاوف حاليا على اليوم الثلاثاء الذي سيشهد تظاهرات حاشدة استجابة لدعوات النقابات والمنظمات الطلابية.

وحضر رئيس بلدية باريس برتران دولانويه الجمعة الى الساحة وطرح احتمال التعويض على المحلات فيها بدون تقديم وعود صريحة، وقال احد اصحاب المحلات مبديا قلقه "يقال ان الحي قد يبقى مغلقا لمدة شهر مثل الجامعة". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى