ثقافة حضرموت والصمت

> «الأيام» صالح حسين الفردي:

> كغيري من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي والفني وفق ما ينشر من تغطيات لمثل هذه الفعاليات في الصحف الحكومية والأهلية في بلادنا، فقد لفت انتباهي خبران في إحدى الصحف الحكومية هما:

(لجنة تحكيم يرأسها العطروش والعبسي والكبسي، (16) فناناً يتنافسون على جائزة رئيس الجمهورية في مجال الغناء والموسيقى) و(تشارك في مهرجان الدوحة الثقافي والفني أواخر مارس الجاري، فرقة الثقافة بأبين تقدم عدداً من الروائع الغنائية)، وما جاء في هذين الخبرين من تفاصيل جعلني أردد في داخلي العديد من الأسئلة التي نضعها اليوم عبر صحيفتنا الغراء «الأيام» ومن باب لفت الانتباه والتذكير، ونحن ندرك أن ذاكرة القائمين على (الثقافة والفن) بالوزارة والمحافظة في وادي النسيان السريع المريح منذ زمن من بعيد، ولكن لا بد مما ليس منه بد، علنا نضع الجميع أمام الحال الذي وصل إليه حال الثقافة والفن وأهله في حضرموت، فيكفي فقط أن نشير إلى أن المسرح مغلقة خشبته حتى إشعار آخر، والسينما الوحيدة (الأهلية) بمدينة المكلا جرى تخصيصها (صالة أفراح) ذهبت بالابتسامة التي كان يحصل عليها مرتادوها لمتابعة فيلم أو مسرحية تراجيدية أو كوميديا جادة، وشتان بين (فرح وأفراح)، أما حال المبدعين الرواد لكل أشكال الثقافة وألوان الفنون (لا تسل عن حال أرباب الهوى يا ابن ودي ما لذاك الحال شرح)، إذ يعاني كلهم من صعوبة الظروف الحياتية، وينسحقون في متاهات الحياة اليومية التي تذهب بما تبقى فيهم من قوة عزيمة لمواجهة الحياة والاستمرار في عوالم الإبداع ثقافياً وفنياً، ومن الغريب أن يكون هناك إطار فني قائم (جمعية فناني حضرموت للغناء والموروث الشعبي) وليس لها من تواجد ودور في الخروج بمعاناة المبدعين والتهميش الذي يتعرضون له، ولم تعمد إلى إيصال صوتهم إلى من بيدهم (الحل والربط).

أما أصحاب الثقافة والأدب فلقد تحركت أوصال الجسم الذي يلم أجزاءهم وبدأت تعود المياه الصافية إلى مجرى النهر، ففي الفترة الأخيرة شهد فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا حراكاً وحضوراً كبيرين لكل موضوعات الأدب والثقافة والفنون في أمسيات أسبوعية يلتقي فيها جمع كبير من المبدعين وتتلاقح رؤى الرواد وأصالتهم بروح الشباب المتجددة وحماستهم في حميمة المعرفة والثقافة والأدب، وعلى الرغم من المحاولات التي تهدف إلى إظهار وجه حضرموت (الثقافة والفن) إلا أن الوضع العقيم الذي وصل إليه الحال دافع إلى الوقوف بجدية للعودة به إلى مكانه، فمن غير المعقول أن لا يشارك مواهب حضرموت الساحل الشابة ( كالعادة) في جائزة رئيس الجمهورية في مجال الغناء والموسيقى، ومن غير الممكن أن تشارك حضرموت (الثقافة والفن) في المهرجانات الخارجية ويستثنى مبدعوها (فرادى وجمعاً)، ومن غير المقبول أن تظل فضائيتنا غير قادرة على التواصل مع رواد الثقافة والفن في حضرموت، وإذا أريد لحضرموت الظهور جاء على عجل ودون تحضير وإعداد واختيار معمق (مهرجان الدان اليمني، حضرموت نموذجاً)، فمتى تتلمس (الفضائية) الطريق إلى الباحث والمؤلف المسرحي والمؤرخ القدير عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي، الذي يذهب إليه كل باحث أوروبي قادم لطلب العلم والمعرفة؟ ومتى نرى شعراء الأغنية الحضرمية المبدعين (أحمد سالم البيض، محمد محفوظ سكران الكالف، سالم أحمد بامطرف، عمر أبوبكر العيدروس، محمد عبدالله محفوظ الحداد، غالب عوض باعكابة)؟

وهل نأمل في دقائق فضائية للفنان الملحن الكبير محمد علي عبيد، صاحب العديد من الإبداعات اللحنية والثنائيات الفنية مع البيض، بامطرف؟ وهناك العديد من فناني المحافظة الكبار الذين خاصمتهم الفضائية اليمنية ولم تزل، وكل هذه الأعلام والأسماء وغيرهم أكثر بالإمكان أن يتبنى قضاياهم الفنية والحياتية مكتب الثقافة وجمعية فناني حضرموت واتحاد الأدباء والكتاب بالمحافظة، ومن الممكن أن يلتقي الكل مع السلطة المحلية بالمحافظة لوضع رؤية جادة لتفعيل العمل الإبداعي (ثقافة وفناً)، بما يتناسب وقيمة حضرموت وعطاءها ماضياً وحاضراً. أليس غريباً أن تحتفي ثقافة عدن بمهرجان المسرح الثالث في يوم المسرح العالمي، ونجد المهرجانات الفنية والثقافية في المحافظات الأخرى، والمشهد لدينا غير خاف على أحد، وقد يقول البعض: انتظروا مهرجانكم (مهرجان البلدة). حينها سننتظر حتى يوليو القادم لنحصد الحصرم الثقافي والفني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى